إصابات الأذن نتيجة الحوادث أو المشاجرات (الضرب)
إصابات الأذن نتيجة الحوادث أو المشاجرات (الضرب)
د. عبد العزيز عاشور
تحتل دول الخليج عامة والسعودية خاصة المركز الأول عالميا في عدد حوادث السيارات وما يتبعها من وفيات وإعاقات مفجعة, أما إصابة الرأس وما يحتويه من أعضاء حيوية فهو تحصيل حاصل تقريبا في كل حادث مروري قوي يصيب الجزء الأعلى من الجسم وخاصه إذا كان الركاب لا يلبسون أحزمة الأمان.
لا نريد هنا أن نتكلم عن جهاز المرور ومشاكل المرورفهذا موضوع خارج عن نطاق هذه المقالة ويحتاج إلى مقالات خاصة به .
إن إصابة الرأس بما يحتويه من أعضاء حيوية كالمخ والعين والأذن والأنف وغيره من الأعضاء الحيوية التي لا تستقيم الحياة بدونهم في كل حادث مروري هو ما يؤرق المسؤولين والعلماء والباحثين والأطباء ومسؤولي التأهيل والأهل والأقارب والمجتمع ككل, فأي حياة هذه إذا ما ضرب المخ أو تعطل عن وظائفه وأي حياة هذه إذا فقد الأنسان عينه أو أي حياة هذه إذا فقد الإنسان سمعه أو توازنه - إنها المأساة التي يعيشها المريض وأهل المريض والمجتمع ككل .
لقد جلبت السيارة على البشرية التعاسة كلها بدل السعادة والرفاهية, إنها الضريبة التي ندفعها بأرواح أبنائنا وأعزائنا مقابل سعادة مؤقتة ورفاهية زائفة .
إن موقع الأذن الداخلية في قاع الجمجمة في أقوى عظمة في الرأس(العظمة الصخرية) حفاظاً من الله على هذا العضو الهام , لم يمنع هذه التقنية الشيطانية من كسر هذه العظمة الصخرية واختراقها وإلحاق الضرر بما تحتوي - (الأذن الداخلية) قاتلة ما فيها من خلايا سمعية وقاطعة ما فيها من أعصاب سمعية ومدمرة ما فيها من جهاز توازن - جهاز يضمن لنا البقاء والتمتع بالحياة في وضع متزن لا عوج فيه ولا ميول .
ولعرض المشكلة وفهمها بصورة واضحة ، دعنا نتعرف سوياً على الأذن تشريحياً ووظيفياً .
كما أشرنا في مقالات سابقة فالأذن تتركب من ثلاثة أجزاء :
الأذن الخارجية : تتكون من صيوان الأذن وقناة الأذن الخارجية - ووظيفتها جمع الصوت من الخارج وتوصيله إلى الأذن الوسطى .
الأذن الوسطى : وتتكون من تجويف الأذن الوسطى - العظيمات السمعية ، طبلة الأذن ،عظمة المستويئد( النتوء الحلمي ) - وجزء من عصب الوجه .
الأذن الداخلية : الكامنة في العظمة الصخرية المتواجدة فى قاع الجمجمة, وتتكون من جهاز التوازن ، جهاز السمع(القوقعة )،عصب السمع والتوازن، قناة الأذن الداخلية بما فيها عصب الوجه.
أما وظيفة الأذن الوسطى فهو تقوية الصوت بحيث يسمع في الأذن الداخلية ،أما الأذن الداخلية فوظيفتها هو السمع وضبط توازن الجسم في المحيط المغناطيسي والجاذبية الأرضية التي تحيط بنا.
إذ عند إصابة الرأس نتيجة حادث أياً كان نوعه أو إصابته بضربة بجسم ما أو سقوط الشخص من مكان شاهق على رأسه أو غير ذلك من الإصابات التي يمكن أن تصيب الرأس وهذا كثير جداً , على الطبيب المعالج أن يطلب استشارة طبيب الأنف والأذن لفحص أذن المريض بوجه خاص وبقية أعضاء التخصص بوجه عام.
إذا ماذا يمكن أن يحصل للأذن نتيجة هذه الإصابات وماهي الشكوى التي سوف يشتكي منها المصاب؟
ما يمكن أن يحصل:
للأذن الخارجية : قطع وجرح وتمزق لصيوان الأذن ( الجزء الغضروفي)و كسر للقناة الخارجية العظمية.
للأذن الوسطى : نزيف في داخل الأذن الوسطى ، كسر للعظيمات السمعية ، كسر لعظمة النتوء الحلمي ، تمزق لطبلة الأذن(نادر)( والذين يقودون إلى صمم توصيلي )، شلل في عصب الوجه ، نزيف عبر الطبلة إلى الخارج .
الأذن الداخلية : ً وهنا نفرق بين نوعين من الكسور في العظمة الصخرية ، كسور أفقية وهي الأكثر ولكنها والحمد لله أقل ضررا, وكسور عمودية وهي الأقل وهي الأخطر و الأكثر ضرراً.
فالكسور الأفقية أقل ضرراً لأنها لا تؤثر على حاسة السمع ولا على جهاز التوازن كثيراً ونادر جدا ما تسبب شللا فى عصب الوجه.
أما الكسور العمودية فهي المدمرة حيث الكسر يمر بالقوقعة وجهاز التوازن وقناة الأذن الداخلية تاركاً وراءه صمما شبه تام ودوارا قويا و شللا في عصب الوجه وغيره من المشاكل والمضاعفات
ما العمل إذاً؟:
أولاً الوقاية فهي خير من ألف علاج.
السواقة بانتباه تام وتركيز .
تخفيف السرعة حسب المكان والزمان .
لبس حزام الأمان .
التأكد أن السيارة التي تسوقها في وضع صحي جيد - خاصة الفرامل والضوء.
احترام علامات وإشارات المرور واستعمال المؤشر دوماً.
لأولئك الذين يقودون الدبابات عليهم اتباع كل ما قيل سابقاً مع لبس القبعة الواقية للرأس, و لأولئك الذين يعملون في المعمار أو المصانع عليهم اتباع إرشادات السلامة الموضوعة هناك ما يحصل بعد ذلك فهو قضاء الله وقدره ، عند إذن:
يجب إسعاف المصاب بأسرع وقت ممكن في مكان الحادث .
لا تحرك المريض بل اترك هذا الأمر لرجل الإسعاف فهو أعرف بكيفية نقل المريض .
تأكد أن مريضك سوف يفحص من أخصائي الأنف والأذن والحنجرة .
إذا كنت أكثر حرصاً ومعرفة فاقترب من مريضك واسأله إذا كان يشعر بدوار مع غثيان؟ ، هل يشعر أن سمعه ضعف ؟، هل ترى أن شكل وجهه يتغير حين يتكلم أو يضحك؟. إذا لا حظت شيئاً من هذا فنبّه الطبيب المعالج لملاحظتك وأطلب منه بلطف أن يطلب استشارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة .عادة ما تكون نتائج هذه الكسور مرضية وخاصة إذا ما شخصت وعولجت فى الوقت المناسب ومن الطبيب المناسب.
حمانا الله وإياكم من كل مصاب وخطر والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
المصدر: صحيفة اليوم