• ×
admin

انقطاع الطمث مرحلة طبيعية جديدة في حياة المرأة

انقطاع الطمث مرحلة طبيعية جديدة في حياة المرأة
قد يؤدي إلى مشكلات صحية

د. عبير مبارك

أصدرت رابطة القلب الأميركية AHA بيانها العلمي المتعلق بعلاقة بلوغ سن اليأس Menopause وتوقف الدورة الشهرية Menstrual Cycles من جهة، ومخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية من جهة ثانية، وذلك ضمن عدد 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من مجلة «الدورة الدموية» Circulation. وكان البيان العلمي بعنوان «عبور انقطاع الطمث ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: الآثار المترتبة على توقيت الوقاية المبكرة... بيان علمي من رابطة القلب الأميركية».

مرحلة طبيعية

وتنظر الأوساط الطبية إلى «مراحل» بلوغ سن اليأس كـ«نقطة انطلاق» لمرحلة طبيعية جديدة في الحياة الصحية للمرأة، تحتاج فيها إلى بدء إدخال تغيرات صحية في الفترة التي تسبق بلوغها وخلالها، لإعطاء المزيد من النضارة والحيوية الصحية لـ«الفترة المتوسطة من العمر» Middle Age، التي هي وفق التعريف الطبي: الفترة ما بين 45 و65 سنة من عمر المرأة.

وأفادت الرابطة بأن «لدى النساء زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد انقطاع الطمث. وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، ساهمت الدراسات الطبية الطويلة الأمد في النساء خلال عبورهن فترة الانتقال إلى سن اليأس Menopause Transition، في فهم التسلسل الزمني لتأثيرات شيخوخة المبيض Ovarian Aging على رفع خطورة الإصابة الأمراض القلبية الوعائية. ولقد وثقت هذه الدراسات حصول أنماط متميزة من التغيرات الهرمونية الجنسية، والتغيرات السلبية في تكوين الجسم وكوليسترول البروتينات الدهنية، وقياسات مدى صحة الأوعية الدموية. وبالتالي أفادت بالتأكيد على أهمية مراقبة المرأة لصحتها خلال فترة منتصف العمر. وتعتبر زيادة الوعي بهذه التغيرات الكبيرة خلالها نافذة عالية الأهمية لتنفيذ استراتيجيات التدخل المبكر في الوقاية للحد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية».

ولاحظ البيان أنه بسبب الزيادة في متوسط «مقدار العمر المتوقع» في الولايات المتحدة، ستقضي نسبة كبيرة من النساء (نحو 40 في المائة) من حياتهن في الفترة ما بعد انقطاع الطمث. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن (7 في المائة) فقط من النساء اللواتي ينتقلن إلى سن اليأس يلتزمن بممارسة النشاط البدني الرياضي، وأن أقل من 20 في المائة من هؤلاء النساء يحافظن باستمرار على تناول الغذاء الصحي.

تغيرات بدنية ونفسية

والواقع أن المرأة تحتاج إلى المعلومات الصحية عن عملية انقطاع الطمث ونهاية سنوات الإنجاب، والتغيرات البدنية والنفسية المرافقة، وكيفية حصولها بطريقة طبيعية، والخيارات العلاجية لأي من الأعراض المرافقة إذا تسببت بالإزعاج. وذلك لتخفيف القلق والتعب البدني والنفسي، والأهم تهيئة الجسم لعيش المراحل التالية من العمر بحالة صحية عالية.

وأساس ذلك إدراك أن المرأة تولد بكامل بويضاتها المخزّنة في المبايض Ovaries، ويتم في الغالب إطلاق بويضة واحدة مكتملة النمو منها مرة كل شهر، وأن المبيضين أيضاً ينتجان هرموني الإستروجين والبروجسترون الأنثويين، اللذين يتحكمان في تكوين ونزف طمث الدورة الشهرية (الحيض Menstruation) وفي عملية إطلاق البويضات (الإباضة Ovulation).

ويحدث بلوغ سن اليأس عندما تتوقف المبايض عن إطلاق بويضة كل شهر، ويتوقف الحيض، وينخفض إنتاج المبيضين لهرمون الإستروجين.

وتفيد المصادر الطبية بأن متوسط العمر الطبيعي للبلوغ «الطبيعي» لسن اليأس هو 50 سنة. و«البلوغ الطبيعي» يُقصد به الذي لا يحصل نتيجة استئصال المبيضين أو تعرضهما للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أي الذي لا يحصل نتيجة أي علاج طبي أو جراحي يؤدي إلى فشل دائم في عمل المبيضين. ويُعتبر انقطاع الطمث الطبيعي سابقاً لأوانه Premature Menopause إذا حدث قبل سن 40 عاماً، ومبكراً Early Menopause إذا حدث بين سن 40 و45 عاماً.

انقطاع الطمث

وببطء، يحصل الانقطاع الطبيعي للطمث ضمن مراحل. وهذا الانقطاع الطبيعي والبطيء للطمث له ثلاثة مراحل:

• فترة ما حول انقطاع الطمث Perimenopause. وتستغرق هذه المرحلة عادة عدة سنوات (في المتوسط ما بين 4 و8 سنوات) قبل بلوغ المرحلة الثانية من انقطاع الطمث. والسمة الرئيسية خلال هذه المرحلة الأولى هي اضطراب عمل المبايض في إفراز هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى تقلبات (ارتفاع وانخفاض) مستوى هرمون الإستروجين Oestrogen Fluctuation. وتستمر فترة «ما قبل انقطاع الطمث» حتى «سن اليأس»، وهي النقطة التي يتوقف فيها المبيضان عن إطلاق البويضات.

وفي آخر عام إلى عامين من هذه المرحلة، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بشكل أسرع. وخلالها تُعاني العديد من النساء من عدة أعراض، مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية، أو الهبات الساخنة Hot Flashes، أو التعرق الليلي، أو اضطراب النوم، أو خفقان نبض القلب، أو ألم الثدي، أو فقدان امتلاء الثدي، أو جفاف المهبل، أو جفاف الجلد، أو تكرار التبول، أو التقلبات النفسية العاطفية والمزاجية.

وفي مراحل متقدمة، تظهر مزيد من الأعراض مثل: سهولة الشعور بالتعب، والاكتئاب، والصداع، وآلام المفاصل والعضلات، وزيادة الوزن، وتساقط الشعر، والبرود الجنسي. وبعض هذه الأعراض، كألم الثدي مثلاً يحصل في أوقات الارتفاع «الوجيز» لمستويات هرمون الإستروجين.

ويمكن أن تحدث هذه الأعراض عندما لا تزال الدورة منتظمة، وحينئذ تزداد سوءاً في أيام ما قبل نزف الحيض للدورة الشهرية. ولكن الغالب أن يرافق هذه الأعراض حصول تغيرات في الدورة الشهرية، كأن تكون أقل تكراراً أو غير منتظمة. وذلك مثل أن تنقطع شهراً ثم تعود، أو تنقطع بضعة أشهر ثم تعود. أو تتجه الحيضات للحدوث في دورات قصيرة عما كان معتاداً لدى المرأة. وتجدر ملاحظة أنه رغم عدم انتظام دورات الحيض الشهرية في هذه الفترة، فإن الحمل أمر ممكن.

سن اليأس

• فترة سن اليأس Menopause. وتستغرق هذه المرحلة سنة واحدة، 12 شهراً ينقطع فيه نزيف حيض الدورة الشهرية تماماً عن الحصول. وهذا نتيجة التوقف التام من المبايض عن إطلاق البويضات وعن إنتاج معظم هرمون الإستروجين. وبعد مرور عام على آخر دورة شهرية، تُعتبر المرأة «في سن اليأس».

• فترة ما بعد سن اليأس Postmenopause. وهذه هي السنوات التي تلي بلوغ «سن اليأس». وفيها ترتفع المخاطر الصحية الناجمة عن فقدان هرمون الإستروجين مع تقدم العمر، كأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولا توجد طريقة موثوقة للتنبؤ بمدة استمرار الأعراض (التي بدأت سابقاً ضمن مرحلة «ما حول انقطاع الطمث») في فترة «ما بعد سن اليأس». ولكن بالنسبة لغالبية النساء، تتلاشى تلك الأعراض في غضون ما بين 2 و5 سنوات، وبعضهن تستمر لديهن الهبات الساخنة والتعرق الليلي لسنوات عدة، قد تصل إلى 10 سنوات لدى 20 في المائة منهن. كما أن جفاف المهبل وتكرار التبول (الذي بدأ خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث) قد يميلان إلى عدم الشفاء بشكل طبيعي مع مرور الوقت. وقد تعاني بعض النساء من جفاف المهبل أو أعراض المهبل المزعجة أثناء الجماع فقط أو في أوقات أخرى خارج ذلك.

الشرق الأوسط
بواسطة : admin
 0  0  259