• ×
admin

دعونا نصفق لهذه القوة الناعمة

دعونا نصفق لهذه القوة الناعمة

محمد الوعيل

من حق هؤلاء الأبطال في جيشنا الأبيض أن يكونوا كما يستحقون بامتياز فعلاً، من الآن فصاعداً.. ويكفيهم أن قائد الأمة قد منحهم الوسام الأغلى، واستشعر بكلماته الدافئة عطاءهم وتضحياتهم كأبناء وبنات بررة لهذا الوطن الغالي..

وسط جائحة "كورونا" سيئة السمعة، تفتّحت عيوننا هذه الأيام على ما لم نعتده من قبل، فبعيداً عن الإجراءات الرسمية الصارمة التي قامت بها الدولة -أعزها الله- لاحتواء الوباء القاتل، والسيطرة على تفشيه، يبدو أننا اكتشفنا ما نملكه من قوة ناعمة سعودية لم نكن نهتم بها كثيراً أو نتعامل معها فقط عند الحاجة أو المرض.. ألا وهي المنظومة الطبية السعودية التي تمثل القطاع الصحي الحيوي والاستراتيجي بما يشمله من مستشفيات ومرافق صحية والأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والموظفين والموظفات.

تلك المنظومة التي تؤدي دوراً بطولياً فائق الفداء في الاهتمام والرعاية بالمرضى والمصابين، وكأنهم على خط النار بمواجهة الفيروس المميت، يضحون بأنفسهم ويتعرضون لمخاطر العدوى والإصابة دون أن يثبط ذلك من عزيمتهم أو يفت في عضدهم، مؤثرين سلامة المجتمع على سلامتهم الشخصية، ويتعرضون لظروف وضغوط رهيبة، تهون كلها من أجل هذه الأرض، ومواطنيها ومن يقيم على ترابها الطيب.

ومن المناسب في هذا المقام، استدعاء نقطة مثيرة للاهتمام جاءت على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبل أيام، حين أثنى -يحفظه الله- على تضحيات وجهود الممارسين الصحيين، عندما قرنهم بـ"المرابطين في الحدود والثغور"، وهو تقدير خاص من القائد/ الرمز لهذه الشريحة "الفدائية" نظير ما يقومون به من جهود ضخمة، وهم يعملون على مدار الساعة من أجل خير الوطن وسلامته.. وحياة الإنسان وصحته، ويضحون في سبيل ذلك بكل غالٍ ونفيس، ويخاطرون بسلامتهم الشخصية، ويعرِّضون أنفسهم للخطر، وهو ما وصفه قائد الأمة بأنه "تاج عز لكل منهم، وعبادة عظيمة، ينمو أجرها إلى يوم القيامة".

مثل هذه الكلمات التي تنبض بالوفاء، وتمتلئ بالعرفان، قبل أن ترفع من معنويات أولئك الجنود، وتدفعهم إلى مضاعفة الجهود، وسكب المزيد من العرق في ميادين العطاء.. أيضاً تعيد الاعتبار المستحق لهذه الشريحة المهمة، وتدفعنا ليس لمجرد التصفيق الحاد تقديراً وامتناناً.. بل تجعلنا نشعر بأنه لولا هذه الشريحة الوطنية بامتياز وبإصرار لما كنا نخوض هذه المعركة الشرسة ونحاول اجتياز محنتها التي لم تستثنِ بلداً في العالم، بهذه الكيفية من الأداء وبهذه الإجراءات الوقائية الصارمة، رغم ما ندفعه من فواتير قاسية وضخمة اقتصادياً وبشرياً.

ودعونا نعترف -ولو همساً بيننا وبين أنفسنا على الأقل- أنه حتى سنوات مضت، كان بعضنا يتعامل مع القطاع الطبي، خاصة مهنة التمريض بنظرة لا تخلو من الريبة أو التشكيك إن لم تكن "الدونية"، ولكن الآن، أعتقد وبسبب هذه الظروف الحرجة، تغيرت النظرة كثيراً، ونحن نرى الممرض والممرضة السعوديين، بل حتى أي ممارس صحي، وهو يتخندق مع الوطن في معركته الصحية، ويقدم روحه ونفسه بما لا يقل أبداً عن تضحيات أي جندي يقف متأهباً على الحدود دفاعاً عن سيادة التراب الوطني.

من حقنا -كمواطنين مخلصين- أن نفتخر بكل هذه السواعد الطبية الفتية والكفؤة أياً كان مجالها أو تخصصها، وأن نثمن عالياً ما يقدمونه كـ"ملائكة رحمة" ترفرف بأجنحتها لتطبب أو تمرّض أو تحاول وضع حد لمعاناة كثيرين أصيبوا بالفيروس اللعين، ويشكلون بأنفسهم حائط صد -وربما ردع- بمواجهة التحديات التي ضربت العالم كله بلا استثناء.

من حق هؤلاء الأبطال في جيشنا الأبيض أن يكونوا كما يستحقون بامتيازٍ فعلاً، من الآن فصاعداً.. ويكفيهم أن قائد الأمة قد منحهم الوسام الأغلى، واستشعر بكلماته الدافئة عطاءهم وتضحياتهم كأبناء وبنات بررة لهذا الوطن الغالي، وعلينا نحن المواطنين أن نلتزم أكثر ونتضامن أكثر، حتى نعبر المحنة، ونحن بإذن الله قادرون.. وقادرون جداً.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  245