قمة العشرين: مستقبل العالم في المملكة
قمة العشرين: مستقبل العالم في المملكة
د. مشاري النعيم
المملكة تؤمن إيماناً كاملاً أن القضايا العالمية تتطلب حلولاً محلية، وتؤمن في الوقت نفسه أنها جزء من هذا العالم الذي يتسارع في تقاربه، وأن العلاجات المحلية التي تملكها قد تثري خبرة العالم، وتساعد كثيراً من الدول في ابتكار علاجاتها الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها، إنها قمة تحرض على العولمة ذات الجذور المحلية الخالصة..
اليوم السبت 21 نوفمبر تعقد قمة قادة دول العشرين الافتراضية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في الرياض، لتؤكد للعالم القدرات التقنية الفائقة التطور في المملكة، ولتضع مستقبل العالم الاقتصادي على طاولة البحث، خصوصاً مع الإشكالات المتفاقمة التي تركها ويتركها "كوفيد-19" وتراجع الطلب على النفط نتيجة لذلك، العالم أجمع يمر بتحديات كبيرة ويفترض أن هذه القمة تقدم بعض الحلول وتفتح أبواب الأمل من جديد، إنه اجتماع لأهم 20 دولة تقود اقتصاد العالم، ودون شك إن اتفاقها على رؤية موحدة سيعيد لاقتصاد العالم حيويته وسيساهم في معالجة هذا الوباء الذي أضر بكثير من اقتصادات دول العالم، فهناك موجة ثانية غزت العالم وهي أقسى من الموجة الأولى، لكن كذلك هناك لقاح تم الإعلان عنه يفترض أن يضع حداً لهذا الوباء، لنقل إن قمة الرياض تهدف إلى وضع الخطوط العريضة لاقتصاد العالم بعد الوباء، فقد وضعت دول العشرين أولوياتها لحفظ الأرواح، ورصدت 21 مليار دولار لمواجهة الوباء.
لقد بذلت المملكة جهداً كبيراً في التحضير لهذه القمة من خلال الاجتماعات الوزارية واللجان المتعددة التخصصات، وإذا كان وباء كورونا حاضراً في تلك الاجتماعات كونه الأكثر تأثيراً على الاقتصاد وعلى حياة الأفراد في العالم، إلا أن تلك الاجتماعات نجحت في حث دول العالم لضخ 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي وهو رقم كبير أكثر بأربعة أضعاف ما تم ضخه في الأزمة المالية العام 2008م، يؤكد هذا مكانة المملكة وقدرتها على إدارة الأزمات العالمية، والتعامل معها برؤية ناضجة تقدر حجم المسؤولية الملقاة على قادة الدول التي تقود اقتصاد العالم، وهي مسؤولية عظيمة كانت تتطلب متابعة ودقة في وضع كان يصعب فيه اللقاءات المباشرة، فإذا كانت هذه القمة افتراضية وتقنية فإنها كذلك دفعت بالتقنيات الافتراضية إلى مجالات واسعة جداً ستغير من صورة العالم في المستقبل القريب.
تعتبر هذه القمة الخامسة عشر لقادة العشرين، وقد اختارت السعودية موضوع القمة بصفتها رئيس هذه الدورة وهو "تحقيق الفرص المتاحة في القرن الواحد والعشرين" وهو موضوع مهم جداً بالنسبة للعالم الذي يدخل هذا القرن وهو يعرف أنه "قرن التقنية المتفوقة" كما أنه "قرن العولمة"، فالمملكة تؤمن إيماناً كاملاً أن القضايا العالمية تتطلب حلولاً محلية، وتؤمن في الوقت نفسه أنها جزء من هذا العالم الذي يتسارع في تقاربه، وأن العلاجات المحلية التي تملكها قد تثري خبرة العالم، وتساعد كثيراً من الدول في ابتكار علاجاتها الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها، إنها قمة تحرض على العولمة ذات الجذور المحلية الخالصة.
لابد أن نستعيد كلمة ولي العهد -حفظه الله- الأمير محمد بن سلمان في ختام قمة العشرين بأوساكا في اليابان العام 2019م، لقد أكد أنه "في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة فإن الحاجة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، وتعتمد فعالياتنا في تحقيق ذلك على قدرتنا لتعزيز التوافق الدولي من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسع والاستناد إلى نظام دولي قائم على مبادئ ومصالح مشتركة، إن تعزيز الثقة في نظام تجاري متعدد الأطراف يعتمد جوهرياً على إصلاح منظمة التجارة العالمية تحت مظلتها"، تؤكد هذه الكلمة على البعد الكوني الذي تنظر به المملكة للقضايا الملحة التي تواجه البشرية في عصر التصاعد الرقمي، وتحول الدول إلى منظومات متكاملة داخل منظومة العولمة الشاملة، فلا يوجد اقتصاد منعزل ولا توجد مشكلة منفصلة، كما أكد ذلك وباء كورونا الذي ولد في الصين واستقر في العالم أجمع.
هناك رابط أساسي بين رؤية 2030 وبين ترؤس المملكة لقمة العشرين هذا العام، فعام 2020 يمثل مفصلاً مهماً (التحول الوطني 2020) في رؤية المملكة، وتوافق التاريخين يمثل علامة استدلالية تشير إلى الطموح الكبير الذي تبذله قيادة المملكة لجعلها في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وتعليمياً وصحياً وتقنياً، هذا الطموح الذي يصاحبه عمل محموم وتغيير على مستوى البنى التحتية والفوقية والإدارية يمثل جوهر الأمل بالنسبة للأجيال السعودية الشابة الذين ينظرون إلى بلادهم باعتزاز على أنها بلد يسعى للتفوق بخطى ثابتة، الشباب السعودي بدأ يؤمن أنه يعيش عصر التحول الحقيقي الذي كان يتمناه منذ زمن بعيد وهاهو يقترب منه بشدة.
الرياض
د. مشاري النعيم
المملكة تؤمن إيماناً كاملاً أن القضايا العالمية تتطلب حلولاً محلية، وتؤمن في الوقت نفسه أنها جزء من هذا العالم الذي يتسارع في تقاربه، وأن العلاجات المحلية التي تملكها قد تثري خبرة العالم، وتساعد كثيراً من الدول في ابتكار علاجاتها الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها، إنها قمة تحرض على العولمة ذات الجذور المحلية الخالصة..
اليوم السبت 21 نوفمبر تعقد قمة قادة دول العشرين الافتراضية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في الرياض، لتؤكد للعالم القدرات التقنية الفائقة التطور في المملكة، ولتضع مستقبل العالم الاقتصادي على طاولة البحث، خصوصاً مع الإشكالات المتفاقمة التي تركها ويتركها "كوفيد-19" وتراجع الطلب على النفط نتيجة لذلك، العالم أجمع يمر بتحديات كبيرة ويفترض أن هذه القمة تقدم بعض الحلول وتفتح أبواب الأمل من جديد، إنه اجتماع لأهم 20 دولة تقود اقتصاد العالم، ودون شك إن اتفاقها على رؤية موحدة سيعيد لاقتصاد العالم حيويته وسيساهم في معالجة هذا الوباء الذي أضر بكثير من اقتصادات دول العالم، فهناك موجة ثانية غزت العالم وهي أقسى من الموجة الأولى، لكن كذلك هناك لقاح تم الإعلان عنه يفترض أن يضع حداً لهذا الوباء، لنقل إن قمة الرياض تهدف إلى وضع الخطوط العريضة لاقتصاد العالم بعد الوباء، فقد وضعت دول العشرين أولوياتها لحفظ الأرواح، ورصدت 21 مليار دولار لمواجهة الوباء.
لقد بذلت المملكة جهداً كبيراً في التحضير لهذه القمة من خلال الاجتماعات الوزارية واللجان المتعددة التخصصات، وإذا كان وباء كورونا حاضراً في تلك الاجتماعات كونه الأكثر تأثيراً على الاقتصاد وعلى حياة الأفراد في العالم، إلا أن تلك الاجتماعات نجحت في حث دول العالم لضخ 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي وهو رقم كبير أكثر بأربعة أضعاف ما تم ضخه في الأزمة المالية العام 2008م، يؤكد هذا مكانة المملكة وقدرتها على إدارة الأزمات العالمية، والتعامل معها برؤية ناضجة تقدر حجم المسؤولية الملقاة على قادة الدول التي تقود اقتصاد العالم، وهي مسؤولية عظيمة كانت تتطلب متابعة ودقة في وضع كان يصعب فيه اللقاءات المباشرة، فإذا كانت هذه القمة افتراضية وتقنية فإنها كذلك دفعت بالتقنيات الافتراضية إلى مجالات واسعة جداً ستغير من صورة العالم في المستقبل القريب.
تعتبر هذه القمة الخامسة عشر لقادة العشرين، وقد اختارت السعودية موضوع القمة بصفتها رئيس هذه الدورة وهو "تحقيق الفرص المتاحة في القرن الواحد والعشرين" وهو موضوع مهم جداً بالنسبة للعالم الذي يدخل هذا القرن وهو يعرف أنه "قرن التقنية المتفوقة" كما أنه "قرن العولمة"، فالمملكة تؤمن إيماناً كاملاً أن القضايا العالمية تتطلب حلولاً محلية، وتؤمن في الوقت نفسه أنها جزء من هذا العالم الذي يتسارع في تقاربه، وأن العلاجات المحلية التي تملكها قد تثري خبرة العالم، وتساعد كثيراً من الدول في ابتكار علاجاتها الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها، إنها قمة تحرض على العولمة ذات الجذور المحلية الخالصة.
لابد أن نستعيد كلمة ولي العهد -حفظه الله- الأمير محمد بن سلمان في ختام قمة العشرين بأوساكا في اليابان العام 2019م، لقد أكد أنه "في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة فإن الحاجة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، وتعتمد فعالياتنا في تحقيق ذلك على قدرتنا لتعزيز التوافق الدولي من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسع والاستناد إلى نظام دولي قائم على مبادئ ومصالح مشتركة، إن تعزيز الثقة في نظام تجاري متعدد الأطراف يعتمد جوهرياً على إصلاح منظمة التجارة العالمية تحت مظلتها"، تؤكد هذه الكلمة على البعد الكوني الذي تنظر به المملكة للقضايا الملحة التي تواجه البشرية في عصر التصاعد الرقمي، وتحول الدول إلى منظومات متكاملة داخل منظومة العولمة الشاملة، فلا يوجد اقتصاد منعزل ولا توجد مشكلة منفصلة، كما أكد ذلك وباء كورونا الذي ولد في الصين واستقر في العالم أجمع.
هناك رابط أساسي بين رؤية 2030 وبين ترؤس المملكة لقمة العشرين هذا العام، فعام 2020 يمثل مفصلاً مهماً (التحول الوطني 2020) في رؤية المملكة، وتوافق التاريخين يمثل علامة استدلالية تشير إلى الطموح الكبير الذي تبذله قيادة المملكة لجعلها في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وتعليمياً وصحياً وتقنياً، هذا الطموح الذي يصاحبه عمل محموم وتغيير على مستوى البنى التحتية والفوقية والإدارية يمثل جوهر الأمل بالنسبة للأجيال السعودية الشابة الذين ينظرون إلى بلادهم باعتزاز على أنها بلد يسعى للتفوق بخطى ثابتة، الشباب السعودي بدأ يؤمن أنه يعيش عصر التحول الحقيقي الذي كان يتمناه منذ زمن بعيد وهاهو يقترب منه بشدة.
الرياض