جدل البلاك بيري
جدل البلاك بيري
عبدالرحمن حمزة كماس
توقفت أمام خبر وردني من أحد الأصدقاء عبر النت، ويتناقله أفراد المجتمع هذه الأيام بسرعة البرق. ولأن الخبر المثار للجدل يمس صحتنا وحياتنا اليومية، فمن المهم أن نسلط الضوء عليه مع توجيه النداء للجهات العلمية والطبية، ومراكز الأبحاث في المملكة لإيضاح حقيقة مزاعم الخبر، وإصدار التوصية بشأنه حتى تكون صحتنا في مأمن.
يقول الخبر: أوضحت مجلة الصحة والطب الصادرة عن مؤسسة دبي للإعلام، بأن ملاك البلاك بيري الذين يستخدمونه أكثر من 5 ساعات يوميا سيعانون من اختلال في الأعصاب، وتقلل من قدرتهم على التركيز، وستؤثر على الجهاز المناعي بحيث يصبح الشخص قليل المناعة وكثير الإرهاق.
وجاء هذا الخبر بعد تصريح من الحكومة الألمانية، بمنع بيع البلاك بيري للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 21 عاما وبيعه لما هم دون ذلك، وجاء هذا التصريح وفقا للدراسة التي أجريت في جامعة ميونيخ لألفي شخص من ملاك البلاك بيري قبل وبعد امتلاكهم لهذه التقنية، ولاحظت الدراسة علميا، «أن صغر حجم الهاتف واستخدامه لفترات طويلة تقلل عمل وظائف حدقية العين المتصلة بالأعصاب، وتؤثر على الجهاز المناعي».
ودعا الخبر إلى «عدم الاستهانة بهذا الأمر لأن صحة الإنسان أهم من أي شيء آخر، فلنحاول التقليص من استخدام البلاك بيري تجنبا لأي أضرار ممكن أن تضر بصحتنا» (انتهى الخبر).
في الواقع هناك أمور عديدة تجعلنا نبحث عن حقيقة مثل هذه الأخبار مهما كانت مزاعمها، فالخبر المثار للجدل تناقله البشر بشكل لافت للنظر دون وعي أو إدراك لما قد يسببه من انعكاسات سلبية، خصوصا أن هذه التقنية بدأت تنتشر في أوساط المجتمع بين الصغار والكبار، أيضا لا يستبعد أن يكون مروج الخبر إحدى الشركات المنافسة في مجال تقنيات الجوالات، ويرغب من وراء ذلك النيل من سمعة هذه التقنية حتى يصرف الناس عنها طالما وجد الجدل وانتشرت المخاوف. والمعروف في مراكز الأبحاث العلمية والطبية، أن الدراسات والأبحاث تأخذ وقتا كبيرا في الإعداد والمتابعة ورصد النتائج قبل الإعلان عن التوصيات، وبما أن تقنية البيري بلاك أو البلاك بيري لها سنوات وجيزة في دول العالم، فمن وجهة النظر الشخصية لا أعتقد أن خبر الدراسة الذي يتداوله الناس عبر النت كاف لإثبات النتائج والأخذ بالتوصية النهائية.
أخيرا.. مقالتي، ليست دفاعا عن البلاك بيري، ولكن تظل النصيحة هي الترشيد في استخدام الجوال بشكل عام مهما كان نوعه أو امتيازاته أو خصائصه التقنية في تعاملاتنا اليومية، خصوصا أن هذه الأجهزة تحتوي على أشعة وذبذبات إلى الآن مازلنا نجهل تأثيرها على خلايا الجسم.
المصدر: صحيفة عكاظ