• ×
admin

نصائح للتعامل مع الطفل بعد العملية الجراحية في المخ

نصائح للتعامل مع الطفل بعد العملية الجراحية في المخ

د. حسن محمد صندقجي

خضع أحد أطفال الأسرة لعملية جراحية لإزالة ورم في المخ، تمت بنجاح... لكنّ والديه يعانيان بعد العملية من صعوبة التعامل مع حالته بسبب تدهور نفسيته نتيجة نقله المفاجئ وخضوعه لعملية جراحية، على ما يبدو أنه تعرض لصدمة لأن كل الأمور جرت خلال أسبوع.

* هل من نصائح نفسية لإعادة الأمور إلى طبيعتها من الجانب النفسي؟
> هذا ملخص أسئلتك، والتي لم يتضح لي منها مقدار عمر الطفل، ولا نوع ومكان الورم لديه في الدماغ، والسبب وراء إجراء العملية الجراحية، وجوانب أخرى في مراحل إعداد الطفل للعملية الجراحية في الدماغ، وحالته ما بعد ذلك من الناحية الطبية، وما نوعية العلاجات المرافقة، ومراحل المتابعة الطبية المستقبلية. ولذا لاحظ معي النقاط الأربع التالية حول هذه الجوانب بالعموم.

- بالنسبة للنقطة الأولى حول دواعي إجراء العملية الجراحية، يفيد المجمع الأميركي للسرطان بأن إجراء الجراحة بالنسبة لأورام الدماغ يكون من أجل:
- الحصول على عينة خزعة لتحديد نوع الورم ومعرفة ما إذا كانت خلايا الورم لديها بعض التغييرات الجينية التي قد تؤثر على التوقعات المستقبلية للمعالجة.
- أو لإزالة أو إتلاف أكبر قدر ممكن من كتلة الورم الدماغي.
- أو للمساعدة في معالجة الأعراض المرافقة أو المضاعفات المحتملة الناجمة عن وجود الورم الدماغي.
ولذا في كثير من الأحيان تمثل العملية الجراحية الخطوة الأولى في علاج أورام الدماغ أو الحبل الشوكي لإزالة أو تدمير أكبر قدر ممكن من الورم، مع محاولة الحد من أي آثار له على الوظائف الطبيعية للمخ أو الأعصاب. ويمكن للجراحة بمفردها أو مقترنة بالعلاج الإشعاعي، أن تحقق السيطرة على الأورام البطيئة النمو أو الشفاء منها.
وفي أنواع أخرى من الأورام العصبية، يمكن للجراحة أن تقلل من حجم الورم الذي يجب معالجته لاحقاً بالإشعاع أو العلاج الكيميائي، مما قد يحسن نتائج هذه العلاجات. وفي أحيان أخرى يمكن للجراحة أيضاً أن تساعد في تخفيف بعض الأعراض التي تسببها أورام المخ، وخاصة تلك التي تسببها زيادة الضغط داخل الجمجمة، مثل الصداع والغثيان والقيء وعدم وضوح الإبصار.
وبالمقابل، قد لا تكون الجراحة خياراً جيداً في بعض الحالات، مثل ما إذا كان الورم عميقاً داخل الدماغ، أو إذا كان قد انتشر في جزء من الدماغ لا يمكن إزالته، مثل جذع الدماغ.
ولذا قد يكون ثمة دواع طبية ضرورية ومُلحّة استدعت سرعة إجراء الجراحة للطفل.

- بالنسبة للنقطة الثانية حول مرحلة ما بعد إجراء العملية الجراحية وحالة الطفل البدنية والنفسية خلالها، لاحظ أن بعد عملية إزالة الورم، قد يكون للطفل «أنبوب صرف» يخرج من الشق الجراحي كي يسمح للسائل النخاعي الفائض أن يخرج من الجمجمة. كما قد يتم وضع أنابيب أخرى لتصريف الدم الذي قد يتراكم بعد الجراحة تحت فروة الرأس. وعادة يتم إزالة أنابيب التصريف هذه بعد بضعة أيام، كما يتم إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بعد بضعة أيام من العملية لتأكيد مقدار الورم الذي تمت إزالته. وعادة ما تستغرق فترة الاستشفاء في المستشفى ما بين أربعة إلى ستة أيام، ولكن هذا يعتمد على حجم الورم وموقعه ومدى سلاسة النقاهة، وما إذا كانت هناك علاجات أخرى لازمة، وعدم حصول مضاعفات للعملية الجراحية نفسها. وخلال هذه الفترة، كما هو الحال في أي جراحة كُبرى أخرى تكون الحالة الصحية والنفسية غير مستقرة لأسباب عدة، أبسطها الشعور بالألم.
وفي الواقع، وكما يفيد المجمع الأميركي للسرطان فإن الجراحة في الدماغ أو النخاع الشوكي أياً كان نوعها هي عملية خطيرة، ولكنّ الجراحين حريصون جداً على محاولة الحد من أي مشاكل سواء أثناء الجراحة أو بعدها، وتعد المضاعفات أثناء العملية الجراحية أو بعدها مثل النزيف أو الالتهابات أو نوبات التشنج أو ردود الفعل على التخدير، نادرة، ولكنها قد تحدث رغم كل الحرص على تفاديها.
كما أن أحد أكبر الاهتمامات الطبية عند إزالة أورام المخ هو الحيلولة دون احتمال فقدان وظائف أجزاء من المخ بعد ذلك، ولهذا السبب يحرص الأطباء على إزالة الكثير من الأنسجة بقدر ما هو ضروري. أي أن أعراض أي إصابة دماغية بعد الجراحة تعتمد بشكل رئيسي على موقع الورم وحجمه. وإذا ظهرت مشاكل، فقد يكون ذلك بعد الجراحة مباشرة، أو قد يستغرق الأمر أياماً أو حتى أسابيع، لذلك فإن المراقبة الدقيقة لأي تغييرات مهمة للغاية. وكذلك من المهم وضوح خطوات المتابعة الطبية اللاحقة، سواء بالفحوصات أو المراجعة في العيادة. ولذا، سواء تمت إزالة الورم بالكامل أم لا، سيعمل فريق الرعاية الصحية للطفل في مراقبة حالته الصحية عن كثب، خاصة في الأشهر والسنوات القليلة الأولى بعد العلاج.

- وبالنسبة للنقطة الثالثة حول التأثيرات الفسيولوجية البدنية للورم وطريقة المعالجة على المدى المتوسط والبعيد، فإن الورم وعلاجه قد يتسببان في آثار جانبية جسدية وعقلية وعاطفية، والتي يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة إلى حد ما. وغالباً ما يكون دماغ الطفل أكثر قدرة على التكيف مع التغييرات مقارنة بالشخص البالغ، ولكنه يظل أيضاً أكثر حساسية للعلاجات مثل الإشعاع. وعلاوة على ذلك، فإن بعض الآثار طويلة الأمد قد لا تظهر إلا بعد سنوات من العلاج.
ولذا بمجرد تعافي الطفل من العلاج، سيحاول الأطباء تحديد مدى حصول أي تلف في المخ أو مناطق أخرى، وفي الطفل الصغير جداً قد يستغرق ظهور هذا بعض الوقت. وسيتم إجراء الاختبارات البدنية واختبارات التصوير (التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي) لتحديد مدى وموقع أي تغييرات في الدماغ. ولذا يتشارك طبيب الأعصاب وطبيب الأورام والطبيب النفسي واختصاصي العلاج الطبيعي والاختصاصي النفسي ومعالج النطق وطبيب العيون وغيرهم في متابعة حالة الطفل وفي التعاون مع الوالدين لتخطي هذا كله.

- وبالنسبة للنقطة الرابعة حول التأثيرات النفسية والعاطفية للورم الدماغي وطريقة معالجته، فإن المجمع الأميركي للسرطان يفيد بأن من المحتمل أن تنشأ لدى الطفل جوانب نفسية وعاطفية سلبية خلال وما بعد تلقي المعالجة الجراحية والإشعاعية، وأن ثمة عدة عوامل مؤثرة في هذا الأمر، منها عمر الطفل وطول فترة المعالجة والمتابعة الطبية ومدى التعاون فيما بين الأطباء والوالدين. ويُضيف أن أورام الدماغ والنخاع الشوكي وعلاجها يمكن أن يؤثرا في بعض الأحيان على كيفية قيام الطفل ببعض المهام اليومية، بما في ذلك بعض الأنشطة المدرسية أو التعليمية أو الترفيهية. وغالباً ما تكون هذه الآثار أكبر خلال السنة الأولى من العلاج، ولكنها قد تكون طويلة الأمد في بعض الأطفال. ولذا من المهم أن يقوم مركز العلاج بتقييم الوضع العائلي في أقرب وقت ممكن، ودعم الوالدين حتى يمكنهما التعامل مع هذه الجوانب.
ويوصي الكثير من الخبراء الطبيين بحث الأطفال والمراهقين في سن المدرسة على الذهاب إلى المدرسة قدر الإمكان، ويمكن أن يساعدهم ذلك في الحفاظ على شعور الروتين اليومي وإبقاء أصدقائهم على اطلاع بما يجري، كما يمكن للأصدقاء أن يكونوا مصدراً كبيراً للدعم.

الشرق الأوسط
بواسطة : admin
 0  0  309