• ×
admin

"الصيف" ضيعت الراحة!

"الصيف" ضيعت الراحة!

حسين علي

تعودت عندما يحل الصيف، أن تكون رياضة المشي التي أمارسها يوميا بعد منتصف الليل، ومن أبرز أسباب اختيار هذا الوقت الحرج بالنسبة لكثير من الناس، هو أن أعود إلى البيت بعد مشوار المشي منهكا، وليس لي من مطلب، إلا التمدد في السرير، انتظارا للنوم العزيز النفس أو المتكبر، الذي لا يلبي طلبات طلابه أو عشاقه بسهولة ويسر، مثل كافة الكرام! أما الهدف الثاني من اختيار هذه الساعة، فهو أن تكون حرارة الطقس قد انحسرت، كما هو دأبها في مدينة مثل الرياض، عندما يحل المساء، فهي مدينة خالية من الجبال المغناطيسية وغير المغناطيسية، التي تخزن حرارة النهار لتبثها مساء، حتى يكون عرض الطقس الطارد للراحة، والفرحة، وراحة البال مستمرا، أو مفتوحا طوال اليوم. لقد تعودنا في هذه المدينة أن تكون بعد العشاء على أكبر الاحتمالات، ذات نسمة مقبولة، لذلك كان سكانها في الأيام الخوالي، التي لن تعود، يتهيؤون بعد صلاة المغرب، للصعود إلى سطوح منازلهم الطينية الواطئة، ليفرشوا أرض السطح بعد رشها بالماء، استعدادا للنوم، وبعد أن يتموا هذه المهمة عند الغروب، ينزلون استعدادا لصلاتي المغرب والعشاء، ولتناول العشاء، حتى إذا ما حان وقت نومهم صعدوا للسطوح، التي تكون قد بردت، ليحظوا بساعات نوم، ليس أجمل، ولا أحلى منها، وقد شهدت هذه الطقوس اليومية لعدة سنوات في المدينة المنورة والرياض. وقد كنا ونحن ننام على السطوح، لا نتقلب أو نطلب الماء، لاستغراقنا الفوري في وصلة نوم لا تقطيع أو قلق فيها، حتى القيام لصلاة الفجر. وقد لا ننهض من نومنا إلا عندما تتسلط شواذ الشمس على أجسادنا! في هذا الصيف جدت على أمورنا أمور كثيرة، أبرزها درجة الحرارة، التي أعطت في هذا الصيف، درجات حرارة قياسية غير مسبوقة، في عديد من دول العالم، عربية وأجنبية، فالإنجليز والإسبان وجيرانهم، من أصحاب البحار والأنهار الباردة، الذين كانوا ينعمون على الدوام، بصيف لا تتعدى درجة حرارته، خلال الذروة الـ20 درجة، تخطت هذا الصيف سقف الـ35 درجة، حتى أصبحت رؤيتهم، رجالا ونساء مألوفة، وهم يمشون كساة عراة، أو وهم يدلقون فيض الماء على أبدانهم، في الشوارع والميادين! مثل هذه الدرجات الأوروبية، تعتبر رفاهية في دول إفريقية وخليجية وآسيوية، بعد أن سجلت "البصرة" العراقية، حيث "دجلة والفرات" وغابات النخيل، ما اعتبر أعلى درجة حرارة في العالم وهي 52 درجة! والله أعلم أين، وصل حال درجة الحرارة في الرياض، والمدينة، والدمام، وجدة، وأبها، وغيرها من مدننا وقرانا، لكنني أذكر، وخلال عدة أيام من ممارسة رياضتي المسائية في دروب الحي، إن السماء السوداء الخالية من النجوم، كانت على الدوام، تكاد تلتصق برأسي، وهي سماء حارة، تشبه الرغيف الخارج توا من التنور!، وقد رافق وكأنه أمر مدبر، حالة الضنك الصيفي هذه، حلول جائحة "كورونا" التي غطت آثارها البر والبحر والسماء، لتطبق على نفوس، وراحة، وحركة سكان الأرض، كان الله في العون، وهو نعم المولى ونعم النصير.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  212