• ×
admin

ضع غابة!

ضع غابة!

إبراهيم العمار

قال أحد الحكماء: «إن كنت تريد غرس شجرة فإن أفضل وقت كان قبل 20 سنة. أما ثاني أفضل وقت لغرس شجرة.. فهو الآن».

تعجبني هذه المقولة، فهي تحث على العمل والهمة والبعد عن التسويف، ومن الأمثال العربية التي تعودنا عليها بنفس المعنى: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. لكن المثل الأول أفضل لأنه يعطيك الأمل، فالمثل الأخير يجعلك تشعر بالذنب لو أنك أجّلت ولا يعطيك مخرجاً لما يمكن أن تفعله بعد التسويف.

ما الأشياء التي يستحسن أن تفعلها الآن لكنك أجلتها كثيراً لأسباب متنوعة؟

هل قرأت كتاباً نافعاً أو تعلمت لغة ثانية أو ثالثة؟ لعلك رغبت ذلك لكنك أجلتها إلى أن «يحين الوقت المناسب»، أياً كان هذا الوقت. لماذا لا تبدأ اليوم؟ حتى لو وصل عمرك إلى 100 سنة يجب ألا تتوقف عن التعلم وبناء المخ، بل إن تطوير المخ وتشغيله باستمرار من أفضل ما يحميه من التدهور وسيجعله حاداً نشيطاً دائماً.

ماذا عن الرياضة؟ هل تمشي أو تهرول كل يوم؟ خذ مقولة أخرى أتمنى أن تدفعك نحو الرياضة اليومية: «بعد سنة من الآن، ستتمنى لو أنك بدأت اليوم». تخيل أنك السنة الماضية هرولت خمسة أيام في الأسبوع، كيف ستكون صحتك وجسمك الآن؟ أفضل بكثير! مرة أخرى، الوقت لم يفُت، ولن يفوت أبداً طالما أنت حي قادر.

ماذا عن زيارة الأقارب؟ ماذا عن صديق لم تره منذ فترة طويلة؟ هوايات جميلة ومشروعات طموحة وعادات إيجابية؟

لا تيأس أو تبأس، فمازال هناك متسع. تستطيع أن تفعل الخير لنفسك ولغيرك وللعالم، بل حتى لو علمت أن القيامة ستقوم بعد لحظات فقد أتى حديث عظيم يحثك على الهمة العالية والإصرار على عمل الخير، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل.

قم الآن، اغرس فسيلة، بل ازرع غابة كاملة!

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  369