وباء العنصرية ووباء كورونا
وباء العنصرية ووباء كورونا
يوسف القبلان
إذا كانت بعض الأمراض خطيرة مثل كورونا إلى درجة التسبب في الوفيات فإن العنصرية وباء قاتل للمجتمعات الإنسانية وإنْ ببطء. العنصرية مرض اجتماعي من أعراضه انخفاض وضعف مستوى التسامح والمحبة والأمن والسلام، وارتفاع مستوى العنف.
الوباء عدو للبشرية وكذلك العنصرية. الوباء قاتل والحماية منه تتطلب جهوداً علميةً عالميةً مشتركةً، العنصرية داء اجتماعي يهدد تماسك المجتمعات وأمنها. قد لا يطول التوصل إلى علاج أو لقاح للوباء، أما العنصرية فعلاجها مسألة أجيال وجهود تربوية واجتماعية وسياسية وقانونية.
الوباء ينتشر في كل مكان بطريقة غير مرئية، العنصرية تتواجد في كل مكان، تنتشر الكراهية والتمييز بين البشر لأسباب مخالفة للدين والمنطق والإنسانية. العالم يناضل بقوة ضد وباء كورونا يغلق أماكن العبادة والأسواق والسفر والفعاليات بمختلف أنواعها ويعلق الدراسة ويفرض الحجر المنزلي. العنصرية كما أشرنا مخالفة دينية وأخلاقية وقانونية وأمنية.. وهذه أسباب كافية لمكافحتها بكل الوسائل التربوية والإعلامية والقانونية وأن يكون ذلك في إطار تضامن دولي.
الوباء مرض وكذلك العنصرية. التعامل مع الوباء يتطلب البحث عن علاج وإجراءات وقائية حتى يختفي. العنصرية قد لا تكون أعراضها واضحة مثل الوباء ولكنها تظهر فجأة في السلوك. العنصرية لا تعالج بالأدوية ونظافة اليدين والمعقمات والتغذية الجيدة، ولكنها تعالج بنظافة الروح والغذاء الثقافي والتربية والإعلام والتضامن الدولي والصرامة في تطبيق القوانين على من يمارسها. مازال العالم يعاني من وباء العنصرية مما يجعل الجهود المبذولة سياسياً وتربوياً وإعلامياً محل تساؤل وتقييم.
لعل الخطوة الأولى نحو حل هذه المعضلة تكون في تقييم مدى تأثير برامج التوعية. الخطوة الثانية هي خطوة استراتيجية تبدأ من مرحلة الطفولة مروراً ببرامج التعليم بمراحله المختلفة. أما الخطوة الثالثة فهي تشديد القوانين على ممارسي العنصرية بكافة أشكالها وتوفير تضامن دولي يحقق الاتفاق على هذه القوانين والالتزام بتطبيقها، والتعامل مع العنصرية كوباء خطير لا يقل خطورة عن الأمراض القاتلة.
الوباء نتج عنه تباعد من أجل الإنسانية، والعنصرية تباعد ضد الإنسانية.
الرياض
يوسف القبلان
إذا كانت بعض الأمراض خطيرة مثل كورونا إلى درجة التسبب في الوفيات فإن العنصرية وباء قاتل للمجتمعات الإنسانية وإنْ ببطء. العنصرية مرض اجتماعي من أعراضه انخفاض وضعف مستوى التسامح والمحبة والأمن والسلام، وارتفاع مستوى العنف.
الوباء عدو للبشرية وكذلك العنصرية. الوباء قاتل والحماية منه تتطلب جهوداً علميةً عالميةً مشتركةً، العنصرية داء اجتماعي يهدد تماسك المجتمعات وأمنها. قد لا يطول التوصل إلى علاج أو لقاح للوباء، أما العنصرية فعلاجها مسألة أجيال وجهود تربوية واجتماعية وسياسية وقانونية.
الوباء ينتشر في كل مكان بطريقة غير مرئية، العنصرية تتواجد في كل مكان، تنتشر الكراهية والتمييز بين البشر لأسباب مخالفة للدين والمنطق والإنسانية. العالم يناضل بقوة ضد وباء كورونا يغلق أماكن العبادة والأسواق والسفر والفعاليات بمختلف أنواعها ويعلق الدراسة ويفرض الحجر المنزلي. العنصرية كما أشرنا مخالفة دينية وأخلاقية وقانونية وأمنية.. وهذه أسباب كافية لمكافحتها بكل الوسائل التربوية والإعلامية والقانونية وأن يكون ذلك في إطار تضامن دولي.
الوباء مرض وكذلك العنصرية. التعامل مع الوباء يتطلب البحث عن علاج وإجراءات وقائية حتى يختفي. العنصرية قد لا تكون أعراضها واضحة مثل الوباء ولكنها تظهر فجأة في السلوك. العنصرية لا تعالج بالأدوية ونظافة اليدين والمعقمات والتغذية الجيدة، ولكنها تعالج بنظافة الروح والغذاء الثقافي والتربية والإعلام والتضامن الدولي والصرامة في تطبيق القوانين على من يمارسها. مازال العالم يعاني من وباء العنصرية مما يجعل الجهود المبذولة سياسياً وتربوياً وإعلامياً محل تساؤل وتقييم.
لعل الخطوة الأولى نحو حل هذه المعضلة تكون في تقييم مدى تأثير برامج التوعية. الخطوة الثانية هي خطوة استراتيجية تبدأ من مرحلة الطفولة مروراً ببرامج التعليم بمراحله المختلفة. أما الخطوة الثالثة فهي تشديد القوانين على ممارسي العنصرية بكافة أشكالها وتوفير تضامن دولي يحقق الاتفاق على هذه القوانين والالتزام بتطبيقها، والتعامل مع العنصرية كوباء خطير لا يقل خطورة عن الأمراض القاتلة.
الوباء نتج عنه تباعد من أجل الإنسانية، والعنصرية تباعد ضد الإنسانية.
الرياض