المسلمون في عصر النهضة
المسلمون في عصر النهضة
بكري معتوق عساس
كانت مساهمة العرب والمسلمين في مسيرة العلم ذات أثر في تاريخ البشرية، لم تقتصر تلك المساهمة على الاكتشافات والنظريات العلمية فقط، وإنما في تطوير منهج التفكير العلمي التجريبي أيضاً. ساعد المسلمين على ذلك، عدة عوامل، من أهمها: عقيدتهم التي لم يكن فيها شيء يعارض الفكر كما كان في الديانات الأخرى، يضاف إلى ذلك حثُّ القرآن الكريم المسلمين على النظر والتفكُّر في مخلوقات الله، وطلب من الإنسان في آيات كثيرة، أن ينظر ويتأمل في الكون والحياة وأن يفكر وأن يعقل وألا يتبع الظن. ومنها، اهتمام المسلمين بالزمان والمكان والأهلَّة، فكثير من عاداتهم وشعائرهم تقتضي معرفةً بالمواقيت والأمكنة، فالمسلم يصوم رمضان ويحج فهو بحاجة لمعرفة دخول هلال رمضان والحج، ويصلي باتجاه الكعبة، فلا بد له من معرفة اتجاهها على وجه الدقة. والمسلم يخرج زكاته بمقادير معينة في كل سنة ويحتاج إلى حسابها بالطريقة الصحيحة، ناهيك عن المواريث لتوزيع الثروة على ذوي المتوفي، وفوق هذا الدقة العالية في الرواية والتوثيق التي لم يشهد لها العالم مثيلاً، من أجل ذلك أبدع المسلمون في علم الفلك والفيزياء والرياضيات.
أما العامل الأخير، فهو روح التسامح والمساواة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، فلا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، ولذلك برز علماء مسلمون غير عرب، من الفرس، والترك، واليونان، والأفارقة. فقد كان البتاني (854-929م)، من كبار علماء الرياضيات والفلك صابئياً، وكان البيروني والخوارزمي من خوارزم في آسيا الوسطي. وكان ابن سينا من بخارى. وكان الدينوري (895م) من فارس، وكان الخازني (1126م) بيزنطي الأصل. وكان ثابت بن قرة (835-900م) من أصل يوناني. وكان الجاحظ (780-868م) من أصل أفريقي. إضافة إلى العلماء العرب: كجابر بن حيان (721-825م)، والكندي (801-867م)، وابن الهيثم (965-1038م)، وابن النفيس (1210-1288م)، وابن البيطار عالم النباتات والصيدلة المتوفى في دمشق سنة 1248م، وسمي بابن البيطار لأنه كان ابن رجل يعمل في مجال الطب البيطري. وغيرهم.
* في كتابه (الحضارة الإسلامية ومدى تأثُّرِها بالمؤثرات الأجنبية)، قال المستشرق والسياسي النمساوي الفرد فن كريمر، (1243-1306م): «إن أعظم نشاط فكري قام به العرب والمسلمون يبدو لنا جلياً في مجال المعرفة التجريبية».
المدينة
بكري معتوق عساس
كانت مساهمة العرب والمسلمين في مسيرة العلم ذات أثر في تاريخ البشرية، لم تقتصر تلك المساهمة على الاكتشافات والنظريات العلمية فقط، وإنما في تطوير منهج التفكير العلمي التجريبي أيضاً. ساعد المسلمين على ذلك، عدة عوامل، من أهمها: عقيدتهم التي لم يكن فيها شيء يعارض الفكر كما كان في الديانات الأخرى، يضاف إلى ذلك حثُّ القرآن الكريم المسلمين على النظر والتفكُّر في مخلوقات الله، وطلب من الإنسان في آيات كثيرة، أن ينظر ويتأمل في الكون والحياة وأن يفكر وأن يعقل وألا يتبع الظن. ومنها، اهتمام المسلمين بالزمان والمكان والأهلَّة، فكثير من عاداتهم وشعائرهم تقتضي معرفةً بالمواقيت والأمكنة، فالمسلم يصوم رمضان ويحج فهو بحاجة لمعرفة دخول هلال رمضان والحج، ويصلي باتجاه الكعبة، فلا بد له من معرفة اتجاهها على وجه الدقة. والمسلم يخرج زكاته بمقادير معينة في كل سنة ويحتاج إلى حسابها بالطريقة الصحيحة، ناهيك عن المواريث لتوزيع الثروة على ذوي المتوفي، وفوق هذا الدقة العالية في الرواية والتوثيق التي لم يشهد لها العالم مثيلاً، من أجل ذلك أبدع المسلمون في علم الفلك والفيزياء والرياضيات.
أما العامل الأخير، فهو روح التسامح والمساواة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، فلا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، ولذلك برز علماء مسلمون غير عرب، من الفرس، والترك، واليونان، والأفارقة. فقد كان البتاني (854-929م)، من كبار علماء الرياضيات والفلك صابئياً، وكان البيروني والخوارزمي من خوارزم في آسيا الوسطي. وكان ابن سينا من بخارى. وكان الدينوري (895م) من فارس، وكان الخازني (1126م) بيزنطي الأصل. وكان ثابت بن قرة (835-900م) من أصل يوناني. وكان الجاحظ (780-868م) من أصل أفريقي. إضافة إلى العلماء العرب: كجابر بن حيان (721-825م)، والكندي (801-867م)، وابن الهيثم (965-1038م)، وابن النفيس (1210-1288م)، وابن البيطار عالم النباتات والصيدلة المتوفى في دمشق سنة 1248م، وسمي بابن البيطار لأنه كان ابن رجل يعمل في مجال الطب البيطري. وغيرهم.
* في كتابه (الحضارة الإسلامية ومدى تأثُّرِها بالمؤثرات الأجنبية)، قال المستشرق والسياسي النمساوي الفرد فن كريمر، (1243-1306م): «إن أعظم نشاط فكري قام به العرب والمسلمون يبدو لنا جلياً في مجال المعرفة التجريبية».
المدينة