• ×
admin

نهاجر إليه «حبًا» و«اتباعًا»..!

نهاجر إليه «حبًا» و«اتباعًا»..!

صالح عبدالعزيز الكريّم

هناك معلومة لا يعلمها الكثير من المسلمين عن السيرة النبوية وهي أن نبينا محمد صَلى الله عليه وسلم كان يؤرخ في رسائله التي كان يبعث بها بالتاريخ الهجري قبل أن يقر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الهجرة كبداية للتاريخ للأمة الإسلامية..

ان كثيرًا من المسلمين اليوم ليس لديهم معلومات دقيقة عن هجرة وسيرة سيد المرسلين صَلى الله عليه وسلم، ولو كنت مسؤولا في التعليم لفرضت تدريس السيرة النبوية العطرة وجعلتها من المواد الأساسية واستخدمت لذلك كل الوسائل الحديثة لشرحها بما في ذلك كل أنواع الأفلام والمسلسلات واستخدمت كل الوسائل التقنية الحديثة التي تجذب صغار السن لسيرته عليه السلام، وقد شاهدت في لندن لأول مرة وكنت في السنة الأولى من مرحلة البكالوريس فيلم «الرسالة» في أول ظهوره وكان له تأثيره النفسي الطيب على ما فيه من نقص وكذلك شاهدت مسلسل «عمر بن الخطاب» في الـmbc وقد أحببته كثيرًا وكان مؤثرًا بالنسبة لي.

إن محمدًا صَلى الله عليه وسلم «غير» في كل شيء، في شخصه ووصفه، في تعامله وأخلاقه، في سيرته وإنسانيته، في بيته وقيادته، وما ضل أناس كثير في حياتهم وتمثيلهم للإسلام إلا لانهم غيبوا الشخصية النبوية في حياتهم وابتعدوا عن تطبيق قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا) واستبدلوا هذه الشخصية النبوية العظيمة بشخصيات دعوية بشرية يعتريها النقص وينهشها التكبر على الخلق ويتوغل داخلها حب الدنيا والمال وحظوظ النفس والتطلع إلى الجاه دون الرغبة للآخرة ويجيرون مكتسبات الإسلام العاطفية لمصالحهم الشخصية.

اليوم هو ١/ ١/ ١٤٤٢هجرية وهو يوم تتجدد فيه الذكرى لبداية الهجرة ١/١/١ هجرية، وهناك سلسلة تاريخية باليوم والليلة للهجرة النبوية ليس محل ذكرها هنا ولكن مختصرها تاريخيًا أنه عليه السلام كما ذكر ذلك ابن اسحاق أن الهجرة النبوية كانت في السابع والعشرين من شهر صفر من السنة الرابعة عشرة من البعثة النبوية ووصل المدينة المنورة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول واستقبله الأنصار بالنشيد المعروف:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ما دع لله داع

ومن أراد الحياة السعيدة فليهاجر إلى حبيبه ونبيه صَلى الله عليه وسلم بأيسر وسيلتين وأحسن طريقتين وأضمن دعوتين أولهما محبته الحب القلبي الذي يجعل من الوجدان سكنًا له ومن الروح مأوى يتدثر به، إن هناك تقصيرا كبيرا من المسلمين اتجاهه عليه السلام في هذا الجانب مع أنه من معضدات الإيمان فمن ليس في قلبه حبه عليه السلام يعتبر ناقص الإيمان كما قال عليه السلام «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والنَّاس أجمعين» وفِي رواية مسلم «حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والنَّاس أجمعين» وثانيهما هو اتباعه عليه السلام في كل صغيرة وكبيرة كما قال تعالى (قل إن كُنتُم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فادعاء الحب لرسول الله صَلى الله عليه وسلم دون اتباع منقصة في الدين ونقصان في العقل وادعاء الاتباع دون المحبة القلبية منقصة في الدين ونقصان في الإيمان والتوازن هو «الحب بالاتباع»، من أجل هذا التوازن فرض الله الصلاة عليه والسلام عليه في كل وقت وحين وأوجب ذكر اسمه في الشهادتين وعند دخول الإسلام وفِي الأذان والإقامة وداخل الصلاة وخارجها وفِي كل وقت وحين، وخصه بيوم الجمعة بالصلاة عليه وعند مجرد ذكر اسمه تصلي عليه صَلى الله عليه وسلم فالرابط للحب والاتباع هو الإكثار من الصلاة والسلام عليه فداه أبي وأمي.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  223