الصداع الصباحي.. أسبابه وطرق علاجه
الصداع الصباحي.. أسبابه وطرق علاجه
إحدى المشكلات الشائعة والمزمنة.. والأبحاث تؤكد علاقته بالاكتئاب والتوتر
إعداد: أ. د. أحمد سالم باهمام
الصداع إحدى المشكلات الشائعة والمزمنة، التي تؤرق المصابين وتتسبب في تعكر مزاجهم، ونقص تركيزهم وقد تؤثر على علاقتهم بالآخرين. ومن أنواع الصداع، الصداع الذي يحدث صباحاً عند الاستيقاظ، وقد يستمر لفترات متفاوتة بعد اليقظة.
حيث يشكو الكثير من المرضى من الصداع الصباحي الذي ينتابهم بعد الاستيقاظ مباشرة أو يوقظهم من النوم، ويخف تدريجياً مع مرور وقت الاستيقاظ. وهناك عدة أسباب للصداع الصباحي، سنستعرض بعضها في هذا المقال.
الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم:
يعتبر الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم أحد أهم أسباب الصداع الصباحي. وانقطاع التنفس أثناء النوم مرض شائع جداً يصيب عادة متوسطي العمر وكبار السن، ولكنه قد يظهر في الأطفال والشباب. ومن أعراضه الشخير والاختناق الليلي، وزيادة التعرق ليلاً، وزيادة الرغبة في التبول خلال النوم، وزيادة النعاس أثناء النهار. وهناك عدة أسباب لظهور الصداع عند هذه الفئة من المرضى. فانقطاع التنفس أثناء النوم ينتج عنه عدة تغيرات تسبب الصداع. فارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم وانخفاض الأكسجين يمكن أن يسببا الصداع. كما أن ارتفاع ضغط الدم الذي يتبع كل حادثة اختناق خلال النوم قد يسبب الصداع. إضافة إلى ما سبق، فإن تأثير الاختناق المتكرر على جودة النوم قد يزيد من احتمال حدوث الصداع الصباحي.
ويزداد الصداع الصباحي عند المرضى المصابين بنقص التهوية خلال النوم لأي سبب طبي، وخاصة عند المصابين بمتلازمة نقص التهوية المرتبط بالسمنة، وهو يعتبر حالة متقدمة من توقف التنفس أثناء النوم. وتسبب متلازمة نقص التهوية المرتبط بالسمنة نقصاً حاداً وكبيراً في الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم، وارتفاع الضغط الشرياني الرئوي واحتشاء عضلة القلب وفشل التنفس الحاد والمزمن.
وبتشخيص وعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم، يزول عادة الصداع الصباحي.
الاكتئاب والتوتر:
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الاكتئاب والتوتر قد يسببان الصداع الصباحي. والاكتئاب والتوتر يسببان الأرق وكل هذه المشكلات يمكن أن تزيد من ظهور الصداع الصباحي.
ففي دراسة أجريت على حوالي 7000 آلاف شخص (18-65 سنة) في 10 دول أوروبية، ونشرت في دورية "الصداع والألم" العام 2016، وجد الباحثون أن أهم أسباب الصداع في هذه الفئة من المرضى هو الصداع المرتبط بالإفراط في استخدام الأدوية، وبعده صداع التوتر وأخيراً الشقيقة.
الأدوية المنومة والكحول:
أظهرت دراسة كبيرة أجريت على حوالي 19 ألف شخص في عدة دول أوروبية ونشرت العام 2004 في دورية JAMA، أن الذين يشربون الكحول وخاصة بشكل نهم هم أكثر عرضة للشكوى من الصداع الصباحي. كما أن تناول الأدوية المزيلة للقلق (مثل عقارات فاليوم، زاناكس، زيبريكسا) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصداع الصباحي بنسبة تصل إلى حوالي 17 %.
صرير الأسنان:
صرير الأسنان أو احتكاك الأسنان أثناء النوم (Bruxism) هو صوت يصدر خلال النوم نتيجة انقباض عضلات المضغ مما ينتج عنه احتكاك الأسنان، وقد يكون الصوت مزعجًا جدًا للآخرين، ولكن الشخص الذي يصدر الصوت لا يشعر بذلك أثناء نومه. وخلال الصرير تحتك القواطع أو الأنياب ببعضها، وفي بعض الحالات تحتك الطواحن، وهذا قد يحدث صوتًا مزعجًا جدًا. وصرير الأسنان يحدث عند غالبية الناس (80 إلى 90 في المئة) بصورة متقطعة ونادرة، ولكنه يحدث عند 5 إلى 8 في المئة من الناس بصورة متكررة. وقد يشكو المصاب بصرير الأسنان من صداع صباحي أو ألم في مفصل الفك عند الاستيقاظ صباحًا. ويزداد صرير الأسنان عند الذين يكثرون من شرب المنبهات أو شرب الكحول. وهذا الاضطراب يصيب كلا الجنسين بصورة متساوية، وتزداد المشكلة عند صغار السن وتقل عند المتقدمين في السن. وقد قدرت الأبحاث أن هذه المشكلة تحدث بصورة متكررة عند 14 إلى 20 في المئة من الأطفال وتستمر عند 35 في المئة منهم بصورة مزمنة حتى بعد أن يتقدم بهم العمر. ويبدو أن العامل الوراثي له دور في حدوث المشكلة؛ حيث إن المشكلة تزيد لدى الأطفال الذين يعاني أحد والديهم من المشكلة.
مشكلات طبية خطيرة:
في حالات نادرة جداً، قد يكون الصداع الصباحي مؤشراً على مرض خطير مثل أورام الدماغ، ارتفاع ضغط الدم بشكل مرتفع جداً، أو حدوث جلطة دماغية لا قدر الله.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كان الصداع الصباحي مصحوباً بشخير أو انقطاع في التنفس أثناء النوم.
إذا كان الصداع الصباحي يحدث بشكل متكرر.
إذا كان الصداع مصحوباً بأي من الأعراض التالية: الغثيان أو الاستفراغ، أو كان مصحوباً بارتفاع في حرارة الجسم.
إذا حدث الصداع الصباحي بعد تعرض الرأس لضربة أو اصطدام.
إذا كان الصداع مصحوباً بخلط ذهني وتشوش أو نقص في الوعي، أو قصور في الوظائف العصبية مثل الرؤية المزدوجة أو ضعف في بعض أجزاء الجسم.
الرياض
إحدى المشكلات الشائعة والمزمنة.. والأبحاث تؤكد علاقته بالاكتئاب والتوتر
إعداد: أ. د. أحمد سالم باهمام
الصداع إحدى المشكلات الشائعة والمزمنة، التي تؤرق المصابين وتتسبب في تعكر مزاجهم، ونقص تركيزهم وقد تؤثر على علاقتهم بالآخرين. ومن أنواع الصداع، الصداع الذي يحدث صباحاً عند الاستيقاظ، وقد يستمر لفترات متفاوتة بعد اليقظة.
حيث يشكو الكثير من المرضى من الصداع الصباحي الذي ينتابهم بعد الاستيقاظ مباشرة أو يوقظهم من النوم، ويخف تدريجياً مع مرور وقت الاستيقاظ. وهناك عدة أسباب للصداع الصباحي، سنستعرض بعضها في هذا المقال.
الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم:
يعتبر الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم أحد أهم أسباب الصداع الصباحي. وانقطاع التنفس أثناء النوم مرض شائع جداً يصيب عادة متوسطي العمر وكبار السن، ولكنه قد يظهر في الأطفال والشباب. ومن أعراضه الشخير والاختناق الليلي، وزيادة التعرق ليلاً، وزيادة الرغبة في التبول خلال النوم، وزيادة النعاس أثناء النهار. وهناك عدة أسباب لظهور الصداع عند هذه الفئة من المرضى. فانقطاع التنفس أثناء النوم ينتج عنه عدة تغيرات تسبب الصداع. فارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم وانخفاض الأكسجين يمكن أن يسببا الصداع. كما أن ارتفاع ضغط الدم الذي يتبع كل حادثة اختناق خلال النوم قد يسبب الصداع. إضافة إلى ما سبق، فإن تأثير الاختناق المتكرر على جودة النوم قد يزيد من احتمال حدوث الصداع الصباحي.
ويزداد الصداع الصباحي عند المرضى المصابين بنقص التهوية خلال النوم لأي سبب طبي، وخاصة عند المصابين بمتلازمة نقص التهوية المرتبط بالسمنة، وهو يعتبر حالة متقدمة من توقف التنفس أثناء النوم. وتسبب متلازمة نقص التهوية المرتبط بالسمنة نقصاً حاداً وكبيراً في الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم، وارتفاع الضغط الشرياني الرئوي واحتشاء عضلة القلب وفشل التنفس الحاد والمزمن.
وبتشخيص وعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم، يزول عادة الصداع الصباحي.
الاكتئاب والتوتر:
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الاكتئاب والتوتر قد يسببان الصداع الصباحي. والاكتئاب والتوتر يسببان الأرق وكل هذه المشكلات يمكن أن تزيد من ظهور الصداع الصباحي.
ففي دراسة أجريت على حوالي 7000 آلاف شخص (18-65 سنة) في 10 دول أوروبية، ونشرت في دورية "الصداع والألم" العام 2016، وجد الباحثون أن أهم أسباب الصداع في هذه الفئة من المرضى هو الصداع المرتبط بالإفراط في استخدام الأدوية، وبعده صداع التوتر وأخيراً الشقيقة.
الأدوية المنومة والكحول:
أظهرت دراسة كبيرة أجريت على حوالي 19 ألف شخص في عدة دول أوروبية ونشرت العام 2004 في دورية JAMA، أن الذين يشربون الكحول وخاصة بشكل نهم هم أكثر عرضة للشكوى من الصداع الصباحي. كما أن تناول الأدوية المزيلة للقلق (مثل عقارات فاليوم، زاناكس، زيبريكسا) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصداع الصباحي بنسبة تصل إلى حوالي 17 %.
صرير الأسنان:
صرير الأسنان أو احتكاك الأسنان أثناء النوم (Bruxism) هو صوت يصدر خلال النوم نتيجة انقباض عضلات المضغ مما ينتج عنه احتكاك الأسنان، وقد يكون الصوت مزعجًا جدًا للآخرين، ولكن الشخص الذي يصدر الصوت لا يشعر بذلك أثناء نومه. وخلال الصرير تحتك القواطع أو الأنياب ببعضها، وفي بعض الحالات تحتك الطواحن، وهذا قد يحدث صوتًا مزعجًا جدًا. وصرير الأسنان يحدث عند غالبية الناس (80 إلى 90 في المئة) بصورة متقطعة ونادرة، ولكنه يحدث عند 5 إلى 8 في المئة من الناس بصورة متكررة. وقد يشكو المصاب بصرير الأسنان من صداع صباحي أو ألم في مفصل الفك عند الاستيقاظ صباحًا. ويزداد صرير الأسنان عند الذين يكثرون من شرب المنبهات أو شرب الكحول. وهذا الاضطراب يصيب كلا الجنسين بصورة متساوية، وتزداد المشكلة عند صغار السن وتقل عند المتقدمين في السن. وقد قدرت الأبحاث أن هذه المشكلة تحدث بصورة متكررة عند 14 إلى 20 في المئة من الأطفال وتستمر عند 35 في المئة منهم بصورة مزمنة حتى بعد أن يتقدم بهم العمر. ويبدو أن العامل الوراثي له دور في حدوث المشكلة؛ حيث إن المشكلة تزيد لدى الأطفال الذين يعاني أحد والديهم من المشكلة.
مشكلات طبية خطيرة:
في حالات نادرة جداً، قد يكون الصداع الصباحي مؤشراً على مرض خطير مثل أورام الدماغ، ارتفاع ضغط الدم بشكل مرتفع جداً، أو حدوث جلطة دماغية لا قدر الله.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كان الصداع الصباحي مصحوباً بشخير أو انقطاع في التنفس أثناء النوم.
إذا كان الصداع الصباحي يحدث بشكل متكرر.
إذا كان الصداع مصحوباً بأي من الأعراض التالية: الغثيان أو الاستفراغ، أو كان مصحوباً بارتفاع في حرارة الجسم.
إذا حدث الصداع الصباحي بعد تعرض الرأس لضربة أو اصطدام.
إذا كان الصداع مصحوباً بخلط ذهني وتشوش أو نقص في الوعي، أو قصور في الوظائف العصبية مثل الرؤية المزدوجة أو ضعف في بعض أجزاء الجسم.
الرياض