• ×
admin

كوكبنا وأسراره

كوكبنا وأسراره

إبراهيم العمار

يتعجب الكثيرون من اكتشاف أشياء جديدة عن كوكبنا كل فترة وأخرى، فنحن نظن أننا قد وصلنا لقمة العلم وكل المعلومات مشاعة متوافرة يعرفها الأغلبية، لكن في كوكب الأرض خبايا ستفاجئ الكثيرين.

خذ النار مثلاً. تعرف أنها مادة تتضاد مع البرد والماء، فكيف وضع النار في مكان شديد البرودة مثل أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) التي تتكون من جليد؟ الغريب أن النار تنتشر بسهولة هناك! الرياح الشديدة والجفاف البالغ يشجعان هذا. إذا حاولت أن تطفئها فإن الماء سيتجمد داخل الخرطوم. المراكز المسكونة بالبشر هناك شديدة التباعد ولن تصلك المساعدة إلا وقد أتت النار على ما بدأَتَ به، ولذلك فإن من أهم النصائح هناك ألا تشتعل الحرائق أصلاً، أي الوقاية الصارمة.

الشمس شديدة الحرارة كما تعلم، لكن لا يلزمك أن تذهب لها لو أردت أن تعاين أسخن مكان ممكن، فباطن الأرض يكفيك! باطن الأرض شديد الحرارة، تصل حرارته إلى 6100 درجة مئوية، نفس حرارة الشمس. لكنها حرارة باطن الشمس، فالمدهش أن الطبقة الخارجية للشمس أسخن بكثير من باطنها، تصل إلى مليون درجة مئوية.

الجاذبية تعرفها لو سقط منك شيء، لكن هل تعلم أنها غير متساوية؟ في منطقة اسمها هدسن باي في كندا فإن الجاذبية أضعف قليلاً من بقية بقاع الكوكب. شيء غريب، من كان يتوقع شيئاً كهذا؟

وإذا كنت تظن أن تقنيات التصوير والغوص والاستكشاف قد قضت على مجهولية الكوكب فأنت مخطئ، فالمحيطات لا تزال لغزاً لم نسبر غوره، وأجزاء كبيرة من المحيطات تظل بمنأى عن أعين البشر وعلمهم، حتى يقدّر علماء أن ما نراه ونصوره ونعرفه من المحيطات والبحار لا يتجاوز 5 %. بعد فترة من الغوص تتوقف أشعة الشمس ويصير المحيط سواداً خالصاً، ناهيك عن الضغط الشديد، والذي تعجز عنه التقنيات البشرية، ويمتلئ باطن المحيط بعالم آخر من الكائنات.

المؤسف في هذه الأخيرة أن النهضة الصناعية غيّرت تركيبة المحيطات، فزادت حمضيتها بنسبة 30 % مما قد يجعل فصائل كاملة تنقرض ولا ندري عنها ولم نعرف عنها شيئاً.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  190