• ×
admin

ماذا فعلنا لشبابنا في الصيف؟!

ماذا فعلنا لشبابنا في الصيف؟!


د. عبدالله المهرجي

أُسدل الستار على اختبارات نهاية العام للمدارس والجامعات، وفرغ أبناؤنا من طلبة وطالبات التعليم العام والجامعي من عام دراسي طويل، وهم الآن أمام مفترق طرق صيفي سنوي، هناك من استعد منهم لإجازة صيف يقضيها مع أهله داخل المملكة أو خارجها، ومنهم من استعد أو أعدَّ له أهله برنامجًا صيفيًا لدراسة واكتساب بعض المهارات كاللغة الإنجليزية أو الحاسب الآلي، أو الالتحاق بالدراسة الجامعية إن كان هناك فصل صيفي جامعي دراسي، والجزء الأكبر منهم يقع أسيرًا للفراغ وحبيسًا لصيف طويل ينقلب نهاره ليلًا وليله نهارًا، لا ملجأ له إلا النوم نهارًا والسهر ليلًا حتى ساعات الفجر الأولى، أو التسابق في الشوارع إذا كانوا من الشباب أو التسمر أمام شاشات التلفزة إن كن من الشابات.. وتزدحم الأسواق الكبيرة والمولات بأبنائنا من الجنسين يزرعونها جيئة وذهابًا بلا هدف إلا قتل الفراغ كما يقولون..إذًا إنه (سيناريو) حولي ممل يتكرر عند كل بداية إجازة صيفية ويكثر معه تململ العوائل وشكواهم من سهر وفراغ أبنائهم، وعدم وجود برامج ومناشط مناسبة تشغل أوقاتهم. من ملامح هذا السيناريو المتكرر: بروز شكوى إدارات المرور من الاختناقات المرورية وخاصة في الأمسيات وقرب الأسواق، كما تجأر العوائل من المعاكسات الشبابية في الأسواق، ويشحذ الكتّاب والإعلاميون أقلامهم للتطرق لهذه الظاهرة (الصيف والفراغ وأبناؤنا) وأين هو الحل المناسب والفعال، خذ مثلًا بعض ما يحدث كل عام من اجراءات تحسب في خانة الحل أو الحلول: مهرجانات للتسوق تستنزف جيوب المتسوقين، وأسعار تلهب سياطها من يُمني نفسه بالسياحة الداخلية، أو برامج في الإذاعة والتلفزيون تتحدث عن الشباب والشباب لاهون عنها بنوم حتى العصر أو المغرب وسهرات أو حلبات سباق في الشوارع حتى المساء، أو سفر لمن لديه المقدرة المالية للخروج خارج الحدود، ذلك بمنتهى الصراحة والشفافية بعض ما يجري على ساحة (الصيف والفراغ والشباب).

والسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه ويطل برأسه باحثًا عن إجابة شافية أهي معضلة؟ أم إن حلها معضلة؟ ومن الملام في ذلك أهو الإعلام أم التعليم أم الأسر أم الشباب أنفسهم، أعتقد أن الإجابة نجدها عند الشباب أنفسهم فهم - مع الأسف - الملامون دومًا في التسكع أو الازدحام المروري أو التسابق بالسيارات، ولكني أقف في صفهم وأقول إنهم المتهم البريء، فمَنْ سأل الشباب ماذا يريدون في إجازاتهم وإلى ماذا يتطلعون إلى تحقيقه فيها وكيف يودون قضاءها، وهل شاركت مؤسسات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني الجهات الحكومية كالإعلام والتعليم إيجاد أماكن وأندية ومتنفسات للشباب ببرامج يريدها الشباب أنفسهم ويتطلعون إليها ولا تفرض عليهم حسب أهواء وأمزجة الكبار، أين البنوك والمؤسسات المالية والكثير من كبرى شركاتنا ومؤسساتنا الوطنية عن التعاون مع أمانات وبلديات المدن في توفير الساحات والمساحات والمنشآت والإمكانيات والأندية الشبابية التي تكون برامجها وفقًا لاستفتاءات وآراء الشباب، سيطول ويطول الحديث عن الشباب والفراغ والصيف مع بداية كل إجازة صيفية وتتكرر هذه الأسطوانة المشروخة إن لم نسمع للشباب ونستوعبهم ونستوعب فكرهم ولا نعرض عليهم فكرًا متكررًا قد لا يناسب احتياجاتهم ولا يرضي أذواقهم وأن لا نضع كل الشباب في إطار واحد، فهم فئات وما يرضي بعضهم قد لا يروق الآخرين ولكن المهم كيف نسمع لهم ونفهمهم وهم يستحقون كل جهدنا وطاقتنا وتخطيطنا.

رسالة:

مازالت هنالك فجوة بين الشباب وبين فهم المجتمع لاحتياجاتهم وتطلعاتهم في الصيف وفي وقت وكل مناسبة وكل حين، ولا سبيل لتقوية العلاقة بين الشباب وبين مجتمعهم إلا بأن نشاركهم الرأي والمشورة بدون وصاية؛ لا أن نفكر عنهم ونفرض حلولنا عليهم.

المصدر: صحيفة المدينة
بواسطة : admin
 0  0  1898