من التفاحة إلى الذكاء الاصطناعي!!
من التفاحة إلى الذكاء الاصطناعي!!
بكري معتوق عساس
بدأت الثورات الصناعية مع بداية سقوط التفاحة أمام العالم البريطاني السير إسحاق نيوتن، وكانت سبباً في اكتشافه قوانين الحركة الثلاثة وقانون الجاذبية الأرضية، وكذلك اختراع المحرك البخاري من قبل المهندس الأسكتلندي (جمس وات)، في الفترة (1665م-1784م). أدى ذلك الى قيام ثورة اقتصادية كبرى مثلت نقطة تحوِّل تاريخية في بريطانيا وكان من نتيجتها الانتقال من عملية الإنتاج اليدوي الى التصنيع واستخدام الفحم كمصدر لتوليد الطاقة البخارية، فتحركت المصانع ومُدَّتْ خطوط السكك الحديدية ومنها بدأ العالم بالتصدير، وبذلك أصبحت بريطانيا من أغنى دول العالم في ذلك الوقت، وسُميت تلك الفترة بالثورة الصناعية الأولى. بعد أكثر مئة عام تقريباً من هذه الاختراعات والاكتشافات العظيمة، أي في الفترة، (1870م-1917م)، بدأت الثورة الصناعية الثانية، وفيها تعددت الاختراعات والاكتشافات في الكثير من المجالات، منها الكهرباء والنقل والكيماويات والحديد. وكان من نتيجة هذه الثورة الصناعية، أن زاد حجم الإنتاج الصناعي وتوسعت خطوط النقل والتلغراف وبناء السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم. في سنة 1969م، بدأت الثورة الصناعية الثالثة والتي ارتبطت بانتشار وتصنيع أجهزة الحاسوب المركزية والإنتاج الشامل بالكميات الضخمة وتقنية المعلومات والإنترنت ودخول الحواسيب في مجالات التصنيع والاتصالات والتعليم والطب وغيرها. وكان أول بريد إلكتروني تم إرساله عبر الإنترنت في العالم سنة 1971م، في الوقت الذي يتم فيه إرسال أكثر من 270 مليار بريد إلكتروني يومياً في وقتنا الحاضر. أما الثورة الصناعية الرابعة، فقد بدأت نتيجةً للتقدم الذي أحرزه الإنسان في تصنيع الذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي وربط الأشياء ببعضها البعض عن طريق الانترنت، أو ما يسمى بإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، وتقنية الهاتف النقال، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية النانو والعلاج بالخلايا الجذعية وغيرها، لتستخدم فيما يسمى اليوم بالاقتصاد المعرفي.
إن التنبؤ بفقدان الملايين من الناس حول العالم لوظائفهم نتيجةً للثورة الصناعية الرابعة في عام 2020م أمر محتمل وجدِّي. لكن السؤال الرئيسي هو كيف سنُعّرِف العمل؟ كيف يمكن أن يكون لدينا طبيب يعرِف الكثير حقاً عن البيانات؟ كيف يمكن أن يكون لدينا اختصاصي في الأحياء يعرف الكثير عن الطب؟، كيف يمكن أن يكون لدينا خريج يحمل مهارات بجانب تخصصه؟.. علينا أن نخلق مساحة تتيح للطلاب في المدارس والجامعات التفكير بحرية في أفكار متنوعة ابتكارية ومبدعة.
بالتأكيد، نحن نحتاج بشدة لتعليم جديد، نحتاج بشدة إلى تدريب جديد، نحتاج بشدة أكثر إلى معلم جديد. يجب أن نحاول تشجيع الطلاب من الصفوف الأولى وحتى نهاية الدراسة الثانوية، ونحثهم على الاهتمام بالرياضيات والعلوم والتكنولوجيا الرقمية التي لها القدرة على تغيير النتائج وتمكين الطلبة من خلق مناخٍ يساعد على الإبداع والابتكار. الدولة والأسرة والمجتمع يجب أن يلعبوا دوراً مهماً في تمكين وتشجيع الأبناء من الاستخدام الآمن والفعال للتكنولوجيا، علينا جميعاً أن نتحمل المسؤولية لخلق غدٍ مشرق لأجيالنا القادمة.
قال تعالي في سورة النحل: «والخيلَ والبغالَ والحميرَ لتركبوها وزينةً ويخلُقُ ما لا تعلمون».
المدينة
بكري معتوق عساس
بدأت الثورات الصناعية مع بداية سقوط التفاحة أمام العالم البريطاني السير إسحاق نيوتن، وكانت سبباً في اكتشافه قوانين الحركة الثلاثة وقانون الجاذبية الأرضية، وكذلك اختراع المحرك البخاري من قبل المهندس الأسكتلندي (جمس وات)، في الفترة (1665م-1784م). أدى ذلك الى قيام ثورة اقتصادية كبرى مثلت نقطة تحوِّل تاريخية في بريطانيا وكان من نتيجتها الانتقال من عملية الإنتاج اليدوي الى التصنيع واستخدام الفحم كمصدر لتوليد الطاقة البخارية، فتحركت المصانع ومُدَّتْ خطوط السكك الحديدية ومنها بدأ العالم بالتصدير، وبذلك أصبحت بريطانيا من أغنى دول العالم في ذلك الوقت، وسُميت تلك الفترة بالثورة الصناعية الأولى. بعد أكثر مئة عام تقريباً من هذه الاختراعات والاكتشافات العظيمة، أي في الفترة، (1870م-1917م)، بدأت الثورة الصناعية الثانية، وفيها تعددت الاختراعات والاكتشافات في الكثير من المجالات، منها الكهرباء والنقل والكيماويات والحديد. وكان من نتيجة هذه الثورة الصناعية، أن زاد حجم الإنتاج الصناعي وتوسعت خطوط النقل والتلغراف وبناء السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم. في سنة 1969م، بدأت الثورة الصناعية الثالثة والتي ارتبطت بانتشار وتصنيع أجهزة الحاسوب المركزية والإنتاج الشامل بالكميات الضخمة وتقنية المعلومات والإنترنت ودخول الحواسيب في مجالات التصنيع والاتصالات والتعليم والطب وغيرها. وكان أول بريد إلكتروني تم إرساله عبر الإنترنت في العالم سنة 1971م، في الوقت الذي يتم فيه إرسال أكثر من 270 مليار بريد إلكتروني يومياً في وقتنا الحاضر. أما الثورة الصناعية الرابعة، فقد بدأت نتيجةً للتقدم الذي أحرزه الإنسان في تصنيع الذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي وربط الأشياء ببعضها البعض عن طريق الانترنت، أو ما يسمى بإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، وتقنية الهاتف النقال، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية النانو والعلاج بالخلايا الجذعية وغيرها، لتستخدم فيما يسمى اليوم بالاقتصاد المعرفي.
إن التنبؤ بفقدان الملايين من الناس حول العالم لوظائفهم نتيجةً للثورة الصناعية الرابعة في عام 2020م أمر محتمل وجدِّي. لكن السؤال الرئيسي هو كيف سنُعّرِف العمل؟ كيف يمكن أن يكون لدينا طبيب يعرِف الكثير حقاً عن البيانات؟ كيف يمكن أن يكون لدينا اختصاصي في الأحياء يعرف الكثير عن الطب؟، كيف يمكن أن يكون لدينا خريج يحمل مهارات بجانب تخصصه؟.. علينا أن نخلق مساحة تتيح للطلاب في المدارس والجامعات التفكير بحرية في أفكار متنوعة ابتكارية ومبدعة.
بالتأكيد، نحن نحتاج بشدة لتعليم جديد، نحتاج بشدة إلى تدريب جديد، نحتاج بشدة أكثر إلى معلم جديد. يجب أن نحاول تشجيع الطلاب من الصفوف الأولى وحتى نهاية الدراسة الثانوية، ونحثهم على الاهتمام بالرياضيات والعلوم والتكنولوجيا الرقمية التي لها القدرة على تغيير النتائج وتمكين الطلبة من خلق مناخٍ يساعد على الإبداع والابتكار. الدولة والأسرة والمجتمع يجب أن يلعبوا دوراً مهماً في تمكين وتشجيع الأبناء من الاستخدام الآمن والفعال للتكنولوجيا، علينا جميعاً أن نتحمل المسؤولية لخلق غدٍ مشرق لأجيالنا القادمة.
قال تعالي في سورة النحل: «والخيلَ والبغالَ والحميرَ لتركبوها وزينةً ويخلُقُ ما لا تعلمون».
المدينة