مستجدات العلاج لحالات «قصور القلب»
مستجدات العلاج لحالات «قصور القلب»
توصيات أوروبية وقواعد إرشادات سعودية
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، وجمعية القصور القلبي السعودية، انطلقت منتصف الأسبوع الماضي بمدينة جدة فعاليات مؤتمر القلب «Hearts» - 2019 المتعلق بالقصور القلبي والذي نظمته الشركة السعودية لتوزيع المستحضرات الطبية المحدودة إحدى شركات «نوفارتس» بالمملكة، حضره عدد من الأطباء واختصاصيي أمراض القلب، وبعض الكيانات المعنية بالرعاية الصحية بالمملكة، وعدد من ممثلي الصحافة والإعلام، وكانت «الشرق الأوسط» في مقدمتهم، حيث حصلت على تصريحات حصرية من رئيس المؤتمر والمتحدثين الرئيسيين فيه.
أسباب قصور القلب
ضمن تصريحه لـ«صحتك»، يقول رئيس المؤتمر الدكتور وليد عبد الله الحبيب استشاري القصور القلبي بجامعة الملك سعود، رئيس جمعية قصور القلب السعودية إن مرض قصور (عجز) القلب في تزايد مستمر، فهناك 5 ملايين مريض بأميركا وحدها، وفي المملكة تجاوز عدد المصابين بالمرض النصف مليون مريض. وتُبذل حاليا جهود كبيرة من العلماء والأطباء لاكتشاف أفضل الطرق والوسائل لعلاج هذا المرض، سواء من ناحية الأدوية أو التقنيات الطبية المستخدمة. وقد استعرض هذا المؤتمر السنوي أهم المستجدات لمواكبة التغيرات والتطورات في هذا المجال. وأوضح الدكتور الحبيب أن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بقصور القلب أو أمراض القلب عموماً، ومنها:
> مرض السكري أو ارتفاع الضغط مع زيادة الوزن (السمنة) وقلة الحركة وقلة الرياضة وعدم الاهتمام بالصحة والتغذية وممارسة عادة التدخين.
> عوامل وراثية، إذا كان في العائلة أشخاص كثر يعانون من مرض القلب أو قصور القلب.
> من الأعراض المهمة جداً في مرض القصور القلبي تحديداً قصر أو ضعف التنفس عند أي حركة يقوم بها الشخص، والإعياء والتعب العام مع أي نشاط، والخفقان والدوخة والدوار وتورم الجسم. كل هذه عوامل لا بد أن تكون بمثابة تنبيه لدى المريض من أنه قد يكون لديه قصور بالقلب.
توصيات طبية أوروبية
وضمن حديثه إلى «صحتك» يقول الأستاذ الدكتور كمال الغلاييني أستاذ مشارك واستشاري أمراض قلب، ووكيل كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز وأحد المتحدثين في المؤتمر - إن هناك مجموعة من التوصيات، قدمت في مؤتمر جمعية القلب الأوروبية الذي عقد في أواخر أغسطس (آب) من هذا العام بمدينة باريس، بخصوص علاج القصور القلبي، من أهمها:
> تطوير دواء جديد يُستخدم في علاج ضعف عضلة القلب وحمايتها من المضاعفات، وهو خاص بالسكري - 2. من مثبطات (SGLT2) ويسمى (Dapagliflozin)، والذي تماثل أهميته أدوية ضغط الدم. وقد أثبتت آخر الدراسات أن أكثر من 8800 مريض بضعف القلب، مع أو من دون مرض السكري، حصلوا على نتائج أكثر من رائعة بحدوث تحسن قوي جداً في أسلوب الحياة وفي التنويم بالمستشفى وفي الصحة العامة (مجلة القصور القلبي، يونيو (حزيران) 2019 Journal of Cardiac Failure. June، 2019). وهذا الدواء يُؤخذ مرة واحدة في اليوم عن طريق الفم وليس الإبر، وهو منتشر حقيقة بين مرضى السكري كدواء مهم في علاج السكري. واللافت أن هذا العلاج مفيد جداً حتى للمرضى الذين لا يعانون من السكري، كما أنه لا يتسبب في حدوث هبوط في مستوى السكر بل يدعم القلب بطريقة رائعة جداً حسب الإحصاءات التي اطلعنا عليها، وهي إحصاءات صادرة من جمعيات علمية عريقة ولا غبار عليها ويعتد بكل توصياتها لما فيها من مصداقية وشفافية، ومنها ما نشر في مجلة كلية القلب الأميركية عدد أبريل (نيسان) 2019 (Journal of American College of Cardiology. April، 2019). وهذا الدواء معتمد من إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA لعلاج السكري أساسا، وسيخضع للتحقق من قبل هيئة الدواء والغذاء السعودية، ليدخل في قائمة الأدوية المخصصة لحالات قصور عضلة القلب قريباً.
> دواء «إنترستو Entresto»، ظهر منذ عدة سنوات ويتناوله أكثر من عشرة آلاف مريض بالمملكة. وقد قُدمت دراستان مهمتان جداً في هذا المؤتمر عن كيفية عمل الدواء ومدى تأثيره على عضلة القلب نفسها، ومحاربة المرض وفي اكتساب المرضى صحة وسعادة وجودة في حياتهم.
> جهاز صغير وبسيط ورخيص لقياس الضغط، ولا يوجد به إلا زر واحد فقط، يستخدم لجميع الفئات العمرية. وهناك توصية عالمية بأن أهميته تماثل أهمية جهاز ضغط الدم، حيث يوفر قراءة دقيقة جداً لضغط الدم، ويُعتمد عليه. ويجب السيطرة على ضغط الدم، باعتباره العامل الخطير والأول في المملكة لضعف القلب (يصيب أكثر من 73 في المائة من مرضانا). فلا بد من تنوير فئات المجتمع بأن ضغط الدم لا تصاحبه أعراض، وعدم علاجه ينتهي بالمضاعفات كحدوث نزيف في المخ كون المريض لا يشتكي من شيء.
> التأكيد على أن الكولسترول مرض يُعالج بالدواء، مع ضرورة اتباع نمط الحياة والغذاء الملائمين، وأن الدواء هو المادة الفعالة في العلاج. وسواء كان الكولسترول واحداً أو ألفاً فلن تصاحبه أي أعراض، وإنما يتم اكتشافه بتكرار التحليل كل ستة أشهر وكل سنة وسنتين، وبذلك تتم الوقاية منه.
مستجدات العلاج الجراحي
تحدث إلى «صحتك» الأستاذ الدكتور عادل عبد القادر طاش مستشار نائب وزير الصحة، والمشرف العام على تطوير خدمات القلب بوزارة الصحة، استشاري جراحة القلب المتقدم وزراعة القلب في مجمع الملك عبد الله الطبي بجدة - موضحا أن التدخل الجراحي في علاج القصور القلبي هو الحل الأخير عندما تفشل جميع محاولات العلاج الأخرى كالأدوية والقسطرة. وقد شهد هذا المجال تطورا كبيرا، مثل:
> مضخات مساندة لعضلة القلب بالبطين الأيسر، وهي، الآن، الأكثر تقدماً فآلاف المرضى، عالمياً، يستخدمون هذا الجهاز ويمارسون حياتهم بشكل شبه طبيعي. والمضخة جهاز يزرع داخل جسم الإنسان ويكون متصلاً بالقلب، حيث يأخذ الدم من البطين الأيسر ويضخه لبقية أجزاء الجسم ويعمل باستخدام بطاريات خارجية، ويتم تدريب المريض على كيفية التعامل مع الجهاز وطريقة تغيير البطاريات، وهذه من المبادرات التي تهتم بها وزارة الصحة السعودية بحيث إن كثيراً من هؤلاء المرضى يستطيع أن يعود لممارسة حياته بشكل شبه طبيعي بسبب استخدامه لهذه الأجهزة المساندة لعضلة القلب.
> زراعة القلب، يتم عادة استخدام المضخات المساندة كمرحلة للتهيئة والتجهيز لزراعة القلب. ونظرا لأن القلب يؤخذ من المتوفين دماغياً، فهناك شح في توفير القلوب للزراعة، فيتم زراعة مضخة القلب لفترة طويلة تساعد المريض على أداء واجبات حياته إلى أن تحين الفرصة لزراعة القلب.
وعن جودة حياة المريض، تحدثت لـ«صحتك» الدكتورة شيماء العماني استشارية ورئيسة قسم القلب بمركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب بمدينة الدمام، وأكدت على ضرورة التثقيف الصحي للمريض، وإخباره أن تدهور عضلة القلب يؤثر على بقية أعضاء الجسم وقد يتسبب الأمر في حدوث فشل كلوي، وبالتالي تصعب عملية العلاج، علماً بأن هناك بعض الأدوية لا تتناسب مع ضعف الكلى، ومن الممكن أيضاً أن يحدث احتقان في الكبد بسبب تجمع السوائل مما يؤثر على سيولة الدم وعلى إنتاج الكبد للزلال أو البروتين. والآثار السلبية تتدرج من الاكتئاب وضيق التنفس إلى عدم القدرة على الأعمال اليومية وأخيراً الوفاة. ولحسن الحظ، تتنوع، الآن، الأدوية التي تساعد المريض على الخروج من وضعية معينة إلى أخرى، إضافة إلى توفر بعض الأجهزة التي تساعده على ممارسة حياته اليومية بصورة شبه طبيعية.
كما يجب التأكيد على المتابعة المنضبطة مع الطبيب، لأن مرضى قصور عضلة القلب يحتاجون إلى متابعة دقيقة. ففي حال زيادة نسبة السوائل بالجسم، من الممكن أن تتأثر بقية أعضاء الجسم وبالتالي يحتاج الأمر إلى تعديل للأدوية وأيضاً المتابعة الدقيقة. ويجب على المرضى، وحتى مع تحسن الأعراض، الالتزام بتناول الأدوية وفق الإرشادات الطبية والمتابعة حتى لا يتحول الأمر إلى انتكاسة. ويجب أن يدرك المريض أن طبيبه المعالج قد يرغب في زيادة بعض الأدوية، رغم أنه يشعر بأنه في وضع مستقر وبصحة أفضل وأنه قادر على المشي، والسبب أن هناك بعض الأدوية نحتاجها للوصول إلى الجرعة العليا قدر الإمكان، من أجل مصلحة المريض حتى وإن كان لا يعاني من أي أعراض.
ومن المهم، أيضا، اتباع الحمية الغذائية الصحية وتناول الأكل الصحي وتقليل الأملاح في الطعام والالتزام بنسبة معينة من السوائل والابتعاد عن المشروبات الغازية لارتفاع نسبة الأملاح فيها. كما أن من المهم ممارسة النشاط الرياضي قدر الإمكان، حتى لو المشي اليسير، فإن ذلك يساعد المريض ويحسن من نفسيته.
وأخيرا، هناك بعض الأشياء التي يكون المريض أحياناً متردداً فيها، فإن قيل له إنه بحاجة إلى تدخل جراحي فهو يحاول حينها الابتعاد عن الجراحة قدر الإمكان، إلى أن يصل به الأمر إلى مرحلة لا يمكن أن تتحسن معها عضلة القلب حتى بعد إجراء العملية، أو أن تصبح عملية القلب نفسها تشوبها خطورة، وبالتالي فعندما ينصح الطبيب المريض بالإجراء الجراحي فعليه الاستفسار من الطبيب أو الجرّاح عن مخاطر العملية ويتفهم السبب من وراء إجرائها، وأن تجرى مبكرا تحت قناعة تامة من المريض وذويه.
قواعد إرشادية سعودية
يقول الدكتور الحبيب إن الجمعية السعودية للقصور القلبي أصدرت لأول مرة قواعد إرشادية سعودية لعلاج هذا المرض وقد تم تقديمها في المؤتمر كما تم نشرها، الشهر الماضي، في مجلة جمعية القلب السعودية وستُترجم إلى أدوات ووسائل توزع على المستشفيات حتى يسهل على الأطباء والمرضى الحصول على أفضل وأحدث العلاجات المناسبة لمرضاهم. ومن أهم هذه القواعد على سبيل المثال:
> كيفية التعامل مع مريض لديه ضغط أو سكر لمنع تطور المرض إلى القصور القلبي.
> التشخيص الدقيق، فالعرض المرضي «قصر النفس» مثلا، يجب التحقق من سببه أهو قصور القلب أم لمشكلة ما في الرئة، أم بسبب السمنة. ويتم ذلك بالفحص السريري، فحص الدم مثلا، التصوير القلبي التلفزيوني أو الإشعاعي... الخ.
> تحديد العلاج المناسب بناءً على المعطيات، وما يجب إضافته في حال لم يتحسن وضع المريض، تحديد كمية الأدوية المتوافرة، والموعد الملائم للتدخل الجراحي أو استخدام المضخات.
> أهمية الفريق المتكامل في العلاج، فتعاون الطبيب المعالج مع الممرض المتخصص والصيدلي الإكلينيكي واختصاصي التغذية واختصاصي العلاج الطبيعي له بصمته في نجاح عملية العلاج.
الشرق الأوسط
توصيات أوروبية وقواعد إرشادات سعودية
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، وجمعية القصور القلبي السعودية، انطلقت منتصف الأسبوع الماضي بمدينة جدة فعاليات مؤتمر القلب «Hearts» - 2019 المتعلق بالقصور القلبي والذي نظمته الشركة السعودية لتوزيع المستحضرات الطبية المحدودة إحدى شركات «نوفارتس» بالمملكة، حضره عدد من الأطباء واختصاصيي أمراض القلب، وبعض الكيانات المعنية بالرعاية الصحية بالمملكة، وعدد من ممثلي الصحافة والإعلام، وكانت «الشرق الأوسط» في مقدمتهم، حيث حصلت على تصريحات حصرية من رئيس المؤتمر والمتحدثين الرئيسيين فيه.
أسباب قصور القلب
ضمن تصريحه لـ«صحتك»، يقول رئيس المؤتمر الدكتور وليد عبد الله الحبيب استشاري القصور القلبي بجامعة الملك سعود، رئيس جمعية قصور القلب السعودية إن مرض قصور (عجز) القلب في تزايد مستمر، فهناك 5 ملايين مريض بأميركا وحدها، وفي المملكة تجاوز عدد المصابين بالمرض النصف مليون مريض. وتُبذل حاليا جهود كبيرة من العلماء والأطباء لاكتشاف أفضل الطرق والوسائل لعلاج هذا المرض، سواء من ناحية الأدوية أو التقنيات الطبية المستخدمة. وقد استعرض هذا المؤتمر السنوي أهم المستجدات لمواكبة التغيرات والتطورات في هذا المجال. وأوضح الدكتور الحبيب أن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بقصور القلب أو أمراض القلب عموماً، ومنها:
> مرض السكري أو ارتفاع الضغط مع زيادة الوزن (السمنة) وقلة الحركة وقلة الرياضة وعدم الاهتمام بالصحة والتغذية وممارسة عادة التدخين.
> عوامل وراثية، إذا كان في العائلة أشخاص كثر يعانون من مرض القلب أو قصور القلب.
> من الأعراض المهمة جداً في مرض القصور القلبي تحديداً قصر أو ضعف التنفس عند أي حركة يقوم بها الشخص، والإعياء والتعب العام مع أي نشاط، والخفقان والدوخة والدوار وتورم الجسم. كل هذه عوامل لا بد أن تكون بمثابة تنبيه لدى المريض من أنه قد يكون لديه قصور بالقلب.
توصيات طبية أوروبية
وضمن حديثه إلى «صحتك» يقول الأستاذ الدكتور كمال الغلاييني أستاذ مشارك واستشاري أمراض قلب، ووكيل كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز وأحد المتحدثين في المؤتمر - إن هناك مجموعة من التوصيات، قدمت في مؤتمر جمعية القلب الأوروبية الذي عقد في أواخر أغسطس (آب) من هذا العام بمدينة باريس، بخصوص علاج القصور القلبي، من أهمها:
> تطوير دواء جديد يُستخدم في علاج ضعف عضلة القلب وحمايتها من المضاعفات، وهو خاص بالسكري - 2. من مثبطات (SGLT2) ويسمى (Dapagliflozin)، والذي تماثل أهميته أدوية ضغط الدم. وقد أثبتت آخر الدراسات أن أكثر من 8800 مريض بضعف القلب، مع أو من دون مرض السكري، حصلوا على نتائج أكثر من رائعة بحدوث تحسن قوي جداً في أسلوب الحياة وفي التنويم بالمستشفى وفي الصحة العامة (مجلة القصور القلبي، يونيو (حزيران) 2019 Journal of Cardiac Failure. June، 2019). وهذا الدواء يُؤخذ مرة واحدة في اليوم عن طريق الفم وليس الإبر، وهو منتشر حقيقة بين مرضى السكري كدواء مهم في علاج السكري. واللافت أن هذا العلاج مفيد جداً حتى للمرضى الذين لا يعانون من السكري، كما أنه لا يتسبب في حدوث هبوط في مستوى السكر بل يدعم القلب بطريقة رائعة جداً حسب الإحصاءات التي اطلعنا عليها، وهي إحصاءات صادرة من جمعيات علمية عريقة ولا غبار عليها ويعتد بكل توصياتها لما فيها من مصداقية وشفافية، ومنها ما نشر في مجلة كلية القلب الأميركية عدد أبريل (نيسان) 2019 (Journal of American College of Cardiology. April، 2019). وهذا الدواء معتمد من إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA لعلاج السكري أساسا، وسيخضع للتحقق من قبل هيئة الدواء والغذاء السعودية، ليدخل في قائمة الأدوية المخصصة لحالات قصور عضلة القلب قريباً.
> دواء «إنترستو Entresto»، ظهر منذ عدة سنوات ويتناوله أكثر من عشرة آلاف مريض بالمملكة. وقد قُدمت دراستان مهمتان جداً في هذا المؤتمر عن كيفية عمل الدواء ومدى تأثيره على عضلة القلب نفسها، ومحاربة المرض وفي اكتساب المرضى صحة وسعادة وجودة في حياتهم.
> جهاز صغير وبسيط ورخيص لقياس الضغط، ولا يوجد به إلا زر واحد فقط، يستخدم لجميع الفئات العمرية. وهناك توصية عالمية بأن أهميته تماثل أهمية جهاز ضغط الدم، حيث يوفر قراءة دقيقة جداً لضغط الدم، ويُعتمد عليه. ويجب السيطرة على ضغط الدم، باعتباره العامل الخطير والأول في المملكة لضعف القلب (يصيب أكثر من 73 في المائة من مرضانا). فلا بد من تنوير فئات المجتمع بأن ضغط الدم لا تصاحبه أعراض، وعدم علاجه ينتهي بالمضاعفات كحدوث نزيف في المخ كون المريض لا يشتكي من شيء.
> التأكيد على أن الكولسترول مرض يُعالج بالدواء، مع ضرورة اتباع نمط الحياة والغذاء الملائمين، وأن الدواء هو المادة الفعالة في العلاج. وسواء كان الكولسترول واحداً أو ألفاً فلن تصاحبه أي أعراض، وإنما يتم اكتشافه بتكرار التحليل كل ستة أشهر وكل سنة وسنتين، وبذلك تتم الوقاية منه.
مستجدات العلاج الجراحي
تحدث إلى «صحتك» الأستاذ الدكتور عادل عبد القادر طاش مستشار نائب وزير الصحة، والمشرف العام على تطوير خدمات القلب بوزارة الصحة، استشاري جراحة القلب المتقدم وزراعة القلب في مجمع الملك عبد الله الطبي بجدة - موضحا أن التدخل الجراحي في علاج القصور القلبي هو الحل الأخير عندما تفشل جميع محاولات العلاج الأخرى كالأدوية والقسطرة. وقد شهد هذا المجال تطورا كبيرا، مثل:
> مضخات مساندة لعضلة القلب بالبطين الأيسر، وهي، الآن، الأكثر تقدماً فآلاف المرضى، عالمياً، يستخدمون هذا الجهاز ويمارسون حياتهم بشكل شبه طبيعي. والمضخة جهاز يزرع داخل جسم الإنسان ويكون متصلاً بالقلب، حيث يأخذ الدم من البطين الأيسر ويضخه لبقية أجزاء الجسم ويعمل باستخدام بطاريات خارجية، ويتم تدريب المريض على كيفية التعامل مع الجهاز وطريقة تغيير البطاريات، وهذه من المبادرات التي تهتم بها وزارة الصحة السعودية بحيث إن كثيراً من هؤلاء المرضى يستطيع أن يعود لممارسة حياته بشكل شبه طبيعي بسبب استخدامه لهذه الأجهزة المساندة لعضلة القلب.
> زراعة القلب، يتم عادة استخدام المضخات المساندة كمرحلة للتهيئة والتجهيز لزراعة القلب. ونظرا لأن القلب يؤخذ من المتوفين دماغياً، فهناك شح في توفير القلوب للزراعة، فيتم زراعة مضخة القلب لفترة طويلة تساعد المريض على أداء واجبات حياته إلى أن تحين الفرصة لزراعة القلب.
وعن جودة حياة المريض، تحدثت لـ«صحتك» الدكتورة شيماء العماني استشارية ورئيسة قسم القلب بمركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب بمدينة الدمام، وأكدت على ضرورة التثقيف الصحي للمريض، وإخباره أن تدهور عضلة القلب يؤثر على بقية أعضاء الجسم وقد يتسبب الأمر في حدوث فشل كلوي، وبالتالي تصعب عملية العلاج، علماً بأن هناك بعض الأدوية لا تتناسب مع ضعف الكلى، ومن الممكن أيضاً أن يحدث احتقان في الكبد بسبب تجمع السوائل مما يؤثر على سيولة الدم وعلى إنتاج الكبد للزلال أو البروتين. والآثار السلبية تتدرج من الاكتئاب وضيق التنفس إلى عدم القدرة على الأعمال اليومية وأخيراً الوفاة. ولحسن الحظ، تتنوع، الآن، الأدوية التي تساعد المريض على الخروج من وضعية معينة إلى أخرى، إضافة إلى توفر بعض الأجهزة التي تساعده على ممارسة حياته اليومية بصورة شبه طبيعية.
كما يجب التأكيد على المتابعة المنضبطة مع الطبيب، لأن مرضى قصور عضلة القلب يحتاجون إلى متابعة دقيقة. ففي حال زيادة نسبة السوائل بالجسم، من الممكن أن تتأثر بقية أعضاء الجسم وبالتالي يحتاج الأمر إلى تعديل للأدوية وأيضاً المتابعة الدقيقة. ويجب على المرضى، وحتى مع تحسن الأعراض، الالتزام بتناول الأدوية وفق الإرشادات الطبية والمتابعة حتى لا يتحول الأمر إلى انتكاسة. ويجب أن يدرك المريض أن طبيبه المعالج قد يرغب في زيادة بعض الأدوية، رغم أنه يشعر بأنه في وضع مستقر وبصحة أفضل وأنه قادر على المشي، والسبب أن هناك بعض الأدوية نحتاجها للوصول إلى الجرعة العليا قدر الإمكان، من أجل مصلحة المريض حتى وإن كان لا يعاني من أي أعراض.
ومن المهم، أيضا، اتباع الحمية الغذائية الصحية وتناول الأكل الصحي وتقليل الأملاح في الطعام والالتزام بنسبة معينة من السوائل والابتعاد عن المشروبات الغازية لارتفاع نسبة الأملاح فيها. كما أن من المهم ممارسة النشاط الرياضي قدر الإمكان، حتى لو المشي اليسير، فإن ذلك يساعد المريض ويحسن من نفسيته.
وأخيرا، هناك بعض الأشياء التي يكون المريض أحياناً متردداً فيها، فإن قيل له إنه بحاجة إلى تدخل جراحي فهو يحاول حينها الابتعاد عن الجراحة قدر الإمكان، إلى أن يصل به الأمر إلى مرحلة لا يمكن أن تتحسن معها عضلة القلب حتى بعد إجراء العملية، أو أن تصبح عملية القلب نفسها تشوبها خطورة، وبالتالي فعندما ينصح الطبيب المريض بالإجراء الجراحي فعليه الاستفسار من الطبيب أو الجرّاح عن مخاطر العملية ويتفهم السبب من وراء إجرائها، وأن تجرى مبكرا تحت قناعة تامة من المريض وذويه.
قواعد إرشادية سعودية
يقول الدكتور الحبيب إن الجمعية السعودية للقصور القلبي أصدرت لأول مرة قواعد إرشادية سعودية لعلاج هذا المرض وقد تم تقديمها في المؤتمر كما تم نشرها، الشهر الماضي، في مجلة جمعية القلب السعودية وستُترجم إلى أدوات ووسائل توزع على المستشفيات حتى يسهل على الأطباء والمرضى الحصول على أفضل وأحدث العلاجات المناسبة لمرضاهم. ومن أهم هذه القواعد على سبيل المثال:
> كيفية التعامل مع مريض لديه ضغط أو سكر لمنع تطور المرض إلى القصور القلبي.
> التشخيص الدقيق، فالعرض المرضي «قصر النفس» مثلا، يجب التحقق من سببه أهو قصور القلب أم لمشكلة ما في الرئة، أم بسبب السمنة. ويتم ذلك بالفحص السريري، فحص الدم مثلا، التصوير القلبي التلفزيوني أو الإشعاعي... الخ.
> تحديد العلاج المناسب بناءً على المعطيات، وما يجب إضافته في حال لم يتحسن وضع المريض، تحديد كمية الأدوية المتوافرة، والموعد الملائم للتدخل الجراحي أو استخدام المضخات.
> أهمية الفريق المتكامل في العلاج، فتعاون الطبيب المعالج مع الممرض المتخصص والصيدلي الإكلينيكي واختصاصي التغذية واختصاصي العلاج الطبيعي له بصمته في نجاح عملية العلاج.
الشرق الأوسط