• ×
admin

الطب وغرائبه

الطب وغرائبه

إبراهيم العمار

في العام 1816م أتت شابة لطبيب فرنسي اسمه رينيه لاينك، وشعر أن لديها مشكلة في القلب وأراد فحصها، لكن بما أنه أعزب كانت أخلاقه تمنعه من أن يفعل طريقته المعتادة مع المرضى، وهي أن يضع أذنه على الصدر ليسمع ضربات القلب ويشخّصها، ففكر في طريقة يستطيع بها حل المسألة، والتفت حوله وقرر أن يأخذ ورقة ويلفها حتى تكون مثل الأنبوبة (أو مثل الناي، ذلك أنه أيضاً كان يعزف الموسيقى)، وبعدها وضع طرفاً على صدرها واستمع لضربات القلب من الطرف الآخر، وابتهج الطبيب بعدها قائلاً للمجتمع الطبي: "كم تفاجأت وسعدت! لقد صرت أسمع ضربات القلب أوضح من ذي قبل"، وعكف على صناعة شيء من الخشب المجوف، ولما انتهى وإذا به أشهر اختراع طبي إلى اليوم، "السماعة" بدأت تنتشر بين الأطباء، إلا أن البعض عارضها، منهم طبيب أميركي قال ساخطاً: "لدينا آذان تسمع جيداً، فلماذا نسمع بغيرها؟"، إلا أن الاختراع الجديد نال استحسان المجتمع الطبي لوضوح الأصوات التي يمررها للأذن وهو أمر أتاح للأطباء أن يسمعوا أصواتاً أدق من ذي قبل، ويشخصوا أمراضاً لم يكونوا ينتبهون لها بالسمع المجرد، وهكذا فُتِحت نافذة جديدة في الطب.. وكل هذا بسبب الحياء!

ومن عالم الطب تأتي قصص كثيرة غير متوقعة، فهل سمعت باسم جوزف بيل؟ لا أظن الاسم مر عليك، لكنه طبيب بارع من القرن التاسع عشر، وأتى بنظرية جديدة ذاك الوقت، وهي أن الطبيب عليه أن يمارس الفراسة، عليه أن يراقب ويلاحظ ويتأمل المريض، لأن هذا يعطيه معلومات حتى قبل أن ينطق المريض بكلمة، وليس فقط التركيز على الأعراض، فيلاحظ جوزيف وشماً على ذراع البحار فيعرف أين سافر، أو يلحظ يده ويعرف مهنته، أو يتأمل وجهه فيدرك أي نوع من الناس هو (مدمن خمر مثلاً)، ومن براعته استعانت به الشرطة لحل جرائم غامضة كثيرة حيرتهم، وذاع صيت جوزيف بيل حتى أُعجِب به كاتب شهير وجعله أساساً لشخصية شهيرة لا شك أنك سمعت بها، "شيرلوك هولمز".

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  287