المخلفات الصناعية وإعادة تدويرها
المخلفات الصناعية وإعادة تدويرها
أ. د. عبد الله الشعلان
تنقسم المخلفات الصناعية (وتعرف أحيانا بالنفايات الصناعية) من حيث خطورتها إلى مخلفات حميدة ومخلفات خطرة، ويقصد بالمخلفات الحميدة تلك المواد التي لا يصاحب وجودها مشكلات بيئية خطيرة، ويسهل في الوقت ذاته التخلص منها بوسائل وطرق آمنة صحيا وبيئيا، أما المخلفات الخطرة فهي تلك التي تشتمل مكوناتها على مركبات معدنية ثقيلة أو إشعاعية أو مركبات فسفورية عضوية أو مركبات السيانيد العضوية أو الفينول أو غيرها. وتتولد معظم المخلفات الخطرة من انبعاثات المجمعات الصناعية، إضافة إلى محطات توليد الكهرباء وبخاصة تلك التي تعمل بالوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء (مثل الغاز والفحم الطبيعي أو البترول). وتنقسم تلك المخلفات أيضا حسب الحالة إلى مخلفات غازية وسائلة وصلبة، فالمخلفات الغازية (المرتبطة بالهواء) تتمثل في الغازات والأبخرة السامة الناتجة عن المصانع والتي تنفث في الهواء الجوي من خلال مداخن تلك المصانع، ومن بين تلك الغازات أكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين بالإضافة إلى الجسيمات الصلبة العالقة في الهواء كالأتربة وبعض ذرات المعادن المختلفة، وتعتبر هذه الغازات من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي. أما المخلفات السائلة (المرتبطة بالماء) فهي الناتجة من استخدام المياه في عمليات التصنيع المختلفة أو بقايا مواد مصنعة مثل الزيوت ومياه الصرف الصناعية والتي تُلقى في المصبات المائية كالأنهار والبحار والمحيطات، أما المخلفات الصلبة فهي تلك المواد التي تنتج أثناء مراحل التصنيع وتحويل المواد الأولية إلى مواد جاهزة إذ كلما زادت مراحل التحويل ازدادت كمية النفايات، كذلك تلك المواد القابلة للنقل والتي يرغب أصحابها التخلص منها كالأوحال ومخلفات البناء والمخلفات الزيتية الناتجة من عمليات إنتاج وتكرير البترول واستخداماته المتعددة.
كما أن كثيرًا من المصانع تستخدم الفضاء كمقر للنفايات الغازية حيث إن معظم المخلفات الغازية الناتجة عن العمليات البتروكيميائية المختلفة والمنبعثة أيضا من مصانع الأغذية ومصانع الحديد والصلب ومصانع الإسمنت والخرسانة والطوب فعادة ما تخرج من الغازات نفايات تبدو للعين المجردة صلبة مختلفة الألوان وغالباً بكميات كبيرة تقلق سكان المناطق القريبة من المصانع وتسبب مشكلات صحية خطيرة وتحتم على المسؤولين ضرورة التدخل لحل مشكلة المخلفات الغازية المتطايرة، وكثير من تلك المصانع للأسف لا يوجد به تقنيات عالية يمكن أن تقلل من انتشار تلك المخلفات وتحد من تهديدها للبيئة المحيطة.
وفي وقتنا الحاضر أصبح من الأهمية بمكان ضرورة التخلص من تلك المخلفات إما بطريقة صحية وبيئية سليمة أو من خلال التدوير وإعادة التصنيع بطرق اقتصادية مجدية، لذا دأبت الكثير من المصانع بتبني فكرة "التدوير" نتيجة لعوامل عديدة منها الخشية من نضوب مصادر الثروة الطبيعية ونفادها من جراء الاستنزاف الجائر وغير المنظم، كذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف الطاقة وتعاظم نسب التلوث وارتفاع مستوى الوعي البيئي لدى الكثير من الناس. ويعرف التدوير بأنه إعادة تصنيع المخلفات الصناعية مرة أخرى للاستفادة منها وهي عملية تقوم على تجميع المواد وفرزها حسب أنواعها لتصبح بمثابة مواد خام صالحة للتصنيع ليتم تحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام مرة أخرى، ولعل من إيجابيات التدوير وإعادة التصنيع التقليل من تلوث البيئة والمحافظة على المصادر والثروات الطبيعية وتوفير الطاقة، كذلك تقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية إلى جانب توفير فرص صناعية جديدة وتخفيض أعداد العمالة والحد من ازدياد وتراكم المخلفات والنفايات الضارة بالصحة والبيئة.
وأخيرًا يمكن التنويه على أن تدوير المخلفات الصناعية أضحى مجالاً مهمًا بل ومجديًا في كثيرٍ من دول العالم المتقدم حيث تحرص تلك الدول على تطويره وتنظيمه وتطبيقه من خلال التشريعات والقوانين المنظمة له يقينًا لديها بأن التدوير يقوم بعملية مهمة ومجدية ألا وهي إعادة الاستخدام لتلك الأجهزة التي انتهى عمرها الافتراضي وصلاحيتها التشغيلية بطرق صناعية حديثة تستغل أجزاءها ومكوناتها وموادها الأولية في عمليات تصنيعها واسترجاعها للاستفادة منها مرة أخرى، وينطوي بالطبع في هذه المهمة حماية البيئة من المواد التي تحتويها معظم تلك الآلات والأجهزة والمعدات من مواد سامة أو مشعة أو ملوثة أو متفجرة ربما تشكل خطراً وتهديدًا لصحة الإنسان وسلامة البيئة التي يعيش في كنفها ويسير على أديمها.
الرياض
أ. د. عبد الله الشعلان
تنقسم المخلفات الصناعية (وتعرف أحيانا بالنفايات الصناعية) من حيث خطورتها إلى مخلفات حميدة ومخلفات خطرة، ويقصد بالمخلفات الحميدة تلك المواد التي لا يصاحب وجودها مشكلات بيئية خطيرة، ويسهل في الوقت ذاته التخلص منها بوسائل وطرق آمنة صحيا وبيئيا، أما المخلفات الخطرة فهي تلك التي تشتمل مكوناتها على مركبات معدنية ثقيلة أو إشعاعية أو مركبات فسفورية عضوية أو مركبات السيانيد العضوية أو الفينول أو غيرها. وتتولد معظم المخلفات الخطرة من انبعاثات المجمعات الصناعية، إضافة إلى محطات توليد الكهرباء وبخاصة تلك التي تعمل بالوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء (مثل الغاز والفحم الطبيعي أو البترول). وتنقسم تلك المخلفات أيضا حسب الحالة إلى مخلفات غازية وسائلة وصلبة، فالمخلفات الغازية (المرتبطة بالهواء) تتمثل في الغازات والأبخرة السامة الناتجة عن المصانع والتي تنفث في الهواء الجوي من خلال مداخن تلك المصانع، ومن بين تلك الغازات أكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين بالإضافة إلى الجسيمات الصلبة العالقة في الهواء كالأتربة وبعض ذرات المعادن المختلفة، وتعتبر هذه الغازات من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي. أما المخلفات السائلة (المرتبطة بالماء) فهي الناتجة من استخدام المياه في عمليات التصنيع المختلفة أو بقايا مواد مصنعة مثل الزيوت ومياه الصرف الصناعية والتي تُلقى في المصبات المائية كالأنهار والبحار والمحيطات، أما المخلفات الصلبة فهي تلك المواد التي تنتج أثناء مراحل التصنيع وتحويل المواد الأولية إلى مواد جاهزة إذ كلما زادت مراحل التحويل ازدادت كمية النفايات، كذلك تلك المواد القابلة للنقل والتي يرغب أصحابها التخلص منها كالأوحال ومخلفات البناء والمخلفات الزيتية الناتجة من عمليات إنتاج وتكرير البترول واستخداماته المتعددة.
كما أن كثيرًا من المصانع تستخدم الفضاء كمقر للنفايات الغازية حيث إن معظم المخلفات الغازية الناتجة عن العمليات البتروكيميائية المختلفة والمنبعثة أيضا من مصانع الأغذية ومصانع الحديد والصلب ومصانع الإسمنت والخرسانة والطوب فعادة ما تخرج من الغازات نفايات تبدو للعين المجردة صلبة مختلفة الألوان وغالباً بكميات كبيرة تقلق سكان المناطق القريبة من المصانع وتسبب مشكلات صحية خطيرة وتحتم على المسؤولين ضرورة التدخل لحل مشكلة المخلفات الغازية المتطايرة، وكثير من تلك المصانع للأسف لا يوجد به تقنيات عالية يمكن أن تقلل من انتشار تلك المخلفات وتحد من تهديدها للبيئة المحيطة.
وفي وقتنا الحاضر أصبح من الأهمية بمكان ضرورة التخلص من تلك المخلفات إما بطريقة صحية وبيئية سليمة أو من خلال التدوير وإعادة التصنيع بطرق اقتصادية مجدية، لذا دأبت الكثير من المصانع بتبني فكرة "التدوير" نتيجة لعوامل عديدة منها الخشية من نضوب مصادر الثروة الطبيعية ونفادها من جراء الاستنزاف الجائر وغير المنظم، كذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف الطاقة وتعاظم نسب التلوث وارتفاع مستوى الوعي البيئي لدى الكثير من الناس. ويعرف التدوير بأنه إعادة تصنيع المخلفات الصناعية مرة أخرى للاستفادة منها وهي عملية تقوم على تجميع المواد وفرزها حسب أنواعها لتصبح بمثابة مواد خام صالحة للتصنيع ليتم تحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام مرة أخرى، ولعل من إيجابيات التدوير وإعادة التصنيع التقليل من تلوث البيئة والمحافظة على المصادر والثروات الطبيعية وتوفير الطاقة، كذلك تقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية إلى جانب توفير فرص صناعية جديدة وتخفيض أعداد العمالة والحد من ازدياد وتراكم المخلفات والنفايات الضارة بالصحة والبيئة.
وأخيرًا يمكن التنويه على أن تدوير المخلفات الصناعية أضحى مجالاً مهمًا بل ومجديًا في كثيرٍ من دول العالم المتقدم حيث تحرص تلك الدول على تطويره وتنظيمه وتطبيقه من خلال التشريعات والقوانين المنظمة له يقينًا لديها بأن التدوير يقوم بعملية مهمة ومجدية ألا وهي إعادة الاستخدام لتلك الأجهزة التي انتهى عمرها الافتراضي وصلاحيتها التشغيلية بطرق صناعية حديثة تستغل أجزاءها ومكوناتها وموادها الأولية في عمليات تصنيعها واسترجاعها للاستفادة منها مرة أخرى، وينطوي بالطبع في هذه المهمة حماية البيئة من المواد التي تحتويها معظم تلك الآلات والأجهزة والمعدات من مواد سامة أو مشعة أو ملوثة أو متفجرة ربما تشكل خطراً وتهديدًا لصحة الإنسان وسلامة البيئة التي يعيش في كنفها ويسير على أديمها.
الرياض