شراء الحليب أو البقرة؟
شراء الحليب أو البقرة؟
عبدالله الجعيثن
كثير من السعوديين اشتروا مساكن خارج المملكة، في مختلف أرض الله الواسعة، وكثير منهم ليس لديهم القوة المالية الكافية، فاشتروا بالتقسيط، ويرى هؤلاء أنّ امتلاك منزل أو شقة في بلد مفضلة، يوفر عليهم مصاريف السفر، خاصة في إجازة الصيف، كما يعتبرون ذلك استثماراً باقياً وقد يرتفع ثمنه، بخلاف الإيجار الذي لن يعود أي ريال أو دولار تدفعه فيه..
شخصياً أُفضل شراء الحليب على شراء البقرة، خارج المملكة طبعاً، أما في الوطن فامتلاك الدار عين العقل، وإن كنت أتوقع للعقار مزيداً من النزول..
نعود لشراء المسكن خارج المملكة، له محاسن ومساوئ، فهناك ضرائب سنوية ومدفوعات للصيانة وضريبة عند البيع أو الوفاة، والضريبة الأخيرة تصل إلى 40 ٪ في بعض البلدان..
ومع ذلك يرى المشترون أن هذا يحقق لهم وفراً، واستقراراً، وسهولة في السفر، لأن كثيراً من مستلزمات السفر موجودة في الشقة هناك، كما يُسهم ذلك في توفير بعض المصاريف الخاصة بالوجبات، والاطمئنان إلى أن الطعام صحي.. يُضاف إلى ذلك الشعور الاجتماعي والنفسي بالتملك..
ولكن مقابل هذا تأتي مشكلات الصيانة والضرائب، وما هو أهم، وهو الاقتصار في السفر على بلد التملك، في الأغلب، لأن السفر لغيره يلزمه دفع الإيجار، والاقتصار لا يخص البلد المعني وحده، بل على الحي في ذلك البلد، وقد يوجد في الحي جار أو أكثر من ذوي الإزعاج، كما أن تجهيز وتنظيف المنزل خارج المملكة، أثناء الذهاب والإياب، مزعج ومتعب جداً، وشعور المالك حين يعود للوطن أن منزله ربما تم تأجيره دون علمه، من قبل بعض الحراس، شعور مقلق بعض الشيء..
إذا أراد الإنسان الحليب فإن لديه خيارات كثيرة جداً: في الحجم والطعم والتوقيت، مع التيقن بسلامة الحليب لأن مصدره شركات محترمة، ثم إنه لا يكلف إلّآ القليل جداً نسبة لتكلفة البقرة المشتراة بهدف الحصول على الحليب، فهي مزعجة، وتحتاج إلى العناية والتعليف المستمر والتطبيب إذا مرضت، وقد تموت في أي وقت.. كما أن مذاق حليبها واحد، وقد يتوقف.
إذن، وباستثناء من يملكون ثروات كبيرة، أو من تكون لديهم أعمال مستمرة في البلاد الأجنبية التي اشتروا فيها منزلاً لذلك الغرض، فإن الاستئجار أثناء السفر أفضل ويمنح خيارات أجمل: تُسافر لأي بلد.. وتسكن في أي حي يعجبك.. وتُغيّر السكن بسهولة تامة.. وتصل له وهو مرتّب جاهز مُريح، والفنادق آمنة وأفضل خدمة (على مدى 24 ساعة) مع عدم الشعور بالوحدة ولو سافرت وحدك، لأن مرافق الفندق تمتلئ بالناس من كل الأجناس..
أخيراً تقول حكمة الأجداد (مال ليس في بلدك ليس لك ولا لولدك).
الرياض
عبدالله الجعيثن
كثير من السعوديين اشتروا مساكن خارج المملكة، في مختلف أرض الله الواسعة، وكثير منهم ليس لديهم القوة المالية الكافية، فاشتروا بالتقسيط، ويرى هؤلاء أنّ امتلاك منزل أو شقة في بلد مفضلة، يوفر عليهم مصاريف السفر، خاصة في إجازة الصيف، كما يعتبرون ذلك استثماراً باقياً وقد يرتفع ثمنه، بخلاف الإيجار الذي لن يعود أي ريال أو دولار تدفعه فيه..
شخصياً أُفضل شراء الحليب على شراء البقرة، خارج المملكة طبعاً، أما في الوطن فامتلاك الدار عين العقل، وإن كنت أتوقع للعقار مزيداً من النزول..
نعود لشراء المسكن خارج المملكة، له محاسن ومساوئ، فهناك ضرائب سنوية ومدفوعات للصيانة وضريبة عند البيع أو الوفاة، والضريبة الأخيرة تصل إلى 40 ٪ في بعض البلدان..
ومع ذلك يرى المشترون أن هذا يحقق لهم وفراً، واستقراراً، وسهولة في السفر، لأن كثيراً من مستلزمات السفر موجودة في الشقة هناك، كما يُسهم ذلك في توفير بعض المصاريف الخاصة بالوجبات، والاطمئنان إلى أن الطعام صحي.. يُضاف إلى ذلك الشعور الاجتماعي والنفسي بالتملك..
ولكن مقابل هذا تأتي مشكلات الصيانة والضرائب، وما هو أهم، وهو الاقتصار في السفر على بلد التملك، في الأغلب، لأن السفر لغيره يلزمه دفع الإيجار، والاقتصار لا يخص البلد المعني وحده، بل على الحي في ذلك البلد، وقد يوجد في الحي جار أو أكثر من ذوي الإزعاج، كما أن تجهيز وتنظيف المنزل خارج المملكة، أثناء الذهاب والإياب، مزعج ومتعب جداً، وشعور المالك حين يعود للوطن أن منزله ربما تم تأجيره دون علمه، من قبل بعض الحراس، شعور مقلق بعض الشيء..
إذا أراد الإنسان الحليب فإن لديه خيارات كثيرة جداً: في الحجم والطعم والتوقيت، مع التيقن بسلامة الحليب لأن مصدره شركات محترمة، ثم إنه لا يكلف إلّآ القليل جداً نسبة لتكلفة البقرة المشتراة بهدف الحصول على الحليب، فهي مزعجة، وتحتاج إلى العناية والتعليف المستمر والتطبيب إذا مرضت، وقد تموت في أي وقت.. كما أن مذاق حليبها واحد، وقد يتوقف.
إذن، وباستثناء من يملكون ثروات كبيرة، أو من تكون لديهم أعمال مستمرة في البلاد الأجنبية التي اشتروا فيها منزلاً لذلك الغرض، فإن الاستئجار أثناء السفر أفضل ويمنح خيارات أجمل: تُسافر لأي بلد.. وتسكن في أي حي يعجبك.. وتُغيّر السكن بسهولة تامة.. وتصل له وهو مرتّب جاهز مُريح، والفنادق آمنة وأفضل خدمة (على مدى 24 ساعة) مع عدم الشعور بالوحدة ولو سافرت وحدك، لأن مرافق الفندق تمتلئ بالناس من كل الأجناس..
أخيراً تقول حكمة الأجداد (مال ليس في بلدك ليس لك ولا لولدك).
الرياض