• ×
admin

دواؤك قد يكون داءك..!

دواؤك قد يكون داءك..!
بعضها له جوانب سلبية قد تؤثر في الصحة الجنسية عند الرجل

إعداد: أ. د. صالح بن صالح

على الرغم من فوائد بعض الأدوية الكبيرة والمهمةة في علاج الأمراض، إلّا أن لبعضها جوانب سلبية يمكن أن تؤثر في الصحة الجنسية عند الرجل وتسبب ضعف الانتصاب. وقائمة الأدوية التي تسبب الضعف الجنسي طويلة ومتشعبة، ويمكن أن تؤثر في أي جهاز في الجسم يشارك في إتمام عملية الانتصاب، ومنها:

أدوية الأعصاب والأدوية النفسية

بما أن الجنس سلوك يتحكم فيه أولًا الجهاز العصبي، فبالطبع ستتصدر القائمة الأدوية التي تؤثر في هذا الجهاز، ومعظم الأدوية التي تعمل على الجهاز العصبي المركزي تؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية، والضعف الجنسي ومشكلات في القذف، أما عن كيفية التأثير السلبي لهذه الأدوية في العملية الجنسية، فهي تؤثر عن طريق التهدئة أو عن طريق كبحها للأستيل كولين، وهو موصل عصبي مهم في توصيل الرسالة الجنسية وغيرها من رسائل الجسم المختلفة، أو عن طريق تأثيره في الدوبامين والأدرينالين، وهما أيضًا من المحفزات لهذه العملية، وتوجد بعض الأدوية التي تعوق الأداء الجنسي عن طريق رفع هورمون الحليب «البرولاكتين» وهو الهورمون المسؤول أساسًا عن إدرار اللبن أثناء الرضاعة في المرأة، ولكنه موجود عند الرجل أيضًا ولكن بنسبة قليلة عندما تزيد على الحد تؤدي إلى الضعف الجنسي كما أوضحناه في مقالة سابقة من هذه العيادة يمكن الرجوع إليها لمزيد من الإيضاح، ومن الأمثلة المشهورة لهذه الأدوية ما يطلق عليه المهدئات الأساسية أو العظمى مثل مجموعة الفينوثيازين ومجموعة المهدئات الصغرى مثل مجموعة الديازيبام، وأيضًا معظم الأقراص المنومة وأهمها طائفة الباربيتورات.

أما مضادات الاكتئاب فهي متهم رئيس في حدوث الضعف الجنسي خاصة ما يسمى مضادات «المونوامين أوكسيديز»، وحتى «البروزاك « الدواء السحري الذي أثار ضجة هائلة حين اكتشافه ومنح مرضى الاكتئاب طوق النجاة اتضح أنه هو الآخر قد يتسبب في الضعف الجنسي لدرجة أن بعض الأطباء ينصحون بتناول منشط جنسي معه حتى لا تزيد درجة الاكتئاب بسبب حصول ضغف جنسي متزامنا مع أخذ الدواء. أما دواء الاكتئاب الذي يسبب عرضًا جانبيًا لكن من الجهة الأخرى فهو «الترازودون» الذي يصحبه في بعض الأحيان ما يطلق عليه بالقساح PRIAPISM)) وهو انتصاب مؤلم لمدة بين 4 إلى 6 ساعات أحيانًا ينتهي في غرفة العمليات بجراحة إسعافية للتحكم في الانتصاب المستمر غير المرغوب وتفريغ الدم المحتقن فيه.

أدوية القلب والأوعية الدموية

بعض أدوية القلب بأنواعها المختلفة قد تتحول إلى عامل قدح في الفحولة، والنوع الأول من هذه الأدوية وأشهرها على الإطلاق هي أدوية الضغط، وهذه الأدوية تقسمها الكتب الطبية إلى ثمانية أقسام، منها ثلاثة أقسام فقط هي البريئة من تهمة الضعف الجنسي، والقسم البريء الأول هو الأدوية التي تعمل مباشرة على توسيع الأوعية الدموية مثل «المينوكسيديل»، والقسم الثاني الأدوية التي تعمل على تثبيط ما يطلق عليه «إنزيمات تحويل الأنجيوتنسين»، أما القسم الثالث فمختلف عليه طبيًا، وهو مجموعة الأدوية التي تخفض ضغط الدم عن طريق التدخل في مسار الكالسيوم، أما ماعدا ذلك من أدوية الضغط فمعظمها يؤدي إلى حدوث الضعف الجنسي.

هنا يجب التذكير بأن مريض الضغط عامة قد يكون لديه تغيرات مرضية في أوعيته الدموية بما فيها تلك الموجودة في العضو الذكري، وتكون هي المتسببة في الضعف الجنسي حتى إن لم يستعمل دواء، وهذه التغيرات أهمها تصلب الشرايين الذي يعوق تدفق الدم في العضو، الذي يعتبر من أهم المتطلبات الأساسية لحدوث عملية الانتصاب، كما أن هذا الخلل قد تتسبب فيه بعض أدوية الضغط أيضًا.

أول أدوية الضغط المتهمة وأشهرها هو مدرات البول وأهمها الثيازايد ولكنها لا تسبب الضعف الجنسي عن طريق إعاقة الدورة الدموية، ولكنها تتسبب في نسبة من الضعف الجنسي بين متناوليها تتراوح بين 9% و31% عن طريق تخفيض الهورمون الذكري (التيستوستيرون)، الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض الرغبة الجنسية، أما طائفة أدوية الضغط التي تسمى «مثبطات البيتا « وأهمها «البروبرانولول» فهي تتسب في الضعف الجنسي وانخفاض الرغبة عن طريق عملها على الشرايين وعلى المخ أيضًا، أما آخر مجموعة في أدوية الضغط المتهمة فهي المجموعة التي تعمل على الجهاز العصبي الودي مثل «الألدوميت» الذي يتسبب أحيانًا في الخمول وزيادة هورمون الحليب، وهي عوامل كثيرًا ما تتسبب في الضعف الجنسي.

وعادة ما توصف لمريض القلب أدوية مضادة للدهون مثل «الستاتين» و»الفايبريت»، ومن الممكن أن تتداخل هذه الأدوية مع بعض الهورمونات المسؤولة عن الرغبة الجنسية وتخل بوظيفتها وبالتالي تسبب الضعف الجنسي.

كما يتشابه «الديجوكسين» أشهر أدوية القلب مع الأدوية السابقة في تخفيضه للهورمون الذكري «التستوستيرون» وزيادة الهورمون الأنثوي «الإستروجين»، ولكنه يزيد عنها في أنه يزيد من نسبة الكالسيوم في خلايا عضلات العضو الذكري، ما يسبب انقباضًا في هذه العضلات يعوق اندفاع الدم داخله ويمنع الانتصاب.

أدوية الجهاز الهضمي

أدوية الحموضة أو علاج القرحة مثل «السيميتدين» و»الرانيتدين» أحيانًا يصحبها بعض الهبوط الجنسي وزيادة حجم الثدي عند الرجال، و»السيميتدين» يخفض الوظائف الجنسية عن طريق زيادة هورمون الحليب الذي ذكرناه من قبل وأيضًا عن طريق زيادة انقباض العضلات المبطنة للنسيج الإسفنجي للعضو الذكري.

أدوية الجهاز البولي والغدد الصماء

بعض عقاقير الجهاز البولي قد تكون المسبب الرئيس للضعف. فبعض الهورمونات الدوائية التي تستخدم في علاج تضخم البروستات الحميد أو السرطاني يمكن أن تؤدي إلى الضعف الجنسي، ومثالها مثبطات اختزال ألفا 5 مثل الفيناستيرايد. كذلك فإن بعض أدوية توسيع مجرى البول مثل مثبطات ألفا تسبب قلة أو انعدام خروج السائل المنوي.

ومثل الهورمونات تلعب مضادات الهورمونات دورًا في الضعف الجنسي الدوائي مثل الأدوية المضادة للهورومون الذكري «التستوستيرون» التي نجدها أحيانًا في بعض أدوية سرطان البروستات أو علاج الفطريات مثل «النيزورال».

كما أن تناول بعض الأشخاص المترددين على الصالات الرياضية واللياقة البدنية لهرمون الذكورة أو أحد أنواع السترويدات عن طريق الحقن، قد يؤدي إلى توقف الهرمونات الذاتية التي يفرزها المخ لتنشيط الخصية، ومن ثم توقف إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون الذكورة داخليا.

أدوية أخرى

معظم العلاجات الكيماوية لمرضى الأورام تقود إلى ضعف جنسي خلال وبعد استعمالها، ومثلها علاجات الحساسية مثل مضادات الهيستامين.

ختاما وكما أن معرفة الداء واختيار الدواء من أهم ركائز نجاح المعالجة الطبية، إلا أن اختيار بعض العلاجات خصوصا تلك التي توصف بصفة دائمة للمريض يجب أن يتم بحرص شديد وتنويه للمريض حتى لا يفاجأ أن ما أفاده من جهة أجهز عليه من جهة أخرى. ومن المهم أيضًا التنويه إلى أن الضعف الجنسي الناتج عن العلاجات المذكورة سابقا وفي أكثر الأحيان يمكن التغلب عليه وعلاجه بإيقاف الدواء المتسبب في المشكلة أو تقليل جرعته العلاجية إن أمكن ذلك بعد الرجوع إلى الطبيب المختص.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  255