غياب المرور عن مشكلاتنا
غياب المرور عن مشكلاتنا
عبده خال
الموت الذي يحدث في بلادنا بسبب الحوادث يفوق خسائر أية دولة تدخل حربا شعواء، وفي تصريحات مدير عام المرور في تدشين أسبوع المرور الخليجي فاجعة..
فاجعة عندما تكون حصيلة الذين قتلوا في الحوادث المرورية لسنة واحدة وصلت إلى 6116 حالة وفاة.
وإذا كانت السرعة أهم الأسباب، فهناك أسباب أخرى لم تلتفت إليها إدارة المرور وهي الطرق، الطرق أحد أهم الأسباب المؤدية إلى التلف.
قال مدير عام المرور اللواء سليمان العجلان إن 6452 شخصا قتلوا في حوادث مرورية في كافة أنحاء المملكة العام قبل الماضي 1429هـ، فيما تراجع هذا العدد العام الحالي، وارتفاع نسبة الحوادث بسبب الطرق أما أن تكون غير مهيأة للسير الطويل من خلال طبقتها الإسفلتية أو افتقارها إلى لوحات إرشادية أو أنها ممر للدواب والمواشي كالجمال مثلا. وهناك نقطة أخرى يغفلها المرور متمثلة في الشاحنات الضخمة التي تسير في الأماكن غير المخصصة لها أو دخولها إلى مواقع ليس مسموحا بها في أوقات معينة.
وتصبح باختصار كوارث وفيات السيارات في السرعة فقط هو تغييب لمشكلات أخرى.
وما دمنا مع المرور أيضا فإن التصريح لمدير عام المرور حمل أيضا قوله «إن أجهزة المرور في المملكة سجلت العام الماضي 10 ملايين مخالفة مرورية في كافة أنحاء المملكة».
ولو أردنا متابعة ما تم تحويله لخزانة إدارة المرور من هذه العشرة ملايين مخالفة فسوف نجد أن عدة مليارات دخلت للخزينة، لنقول ماذا فعل المرور من حلول عملية لتقليل نسبة الحوادث من خلال الصرف على تلك الحلول لكي تقلل نسبة الحوادث.
فالمرور أصبح ملاما كونه يتقاضى المخالفات و(يدبلها أيضا) من غير أن يفعل شيئا على أرض الواقع فلا تكفي إحصائية الحوادث لإظهار عمل المرور وإنما يقتضي الأمر تحويل نسب وفيات الحوادث إلى مشكلة مؤرقة يجب الصرف عليها لإيجاد الحلول للتقليل منها.
وقبل أن أقفل هذه المقالة كنت قد كتبت قبل أيام عن ما يجده أصحاب الليموزينات السعوديين (في الصالة الشمالية في مدينة جدة) من عنت وتضييق عليهم في عملهم من قبل السيارات الخاصة وكذلك تسريح العمالة التي تعمل بصورة غير نظامية وسرقة أدوارهم على بوابة الصالة وأن هذا الأمر من اختصاص إدارة المرور لكن شيئا لم يحدث وكان المرور في موقع (شاهد مشفش حاجة).
والرسالة التي أحملها لإدارة المرور هي التنبه للواقع قبل إظهار أية إحصائية وتحويل المشكلات الدائمة إلى محل دراسة وبحث لحلها وليس لاستعراضها.
المصدر: صحيفة عكاظ