ذكريات الأعضاء
ذكريات الأعضاء
إبراهيم العمار
لما توفي أينشتاين احتفظ العلماء بمخه ليدرسوا كيف وصل إلى هذه العبقرية منقطعة النظير، ووجدوا أن مخه مختلف، والفص الأمامي أكبر، والكثير يتمنى لو يستبدل بمخه مخ عبقري مثل الخوارزمي أو ابن تيمية أو ابن جابر البتاني ليرى كيف يبدع، لكن لو حصل ذلك فلن تكتسب الذكاء فحسب، بل ستتغير فيك أشياء أخرى، بل إن مجرد استبدال عضو من أعضائك قد يغيرك بطرق لا تتوقعها، منها المهارة التي اكتسبها شون بيرد، الذي عانى من مرض أضعف قلبه تدريجيًا حتى صار لا يعمل إلا بنسبة 20 %، ولما أخلد إلى النوم ذات ليلة تفاجأ بمكالمة في منتصف الليل من المستشفى أخبرته أنهم وجدوا متبرعًا، فهرع إليهم واستبدلوا بقلبه قلبًا جديدًا، وكم تفاجأ أهله لما وجدوا أنه فجأة اكتسب مهارة الطبخ! صار طباخًا بارعًا بين يوم وليلة، ولم يكن له أي مهارة في ذلك ولا رغبة حتى.
نعرف أن المهارات والذكاء والذاكرة وكل ذلك هي أشياء مركزها المخ وليس القلب كما ظن الأسبقون، لكن مثل هذه القصص تحيرنا، فويليام شيريدان مثلًا خضع لعملية استبدال قلب استغرب لما صار فنانًا في الرسم، وقابل أهل المتبرع واكتشف أنه كان فنانًا بارعًا. مثل هذه الحالات درستها جامعة أريزونا الأميركية وبدا لهم أن الأدلة تشير إلى أن خلايا الأعضاء تحتفظ بذكريات، وأن كل أعضاء الجسم لديها هذه القدرة.
لكن هل ينطبق ذلك على المهارات العقلية فقط؟ يبدو أن ما تتذكره الأعضاء أكثر، ويصل إلى المشاعر! قلب جايمي شيرمان تشبع بالأمراض منذ أن ولدت، وصنعت عدة عمليات قلب، وما وصلت إلى عمر 24 حتى اضطرت إلى استبدال قلبها، ولما أفاقت شعرت بشيء غريب: غضب! بلغ منها مبلغًا حتى إنها أرادت أن تتضارب مع أي شخص بالأيدي! ولم تعرف السبب. أيضًا تاقت وتحرّقت للأكل المكسيكي فجأة خاصة شطيرة انشيلادا بالجبنة، وبعد ستة أشهر من العملية استطاعت أن تلتقي بأهل المتبرع، واكتشفت أن الشاب كان يعشق تلك الشطيرة تحديدًا، لكن الأعجب أنه قُتِل بضربة رأس أتته في مضاربة، ورأت أنه في آخر لحظاته امتلأ تمامًا بالغضب، فلما قُتِل احتفظ قلبه بشحنة الغيظ هذه وانتقلت إليها مشاعره.
يبدو أن للقلب شأنًا لا نعرفه.
الرياض
إبراهيم العمار
لما توفي أينشتاين احتفظ العلماء بمخه ليدرسوا كيف وصل إلى هذه العبقرية منقطعة النظير، ووجدوا أن مخه مختلف، والفص الأمامي أكبر، والكثير يتمنى لو يستبدل بمخه مخ عبقري مثل الخوارزمي أو ابن تيمية أو ابن جابر البتاني ليرى كيف يبدع، لكن لو حصل ذلك فلن تكتسب الذكاء فحسب، بل ستتغير فيك أشياء أخرى، بل إن مجرد استبدال عضو من أعضائك قد يغيرك بطرق لا تتوقعها، منها المهارة التي اكتسبها شون بيرد، الذي عانى من مرض أضعف قلبه تدريجيًا حتى صار لا يعمل إلا بنسبة 20 %، ولما أخلد إلى النوم ذات ليلة تفاجأ بمكالمة في منتصف الليل من المستشفى أخبرته أنهم وجدوا متبرعًا، فهرع إليهم واستبدلوا بقلبه قلبًا جديدًا، وكم تفاجأ أهله لما وجدوا أنه فجأة اكتسب مهارة الطبخ! صار طباخًا بارعًا بين يوم وليلة، ولم يكن له أي مهارة في ذلك ولا رغبة حتى.
نعرف أن المهارات والذكاء والذاكرة وكل ذلك هي أشياء مركزها المخ وليس القلب كما ظن الأسبقون، لكن مثل هذه القصص تحيرنا، فويليام شيريدان مثلًا خضع لعملية استبدال قلب استغرب لما صار فنانًا في الرسم، وقابل أهل المتبرع واكتشف أنه كان فنانًا بارعًا. مثل هذه الحالات درستها جامعة أريزونا الأميركية وبدا لهم أن الأدلة تشير إلى أن خلايا الأعضاء تحتفظ بذكريات، وأن كل أعضاء الجسم لديها هذه القدرة.
لكن هل ينطبق ذلك على المهارات العقلية فقط؟ يبدو أن ما تتذكره الأعضاء أكثر، ويصل إلى المشاعر! قلب جايمي شيرمان تشبع بالأمراض منذ أن ولدت، وصنعت عدة عمليات قلب، وما وصلت إلى عمر 24 حتى اضطرت إلى استبدال قلبها، ولما أفاقت شعرت بشيء غريب: غضب! بلغ منها مبلغًا حتى إنها أرادت أن تتضارب مع أي شخص بالأيدي! ولم تعرف السبب. أيضًا تاقت وتحرّقت للأكل المكسيكي فجأة خاصة شطيرة انشيلادا بالجبنة، وبعد ستة أشهر من العملية استطاعت أن تلتقي بأهل المتبرع، واكتشفت أن الشاب كان يعشق تلك الشطيرة تحديدًا، لكن الأعجب أنه قُتِل بضربة رأس أتته في مضاربة، ورأت أنه في آخر لحظاته امتلأ تمامًا بالغضب، فلما قُتِل احتفظ قلبه بشحنة الغيظ هذه وانتقلت إليها مشاعره.
يبدو أن للقلب شأنًا لا نعرفه.
الرياض