مستجدات السكري والتثقيف بمخاطره في مؤتمرين
مستجدات السكري والتثقيف بمخاطره في مؤتمرين
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
يصادف يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام الاحتفال العالمي بداء السكري حيث يمثل هذا اليوم ميلاد العالم المخترع لعقار الإنسولين البروفسور الكندي بانتنج، ويتم الاحتفال في هذا العام تحت شعار «التمريض... وداء السكري».
وبهذه المناسبة تنظم الجمعية السعودية لطب الأطفال، بالتعاون مع ملتقى الخبرات لتنظيم المعارض والمؤتمرات وبدعم من شركة ليللي السعودية للأدوية، مؤتمرين، يُعقد الأول منهما «المؤتمر السادس للمثقفين الصحيين لمرضى السكري» يوم غد السبت، وفي اليوم التالي الأحد يُعقد الثاني «المؤتمر العلمي لمستجدات مرض السكري».
صرح بذلك رئيس الجمعية الدكتور عبد الله العمير مؤكدا حرص الجمعية على التذكير بمخاطر المرض وأضراره المجتمعية والاقتصادية والصحية على الأفراد والدول بالإضافة إلى التركيز على توعية وتثقيف المجتمع بضرورة الوقاية من الإصابة بالمرض أو بأحد مضاعفاته القاتلة والتي تعتبر أخطر من المرض نفسه وهي المسبب الرئيسي لمعظم حالات الوفاة لمرضى السكري.
- «التمريض... وداء السكري»
تحدثت إلى «صحتك» رئيسة المؤتمر السادس للمثقفين الصحيين لمرضى السكري الأستاذة إيمان عبد الرحمن العقل اختصاصية تعليم وتدريب مرضى سكر الأطفال والاختصاصية المعتمدة لمضخة الإنسولين - ولفتت إلى أهمية اختيار منظمة الصحة العالمية «التمريض... وداء السكري» شعارا لليوم العالمي للسكري لهذا العام والذي يربط التمريض بمرض السكري مما يؤكد الأهمية البالغة للطواقم التمريضية في علاج مرضى السكري ومتابعة حالاتهم وتقديم الدعم النفسي والصحي لهم ومساعدتهم على تخطي المراحل الصعبة التي يتعرضون لها خصوصاً في المراحل الأولى من المرض. فالعناية بمريض السكري تتطلب جهود فريق مؤلف من الطبيب، الممرض، المثقف الصحي، اختصاصي التغذية والصيدلي وآخرين، ولا شك أن «المريض» هو محور هذا الفريق.
وأضافت أ. إيمان العقل أن منظمة الصحة العالمية تؤكد على واجبات التمريض نحو مرضى السكري وأقاربهم وأن التمريض يخلق فرقا إيجابيا في العلاج: وعلى الممرضة أن:
* تكون على يقين بأن التمريض مهنة إنسانية تتسم بالأخلاق الرفيعة السامية.
* تحافظ على صحة مريض السكري الجسدية والنفسية هي هدفها الأول.
* تحافظ على الثقة التي وضعها فيها المريض وذووه.
* تعمل جاهدة للتوصل للغاية المرجوة من الرعاية التمريضية.
* تمنح المرضى الأمل وتخفف عنهم آلامهم الجسدية والنفسية.
* تشرك مرضاها فيما يختص بعلاجهم وبرعايتهم.
* تلتزم باتباع الأسلوب المناسب للتخاطب مع المرضى وأسرهم.
- مؤتمر علمي
تحدث إلى «صحتك» رئيس المؤتمر العلمي لمستجدات مرض السكري الدكتور عبد العزيز بن عبد الله التويم استشاري غدد وسكري الأطفال بالمركز الدولي للعناية بالسكري - نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأطفال – أوضح حرص اللجنة العلمية للمؤتمر على استقطاب نخبة متميزة من الأطباء الاستشاريين والمتخصصين ليكونوا متحدثين في المؤتمر وعن الأبحاث العلمية والسكري أوضح الدكتور التويم أن الأبحاث العلمية في مجال السكري ما زالت تتوالى منذ اكتشاف الإنسولين قبل حوالي 100 عام على يد طبيب العظام فريديريك بانتنغ (Frederick Grant Banting) ومساعده طالب الطب تشارلز بست (Charles Best) في كندا لإيجاد علاج شافٍ وقاطع لداء السكري بنوعيه الأول والثاني.
* فما هي يا ترى التطورات؟ وأين وصلت الأبحاث في مجال مرض السكري؟
* خلايا جزر البنكرياس. في عام 2000. بدأت الأبحاث في عمل زراعة هذه الخلايا والتي تُؤخذ من شخص متوفٍ وتُزرع في المريض المصاب بالنوع الأول من السكري وقد نجحت هذه التجارب إلى حد ما بحيث تقوم هذه الجزر المزروعة مقام الجزر القديمة المتهالكة، لكن المشكلة في هذا النوع من العلاج أن الأدوية المانعة لرفض الجسم لهذه الجزر المزروعة كانت قوية ولها مضاعفات جانبية أكثر خطورة من مرض السكري نفسه. وما زالت الأبحاث جارية في هذا المجال لاستخدام أدوية جديدة ليس لها مضاعفات تمنع رفض الجسم للجزر الجديدة التي تمت زراعتها.
* مضخات الإنسولين الذكية. أوضح دكتور التويم أن مضخات الإنسولين قد تم تطويرها في السنوات الأخيرة لتصبح صغيرة الحجم (بحجم جهاز الجوال أو أصغر) وقد تم ربطها بجهاز حساس لقياس سكر الدم وكومبيوتر صغير يوقف هذه المضخة أوتوماتيكيا في حال انخفاض مستوى السكر في الدم. وقد حظيت هذه الأجهزة الجديدة بشعبية كبيرة لدى الكثير من مرضى السكري من النوع الأول المعتمد على الإنسولين.
* أجهزة المراقبة المستمرة للسكر. يقول دكتور التويم إنها عبارة عن أجهزة صغيرة مزودة بجهاز حساس صغير به إبرة تثبت تحت الجلد وتقوم بقياس مستويات السكر في السائل تحت الجلد بصفة مستمرة كل دقيقة أو أكثر. وتتوفر أجهزة المراقبة المستمرة للسكر سي جي إم (CGM) في كثير من الدول وقد أثبتت فعاليتها في ضبط مستوى التحكم في السكري لدى كثير من المرضى. وهناك أنواع كثيرة من أجهزة المراقبة المستمرة مثل دكس كوم، فري ستايل ليبري، وقاردين وغيرها من الأجهزة الحديثة. وأمكن ربط بعض هذه الأجهزة بجوال المريض والأقارب بحيث يصدر الجهاز صوت منبه في حال حدوث انخفاض في مستوى سكري الدم.
- خطوات وقائية
* الوقاية من السكري. هناك عدد كبير من الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري أو أنهم عرضة للإصابة به ويطلق عليهم مرضي مرحلة ما قبل السكري pre - diabetics وقد أثبتت الأبحاث والدراسات إمكانية شفائهم من السكري أو الوقاية منه وذلك باتباع ثلاث خطوات بسيطة، هي:
- ممارسة المزيد من التمارين والرياضة وإنقاص الوزن بالنسبة للأشخاص البدناء.
- تناول الطعام بكميات أقل والابتعاد عن كثرة تناول النشويات.
- تناول بعض الأدوية التي تنظم السكر وتساعد في زيادة فعاليات الإنسولين الطبيعي الذي يفرزه البنكرياس.
* الوقاية من مضاعفات السكري. يؤكد الدكتور عبد العزيز التويم بأن جميع الدراسات الحديثة التي نوقشت في المؤتمر تثبت إمكانية تقليل أو منع مضاعفات السكري على العين والكلى من خلال الاهتمام بالنقاط الآتية:
- التحكم الأمثل بسكر الدم مع الحفاظ على مستوى السكر التراكمي بما لا يزيد عن 7.5 في المائة.
- التحكم في مستوى ضغط الدم.
- الامتناع عن التدخين.
- إجراء فحوصات دورية لقاع العين والشبكية وفحص مستوى الألبومين المجهري Microalbumin في البول سنويا والحفاظ على مستواه الطبيعي.
- تطورات العلاج والمراقبة
تحدث إلى «صحتك» البروفسور عبد المعين عيد الأغا أستاذ دكتور واستشاري طب الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال كلية الطب - جامعة الملك عبد العزيز – موضحا أن الإنسولين يعتبر العقار الأساسي في علاج داء السكري من النوع الأول، وقد تطور بشكل سريع ومذهل، وسوف يستعرض بالتفصيل تطورات الإنسولين وإبر الإنسولين والمضخات وأجهزة مراقبة مستويات سكر الدم.
* تطور مستحضرات عقار الإنسولين. في أواخر عام 1922. تم اكتشاف الإنسولين لأول مرة من خلاصة خلايا بيتا الخاصة (بالحيوانات). وفي عام 1981. تم إنتاج أول سلالة من الإنسولين (البشري) بواسطة تقنية الهندسة الوراثية. وفي عام 1996، تطورت صناعة عقار الإنسولين إلى إنتاج سلالات جديدة سُميت بـ«نظائر الإنسولين» سواء كانت سريعة المفعول (التي تحقن قبل تناول الوجبات) أو طويلة المفعول (التي تحافظ على سكر الدم في المستويات الطبيعية) ما بين الوجبات وخلال فترة النوم.
وفي الآونة الأخيرة، تم إنتاج العديد من هذه المستحضرات، منها نوعان جديدان هما إنسولين عالي السرعة (ultrafast insulin) يُستخدم مع الوجبات وهو أسرع من الإنسولين سريع المفعول ويعمل خلال 5 دقائق وينتهي عمله خلال ساعتين إلى 3 ساعات وهو الأقرب للإنسولين الطبيعي المفرز من البنكرياس، والثاني إنسولين طويل المفعول جدا (Ultra - long) ويسمى إنسولين تريسيبا Tresiba ويعمل لمدة 42 ساعة ولا بد من حقنه يوميا.
* إبر الإنسولين. تطورت منذ عام 1923.حيث ظهرت أول إبرة لحقن الإنسولين من النوع الحديدي وكانت طويلة وحادة، وأصبحت في يومنا الحاضر إبرة صغيرة المقاس ونحيفة وتناسب جميع الأعمار وكذلك أقلام الإنسولين.
و«i - port»، هي تقنية جديدة لحقن الإنسولين، عبارة عن لصقة توضع فوق الجلد وتكون لها إبرة بلاستيكية تغرز تحت الجلد ولها خاصية البقاء بفعالية لمدة 3 أيام متواصلة، وللمريض القدرة على الحقن خلال هذه اللصقة (بدلاً من جلده) بأي عدد وبأي نوع من الإنسولين.
* مضخات الإنسولين. وأوضح البروفسور الأغا أن صناعة مضخات الإنسولين قد تطورت بشكل مذهل وأصبح الأمل قريبا في إنتاج البنكرياس الاصطناعي، القريب عمله من خلايا بيتا. وفي عام 2016. تم إنتاج نوع من المضخات الذكية MiniMed 670G والتي تعمل جنبا إلى جنب مع مجسات السكري وتتوقف عن ضخ الإنسولين بوقت كاف قبل حدوث الانخفاض وتعاود العمل مرة أخرى قبل ارتفاع السكر بالإضافة إلى القدرة على التحكم بضخ البرمجة القاعدية للمضخة حسب قراءات السكر. وقريبا، سيكون متاحا في السوق السعودية نوع حديث من مضخة 780 G من شركة ميدترونك وهي بالإضافة إلى المميزات السابقة سوف تتمكن من ضخ الجرعة التصحيحية عندما يرتفع السكر في الدم.
* أجهزة مراقبة حساسة. أما عن تطور أجهزة مراقبة مستويات السكر في الدم فيقول البروفسور أغا إن التطورات في علاج داء السكري شملت كذلك الأجهزة الخاصة بمراقبة مستويات السكر في الدم سواء كانت الأجهزة المنزلية أو حساسات قياس السكر أنه منذ عام 1999. تطورت هذه التقنية ليصبح هنالك ما يسمى «مجسات السكر» وهي عبارة عن إبرة صغيرة الحجم، وعلى رأسها حساس لقياس السكر تكون تحت الجلد وتقيس السكر بشكل متواصل على مدار الساعة دون الحاجة للوخز والألم ونزول الدم.
الشرق الأوسط
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
يصادف يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام الاحتفال العالمي بداء السكري حيث يمثل هذا اليوم ميلاد العالم المخترع لعقار الإنسولين البروفسور الكندي بانتنج، ويتم الاحتفال في هذا العام تحت شعار «التمريض... وداء السكري».
وبهذه المناسبة تنظم الجمعية السعودية لطب الأطفال، بالتعاون مع ملتقى الخبرات لتنظيم المعارض والمؤتمرات وبدعم من شركة ليللي السعودية للأدوية، مؤتمرين، يُعقد الأول منهما «المؤتمر السادس للمثقفين الصحيين لمرضى السكري» يوم غد السبت، وفي اليوم التالي الأحد يُعقد الثاني «المؤتمر العلمي لمستجدات مرض السكري».
صرح بذلك رئيس الجمعية الدكتور عبد الله العمير مؤكدا حرص الجمعية على التذكير بمخاطر المرض وأضراره المجتمعية والاقتصادية والصحية على الأفراد والدول بالإضافة إلى التركيز على توعية وتثقيف المجتمع بضرورة الوقاية من الإصابة بالمرض أو بأحد مضاعفاته القاتلة والتي تعتبر أخطر من المرض نفسه وهي المسبب الرئيسي لمعظم حالات الوفاة لمرضى السكري.
- «التمريض... وداء السكري»
تحدثت إلى «صحتك» رئيسة المؤتمر السادس للمثقفين الصحيين لمرضى السكري الأستاذة إيمان عبد الرحمن العقل اختصاصية تعليم وتدريب مرضى سكر الأطفال والاختصاصية المعتمدة لمضخة الإنسولين - ولفتت إلى أهمية اختيار منظمة الصحة العالمية «التمريض... وداء السكري» شعارا لليوم العالمي للسكري لهذا العام والذي يربط التمريض بمرض السكري مما يؤكد الأهمية البالغة للطواقم التمريضية في علاج مرضى السكري ومتابعة حالاتهم وتقديم الدعم النفسي والصحي لهم ومساعدتهم على تخطي المراحل الصعبة التي يتعرضون لها خصوصاً في المراحل الأولى من المرض. فالعناية بمريض السكري تتطلب جهود فريق مؤلف من الطبيب، الممرض، المثقف الصحي، اختصاصي التغذية والصيدلي وآخرين، ولا شك أن «المريض» هو محور هذا الفريق.
وأضافت أ. إيمان العقل أن منظمة الصحة العالمية تؤكد على واجبات التمريض نحو مرضى السكري وأقاربهم وأن التمريض يخلق فرقا إيجابيا في العلاج: وعلى الممرضة أن:
* تكون على يقين بأن التمريض مهنة إنسانية تتسم بالأخلاق الرفيعة السامية.
* تحافظ على صحة مريض السكري الجسدية والنفسية هي هدفها الأول.
* تحافظ على الثقة التي وضعها فيها المريض وذووه.
* تعمل جاهدة للتوصل للغاية المرجوة من الرعاية التمريضية.
* تمنح المرضى الأمل وتخفف عنهم آلامهم الجسدية والنفسية.
* تشرك مرضاها فيما يختص بعلاجهم وبرعايتهم.
* تلتزم باتباع الأسلوب المناسب للتخاطب مع المرضى وأسرهم.
- مؤتمر علمي
تحدث إلى «صحتك» رئيس المؤتمر العلمي لمستجدات مرض السكري الدكتور عبد العزيز بن عبد الله التويم استشاري غدد وسكري الأطفال بالمركز الدولي للعناية بالسكري - نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأطفال – أوضح حرص اللجنة العلمية للمؤتمر على استقطاب نخبة متميزة من الأطباء الاستشاريين والمتخصصين ليكونوا متحدثين في المؤتمر وعن الأبحاث العلمية والسكري أوضح الدكتور التويم أن الأبحاث العلمية في مجال السكري ما زالت تتوالى منذ اكتشاف الإنسولين قبل حوالي 100 عام على يد طبيب العظام فريديريك بانتنغ (Frederick Grant Banting) ومساعده طالب الطب تشارلز بست (Charles Best) في كندا لإيجاد علاج شافٍ وقاطع لداء السكري بنوعيه الأول والثاني.
* فما هي يا ترى التطورات؟ وأين وصلت الأبحاث في مجال مرض السكري؟
* خلايا جزر البنكرياس. في عام 2000. بدأت الأبحاث في عمل زراعة هذه الخلايا والتي تُؤخذ من شخص متوفٍ وتُزرع في المريض المصاب بالنوع الأول من السكري وقد نجحت هذه التجارب إلى حد ما بحيث تقوم هذه الجزر المزروعة مقام الجزر القديمة المتهالكة، لكن المشكلة في هذا النوع من العلاج أن الأدوية المانعة لرفض الجسم لهذه الجزر المزروعة كانت قوية ولها مضاعفات جانبية أكثر خطورة من مرض السكري نفسه. وما زالت الأبحاث جارية في هذا المجال لاستخدام أدوية جديدة ليس لها مضاعفات تمنع رفض الجسم للجزر الجديدة التي تمت زراعتها.
* مضخات الإنسولين الذكية. أوضح دكتور التويم أن مضخات الإنسولين قد تم تطويرها في السنوات الأخيرة لتصبح صغيرة الحجم (بحجم جهاز الجوال أو أصغر) وقد تم ربطها بجهاز حساس لقياس سكر الدم وكومبيوتر صغير يوقف هذه المضخة أوتوماتيكيا في حال انخفاض مستوى السكر في الدم. وقد حظيت هذه الأجهزة الجديدة بشعبية كبيرة لدى الكثير من مرضى السكري من النوع الأول المعتمد على الإنسولين.
* أجهزة المراقبة المستمرة للسكر. يقول دكتور التويم إنها عبارة عن أجهزة صغيرة مزودة بجهاز حساس صغير به إبرة تثبت تحت الجلد وتقوم بقياس مستويات السكر في السائل تحت الجلد بصفة مستمرة كل دقيقة أو أكثر. وتتوفر أجهزة المراقبة المستمرة للسكر سي جي إم (CGM) في كثير من الدول وقد أثبتت فعاليتها في ضبط مستوى التحكم في السكري لدى كثير من المرضى. وهناك أنواع كثيرة من أجهزة المراقبة المستمرة مثل دكس كوم، فري ستايل ليبري، وقاردين وغيرها من الأجهزة الحديثة. وأمكن ربط بعض هذه الأجهزة بجوال المريض والأقارب بحيث يصدر الجهاز صوت منبه في حال حدوث انخفاض في مستوى سكري الدم.
- خطوات وقائية
* الوقاية من السكري. هناك عدد كبير من الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري أو أنهم عرضة للإصابة به ويطلق عليهم مرضي مرحلة ما قبل السكري pre - diabetics وقد أثبتت الأبحاث والدراسات إمكانية شفائهم من السكري أو الوقاية منه وذلك باتباع ثلاث خطوات بسيطة، هي:
- ممارسة المزيد من التمارين والرياضة وإنقاص الوزن بالنسبة للأشخاص البدناء.
- تناول الطعام بكميات أقل والابتعاد عن كثرة تناول النشويات.
- تناول بعض الأدوية التي تنظم السكر وتساعد في زيادة فعاليات الإنسولين الطبيعي الذي يفرزه البنكرياس.
* الوقاية من مضاعفات السكري. يؤكد الدكتور عبد العزيز التويم بأن جميع الدراسات الحديثة التي نوقشت في المؤتمر تثبت إمكانية تقليل أو منع مضاعفات السكري على العين والكلى من خلال الاهتمام بالنقاط الآتية:
- التحكم الأمثل بسكر الدم مع الحفاظ على مستوى السكر التراكمي بما لا يزيد عن 7.5 في المائة.
- التحكم في مستوى ضغط الدم.
- الامتناع عن التدخين.
- إجراء فحوصات دورية لقاع العين والشبكية وفحص مستوى الألبومين المجهري Microalbumin في البول سنويا والحفاظ على مستواه الطبيعي.
- تطورات العلاج والمراقبة
تحدث إلى «صحتك» البروفسور عبد المعين عيد الأغا أستاذ دكتور واستشاري طب الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال كلية الطب - جامعة الملك عبد العزيز – موضحا أن الإنسولين يعتبر العقار الأساسي في علاج داء السكري من النوع الأول، وقد تطور بشكل سريع ومذهل، وسوف يستعرض بالتفصيل تطورات الإنسولين وإبر الإنسولين والمضخات وأجهزة مراقبة مستويات سكر الدم.
* تطور مستحضرات عقار الإنسولين. في أواخر عام 1922. تم اكتشاف الإنسولين لأول مرة من خلاصة خلايا بيتا الخاصة (بالحيوانات). وفي عام 1981. تم إنتاج أول سلالة من الإنسولين (البشري) بواسطة تقنية الهندسة الوراثية. وفي عام 1996، تطورت صناعة عقار الإنسولين إلى إنتاج سلالات جديدة سُميت بـ«نظائر الإنسولين» سواء كانت سريعة المفعول (التي تحقن قبل تناول الوجبات) أو طويلة المفعول (التي تحافظ على سكر الدم في المستويات الطبيعية) ما بين الوجبات وخلال فترة النوم.
وفي الآونة الأخيرة، تم إنتاج العديد من هذه المستحضرات، منها نوعان جديدان هما إنسولين عالي السرعة (ultrafast insulin) يُستخدم مع الوجبات وهو أسرع من الإنسولين سريع المفعول ويعمل خلال 5 دقائق وينتهي عمله خلال ساعتين إلى 3 ساعات وهو الأقرب للإنسولين الطبيعي المفرز من البنكرياس، والثاني إنسولين طويل المفعول جدا (Ultra - long) ويسمى إنسولين تريسيبا Tresiba ويعمل لمدة 42 ساعة ولا بد من حقنه يوميا.
* إبر الإنسولين. تطورت منذ عام 1923.حيث ظهرت أول إبرة لحقن الإنسولين من النوع الحديدي وكانت طويلة وحادة، وأصبحت في يومنا الحاضر إبرة صغيرة المقاس ونحيفة وتناسب جميع الأعمار وكذلك أقلام الإنسولين.
و«i - port»، هي تقنية جديدة لحقن الإنسولين، عبارة عن لصقة توضع فوق الجلد وتكون لها إبرة بلاستيكية تغرز تحت الجلد ولها خاصية البقاء بفعالية لمدة 3 أيام متواصلة، وللمريض القدرة على الحقن خلال هذه اللصقة (بدلاً من جلده) بأي عدد وبأي نوع من الإنسولين.
* مضخات الإنسولين. وأوضح البروفسور الأغا أن صناعة مضخات الإنسولين قد تطورت بشكل مذهل وأصبح الأمل قريبا في إنتاج البنكرياس الاصطناعي، القريب عمله من خلايا بيتا. وفي عام 2016. تم إنتاج نوع من المضخات الذكية MiniMed 670G والتي تعمل جنبا إلى جنب مع مجسات السكري وتتوقف عن ضخ الإنسولين بوقت كاف قبل حدوث الانخفاض وتعاود العمل مرة أخرى قبل ارتفاع السكر بالإضافة إلى القدرة على التحكم بضخ البرمجة القاعدية للمضخة حسب قراءات السكر. وقريبا، سيكون متاحا في السوق السعودية نوع حديث من مضخة 780 G من شركة ميدترونك وهي بالإضافة إلى المميزات السابقة سوف تتمكن من ضخ الجرعة التصحيحية عندما يرتفع السكر في الدم.
* أجهزة مراقبة حساسة. أما عن تطور أجهزة مراقبة مستويات السكر في الدم فيقول البروفسور أغا إن التطورات في علاج داء السكري شملت كذلك الأجهزة الخاصة بمراقبة مستويات السكر في الدم سواء كانت الأجهزة المنزلية أو حساسات قياس السكر أنه منذ عام 1999. تطورت هذه التقنية ليصبح هنالك ما يسمى «مجسات السكر» وهي عبارة عن إبرة صغيرة الحجم، وعلى رأسها حساس لقياس السكر تكون تحت الجلد وتقيس السكر بشكل متواصل على مدار الساعة دون الحاجة للوخز والألم ونزول الدم.
الشرق الأوسط