• ×
admin

الدعاء.. سلاح أغفلته الأمة

الدعاء.. سلاح أغفلته الأمة

سهيل بن حسن قاضي

أثارت خطبة الجمعة من المسجد الحرام شجون كل من أصغى إليها، ورفعوا أيديهم إلى عنان السماء يؤمِّنون على دعاء فضيلة الشيخ بندر بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام، وبما احتوته الخطبة من أسلوب رائع وصدق المشاعر وجميل النصح مما أشعل كل وسائل التواصل الاجتماعي بعطر الثناء على جمال الدعاء ولله الحمد في السراء والضراء.

في مجلة كشمير المسلمة وتحديداً في رمضان من عام 1423 نشر الدكتور عصمت الله عناية الله الأستاذ بالجامعة الإسلامية في إسلام أباد رسالته الشهيرة (السلاح الفتاك الذي أغفلته الأمة الإسلامية .. الدعاء)، وكانت هناك رسالة أخرى بعنوان (الثقة بالله أولاً) للأستاذ الدكتور عبدالسلام المهراس بجامعة فاس نالت إعجاب معالي الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي يرحمه الله فقام بطباعتها ضمن سلسلة المصابيح لدار الرفاعي للنشر عام 1408 ووجدت أن من الملائم جمع الرسالتين في كتاب عنونته (كيف السبيل...؟ رسالتان في: الثقة بالله.. أولاً، الدعاء .. سلاح أغفلته الأمة، وتمت طباعتها في دار الرشاد بلبنان عام 1425 هـ ومازال لديَّ بعض النسخ منها.

عالمنا المعاصر يمر بأحرج منعطف تحولي في تاريخه مليء بالمحن والمظالم والنكسات والتحديات فضلاً عما اجتاحه من عنف تأثيرات وسائل التواصل الحديثة والتغيرات المتسرعة المتنوعة بما فيها الوباء الذي اجتاح الأمة مجدداً، كل هذه الضغوط المتراكمة نذير بانهيار وتمزق نفسي يحذر منه كل عاقل أينما وجد. لا سبيل والحال كذلك إلا التحصن والإبقاء على التماسك الاجتماعي، والحصن هو الاتصال المكين للعبد بربه الى درجة الثقة المطلقة به والتوكل عليه وحسن الظن بالله مع حسن الظن بأنفسنا، وثقة القائد بشعبه وثقة الشعب بقائده هو ما يحفظ على هذه الأمة تماسكها ويحميها من التفتت والتجزؤ، ومن مقتضيات الثقة بالله ولوازمها اللجوء إليه تضرعاً ودعاءً في دفع ما ألمَّ بنا ويلمُّ من عدوان أو ظلم، هذا ماعالجته هاتان الرسالتان ولعل ما فيهما يفتح الآفاق لمزيد البيان لاستحقاق عزائم النصرة، والله غالب على أمره، هو حسبنا ونعم الوكيل.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  235