• ×
admin

الدعامة الشريانية للقلب تُعطي المريض فرصة لتعديل نمط حياته!

الدعامة الشريانية للقلب تُعطي المريض فرصة لتعديل نمط حياته!
استمرار التدخين.. يُعيد التضيق

إعداد: د. خـالد عبد الله النمر

يسأل كثير من المرضى وأقاربهم عن وضع المريض بعد تركيب الدعامه الشريانيه التاجية: هل فيه حمية معينة يجب أن يستمر عليها؟ يقدر يسوق سيارته؟ يقدر يسافر؟ يقدر يسوي رياضة؟ وما هو نوع تلك الرياضة؟ إلى متى يجب أن يستمر على مسيلات الدم؟... إلخ..

ونبدأ بالتفصيل فمن حيث العناية بجرح القسطره فبعد 24 ساعة من الخروج من المستشفى يستطيع المريض إزالة اللزقة الموضوعة على الجرح ويستطيع الاستحمام واستخدام العطورات إن شاء.. كما أنه من غير الطبيعي أن يكون هناك ألم مستمر وشديد في منطقة الجرح وفي تلك الحالة يجب مراجعة الطبيب الذي عمل القسطرة.. كما يجب على المريض الابتعاد عن حمل الأوزان الثقيله أو الجهد المتعب لمدة 48 ساعة حتى يلتئم الجرح جيداً. أما بالنسبة للرجوع للعمل فإذا كانت القسطرة علاجية كما هو سياق الحديث فإن المريض -إذا لم يكن لديه جلطة- يستطيع الرجوع من اليوم الثاني إذا كان عمله مكتبياً أما إذا كان بدنياً شاقاً فبعد ثلاثة أيام.. أما من حصلت لديه جلطة حادة فمن المتعارف عليه أن يرجع إلى عمله بعد شهر كامل. أما أدوية السيولة فهناك دواءان يعطيان للمريض قبل وضع الدعامة التاجية ويستمر عليهما بعد خروجه لفترة من الزمن تطول وتقصر حسب نوع الدعامة.. فإذا كانت الدعامة "غيرمعالجة" فإنه يستمر على الآسبرين والبلافكس لمدة شهر واحد ثم يواصل على الآسبرين فقط آما إذا كانت معالجة فإنه يجب أن يستمر عليهما لمدة سنة واحدة على الأقل ثم يواصل على الآسبرين فقط.. ومن أخطر الأخطاء التي يقع فيها بعض المرضى أن يوقف تناول هذين الدوائين أما لخوفه منهما أو لأنتهاء العبوة التي اعطيت له من المستشفى أو عدم اهتمامه بهما.. والمشكلة تكمن في تخثر الدعامة التاجية وانسدادها وبالتالي جلطة حادة في القلب.. وهي تختلف عن الجلطة الحادة العادية بأنها أخطر بكثير حيث تصل نسبة الوفيات فيها إلى 50 %(وهو خمسة أضعاف خطورة الجلطة العادية).. ومن المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين مرضى القلب أن الآسبرين والبلافكس أدوية سيولة والحقيقة إنها أدوية مضادة تمنع التصاق صفائح الدم بالدعامة التاجية المصنوعة من الكوبالت أما أدوية السيولة فيقصد بها التي تسيل الدم بسبب تأثيرها على عوامل التجلط مثل الهيبارين والورفارين فهناك بعض المرضى لا ينتظم على تلك الأدوية بسبب اعتقاده أن سيولة الدم لديه زائدة بسبب كثرة الرعاف!! ولم يعلم أن كثرة الرعاف قد يكون لها أسباب متعددة غير سيولة الدم. كذلك يحتاج المريض لتقرير يوضح نوع الدعامة حيث يجب أن يكون مع المريض تقرير يوضح نوع الدعامة وطولها وأين وضعت وكيف حالة وضع الشرايين الأخرى ولماذا تم وضعها.. فقد يحتاج تلك المعلومة أثناء السفر أو لديه عملية طارئة. وبالنسبة لقيادة السيارة والسفر فيستطيع المريض القيادة والسفر حسب حالته المرضية التي وضعت الدعامة لأجلها فمثلاً بعد جلطة القلب الحادة لايسمح بقيادة السياره لمدة شهر وأما السفر بالطائره فبعد أسبوع إذا دعت الحاجة وذلك اجتناباً لحصول مضاعفات تحصل على المريض وتعرض الآخرين للمخاطر.. أما إذا وضعت الدعامة لمريض الذبحة الصدرية فإنه يستطيع قيادة مركبته بعد أسبوع حسب التوصيات العلمية أما السفر بالطائرة فبعد 24 ساعة إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وبالنسبة لنوعية الأكل فينصح مرضى القلب عموماً باجتناب الدهون الحيوانية المشبعة والدهون المتحولة والإكثار من الخضروات والفواكه وأكل اللحوم البيضاء قليلة الدهون مثل الأسماك وصدر الدجاج ولحم الحاشي. وهناك نقطة مهمة جداً وهي إيقاف التدخين وهذه النقطة تحديداً من أصعب الخطوات على مريض القلب ولكنها أكثرها فائدة له.. فلو وضعت أدوية المريض في كفة ووضع إيقاف التدخين في كفة لرجحت كفة إيقاف التدخين.. ولابد من تعاون الطبيب وأهل المريض وزملائه في العمل في استمرار الضغط عليه بنصحه بإيقاف التدخين حيث يجد الضغوط من البيت والعمل وعند زيارة الطبيب وقد أثبتت الإبحاث العلمية أن معدل الإقلاع عن التدخين يزداد كثيراً عند تضافر تلك العوامل الثلاثة مقارنة بترك المريض يتخذ القرار المناسب الذي يراه.. وقد رأيت عدة حالات تضيقت فيها الدعامة التاجية خلال تسعة أشهر بسبب الاستمرار على التدخين .. بل إن بعضهم يعتقد خطأ إنه الآن شرايينه سليمه ويستطيع التدخين كيفما يشاء!! ونأتي إلى الرياضة فمن خصائص الاستدامة على الرياضة إنها تبطئ وتقاوم تضيق الشرايين وترسب الكلسترول الضار داخل الدعامة التاجية.. ولذلك لابد من المداومة عليها وإن قلت مدة الرياضة الفعلية ويستطيع الإنسان أن يختار ما يشاء من أنواع الرياضة بالذات التي ترفع نبضات القلب مثل المشي والسباحة وقيادة الدراجات الهوائيه ...إلخ. كما لاحظت أن بعض المرضى يستحي من مناقشة المنشطات الجنسية مع طبيبه وقد يضر نفسه بشدة حيائه ويقوده ذلك إلى سؤال من يجهل في ذلك العلم فيقوده الى حتفه.. وهناك شرطان مهمان للسماح للمريض باستخدام المنشطات الجنسية - في سياق موضوعنا- أولها أنه تم وضع دعامات في التضيقات الشريانية وتم التحكم بنقص التروية القلبية فبالتالي يستطيع المريض أداء الجهد البدني مثلاً السير بسرعة 4 كلم في الساعة لمدة ثلاث دقائق في مرتفع درجة ارتفاعه 10 % ثانيها ألا يأخذ المنشطات الجنسية الفياجرا وأخواتها في من يستخدمون النيتروجلسرين بجميع أنواعه فإن ذلك يسبب هبوط الضغط المفاجئ والوفاة لاسمح الله.. ولذلك ننصح مرضى القلب عموماً إذا احتاجوا المنشطات وبعد موافقة طبيبهم باستخدام أقل جرعة ممكنة وعلى قدر الحاجة فقط لكي لا يمنعه من استخدام حبات أو بخاخ النيتوجلسرين عند الحاجة إليه بحدوث ألم الصدر. ونختم بمفهوم دقيق يحتاج إلى التمعن من جميع مرضى الدعامات الشريانية وهي "أن الدعامة الشريانية ليست الحل السحري لتضيقات الشرايين وإنما لإعطاء المريض فرصة لتعديل نمط حياته السابق الذي أدّى لتضيقها وإلا فسيعود التضيق من جديد لتلك الدعامات".

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  208