«عرق النبات» يغذّي الحشرات ليلاً
«عرق النبات» يغذّي الحشرات ليلاً
يمنحها زيادة في «معدلات البقاء» وقدرة على الإنجاب
حازم بدر
إذا تجولت في أحد الحقول ليلاً، فقد تلحظ قطرات مائية صغيرة تنضح من حواف أوراق النبات، وهي الظاهرة التي يطلق عليها «الإدماع» أو «عرق النبات».
وحتى وقت قريب، كان يعتقد أن هذه القطرات مصدر للمياه فقط بالنسبة للحشرات النافعة من الملقحات أو تلك المستخدمة في المكافحة البيولوجية للآفات، لكنّ فريقاً متعدد التخصصات من الباحثين من جامعة فالنسيا ومعهد فالنسيا للبحوث الزراعية بإسبانيا، وجامعة روتجرز بأميركا، أظهر في دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «بروسيدينغ أوف رويال سوسيتي»، أن عرق النبات مصدر غذاء غني للحشرات ليلاً.
وظاهرة الإدماع شائعة في العديد من أنواع النباتات، وتحدث في الليل عندما تكون رطوبة التربة عالية، وتُظهر الدراسة الجديدة، دليلاً واضحاً على أن القطرات الناتجة عنها مصدر غني بالكربوهيدرات، كما تحتوي أيضاً على بروتينات يمكن أن تكون ضرورية للكثير من أنواع الحشرات.
ورصدت الدراسة ما تقدمه ظاهرة الإدماع لثلاث عائلات من الحشرات، وأظهرت أن هناك زيادة في معدلات بقاء هذه الحشرات على قيد الحياة وقدرتها على الإنجاب عندما تتغذى على قطرات الإدماع طوال حياتها البالغة.
يقول جويل غونزاليس كابريرا، من معهد التكنولوجيا الحيوية والطب الحيوي بجامعة فالنسيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة يوم 17 سبتمبر (أيلول) 2020، إن الدراسة «لها آثار زراعية مهمة لأنه في التجربة الميدانية أثبتنا أن النباتات التي تُحدث ظاهرة الإدماع تُضاعف وفرة الحشرات النافعة مثل الدبابير الطفيلية والحشرات المفترسة التي تحمي النباتات من الآفات».
ويشير أليخاندرو تينا، الباحث المشارك بالدراسة، إلى أن هذه العملية يمكن أن تحدث في العديد من المحاصيل مثل الأرز والقمح والشعير والشوفان والذرة الرفيعة والذرة والتبغ والطماطم والفراولة والخيار وغيرها. لذلك، فإن وجود قطيرات الإدماع يقلل من المشكلات العديدة التي تسببها الآفات في المحاصيل، بما في ذلك الآفات الغازية.
ومن الأمور الأخرى المثيرة، والتي كشفت عنها الدراسة، أنه على عكس ما يمكن توقعه، كان الإدماع موجوداً في حقول التوت طوال الموسم. ويخلص الباحث سيزار ساونا، الذي قاد التجارب في «روتجرز» من ذلك إلى القول: «هذا الاكتشاف يمكن أن يكون حاسماً في الحفاظ على الحشرات المفيدة مثل الدبابير الطفيلية والحيوانات المفترسة والملقحات، حيث يمكنها العثور على قطيرات الإدماع وتغذيتها عندما تكون حبوب اللقاح أو رحيق الأزهار نادرة».
وبشكل عام، توفر البيانات المقدمة في الدراسة الدليل الأول على أن الإدماع أو عرق النبات هو سمة مهمة، لكن لم يتم استكشافها جيداً في النباتات مع آثار عميقة على تفاعلاتها مع الحشرات في النظم البيئية والطبيعية.
وتعد استفادة الحشرات الغذائية من الإدماع، الإضافة الجديدة التي قدمها العلماء لهذه الظاهرة التي عرف العلماء منذ فترة ليست بالقصيرة، آلية حدوثها، كما يقول الدكتور شعبان أبو حسين الأستاذ بالشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث بمصر لـ«الشرق الأوسط».
ويشير أبو حسين إلى أن هذه الظاهرة «تحدث عندما يتم ري التربة المزروع بها النبات، بكمية كبيرة من المياه خصوصاً في حالة سقوط الأمطار، ونتيجة لذلك، يقوم النظام الجذري داخل النبات بامتصاص كمية الماء الزائدة، ويحدث ضغط هيدروستاتيكي داخل الجذور مما يدفع المياه بقوة إلى أعلى، لتخرج هذه المياه الزائدة محملة بجزء من عصارة النسيج الخشبي من العناصر والمركبات الغذائية».
الشرق الأوسط
يمنحها زيادة في «معدلات البقاء» وقدرة على الإنجاب
حازم بدر
إذا تجولت في أحد الحقول ليلاً، فقد تلحظ قطرات مائية صغيرة تنضح من حواف أوراق النبات، وهي الظاهرة التي يطلق عليها «الإدماع» أو «عرق النبات».
وحتى وقت قريب، كان يعتقد أن هذه القطرات مصدر للمياه فقط بالنسبة للحشرات النافعة من الملقحات أو تلك المستخدمة في المكافحة البيولوجية للآفات، لكنّ فريقاً متعدد التخصصات من الباحثين من جامعة فالنسيا ومعهد فالنسيا للبحوث الزراعية بإسبانيا، وجامعة روتجرز بأميركا، أظهر في دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «بروسيدينغ أوف رويال سوسيتي»، أن عرق النبات مصدر غذاء غني للحشرات ليلاً.
وظاهرة الإدماع شائعة في العديد من أنواع النباتات، وتحدث في الليل عندما تكون رطوبة التربة عالية، وتُظهر الدراسة الجديدة، دليلاً واضحاً على أن القطرات الناتجة عنها مصدر غني بالكربوهيدرات، كما تحتوي أيضاً على بروتينات يمكن أن تكون ضرورية للكثير من أنواع الحشرات.
ورصدت الدراسة ما تقدمه ظاهرة الإدماع لثلاث عائلات من الحشرات، وأظهرت أن هناك زيادة في معدلات بقاء هذه الحشرات على قيد الحياة وقدرتها على الإنجاب عندما تتغذى على قطرات الإدماع طوال حياتها البالغة.
يقول جويل غونزاليس كابريرا، من معهد التكنولوجيا الحيوية والطب الحيوي بجامعة فالنسيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة يوم 17 سبتمبر (أيلول) 2020، إن الدراسة «لها آثار زراعية مهمة لأنه في التجربة الميدانية أثبتنا أن النباتات التي تُحدث ظاهرة الإدماع تُضاعف وفرة الحشرات النافعة مثل الدبابير الطفيلية والحشرات المفترسة التي تحمي النباتات من الآفات».
ويشير أليخاندرو تينا، الباحث المشارك بالدراسة، إلى أن هذه العملية يمكن أن تحدث في العديد من المحاصيل مثل الأرز والقمح والشعير والشوفان والذرة الرفيعة والذرة والتبغ والطماطم والفراولة والخيار وغيرها. لذلك، فإن وجود قطيرات الإدماع يقلل من المشكلات العديدة التي تسببها الآفات في المحاصيل، بما في ذلك الآفات الغازية.
ومن الأمور الأخرى المثيرة، والتي كشفت عنها الدراسة، أنه على عكس ما يمكن توقعه، كان الإدماع موجوداً في حقول التوت طوال الموسم. ويخلص الباحث سيزار ساونا، الذي قاد التجارب في «روتجرز» من ذلك إلى القول: «هذا الاكتشاف يمكن أن يكون حاسماً في الحفاظ على الحشرات المفيدة مثل الدبابير الطفيلية والحيوانات المفترسة والملقحات، حيث يمكنها العثور على قطيرات الإدماع وتغذيتها عندما تكون حبوب اللقاح أو رحيق الأزهار نادرة».
وبشكل عام، توفر البيانات المقدمة في الدراسة الدليل الأول على أن الإدماع أو عرق النبات هو سمة مهمة، لكن لم يتم استكشافها جيداً في النباتات مع آثار عميقة على تفاعلاتها مع الحشرات في النظم البيئية والطبيعية.
وتعد استفادة الحشرات الغذائية من الإدماع، الإضافة الجديدة التي قدمها العلماء لهذه الظاهرة التي عرف العلماء منذ فترة ليست بالقصيرة، آلية حدوثها، كما يقول الدكتور شعبان أبو حسين الأستاذ بالشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث بمصر لـ«الشرق الأوسط».
ويشير أبو حسين إلى أن هذه الظاهرة «تحدث عندما يتم ري التربة المزروع بها النبات، بكمية كبيرة من المياه خصوصاً في حالة سقوط الأمطار، ونتيجة لذلك، يقوم النظام الجذري داخل النبات بامتصاص كمية الماء الزائدة، ويحدث ضغط هيدروستاتيكي داخل الجذور مما يدفع المياه بقوة إلى أعلى، لتخرج هذه المياه الزائدة محملة بجزء من عصارة النسيج الخشبي من العناصر والمركبات الغذائية».
الشرق الأوسط