القيادة الحقيقية والشموس الكاذبة
القيادة الحقيقية والشموس الكاذبة
د. م. عصام أمان الله بخاري
في مقالة اليوم أشارككم بعض الخواطر والدروس القيادية المستلهمة من الشمس..
التفكير بعيد المدى: ما نراه من أضواء النجوم هو صورة قديمة تعود لملايين السنين. فهنالك نجوم وصلنا ضوؤها بينما اختفت في الواقع منذ مئات الآلاف من السنوات. وهكذا أضواء شمسنا التي تسافر عبر "الزمكان" في الكون. وربما تكون علامة يهتدي بها المسافرون أو يتغنى بها العشاق في كوكب ما. وهكذا القائد العظيم، والذي يفكر بالخير والأثر الإيجابي لأجيال قادمة على المدى الطويل ولا يحصر تفكيره واهتمامه بمكاسب سريعة وانتصارات لحظية.
تمكين الآخرين: تشرق الشمس كل يوم فيولد النهار، ولكن ما إن تحين ساعة الغياب إلا وتعود السماء لتكتسي ثيابها السوداء المزينة بأضواء النجوم. ويطلع القمر لينير المساء ولنعرف معه عدد السنين والحساب، وكما أن القمر ينير في الليل بسبب ضياء الشمس، فهكذا القائد العظيم الذي يمكن الآخرين ويبرز إنجازاتهم ويدفعهم للنجاحات حتى لو كان مختفياً عن الصورة تماماً، ومع ذلك فأفعاله ونجاح من سعى لتمكينهم هو أكبر شهادة يعتز بها القائد الفذ.
احترام النظام: الشمس يدور حولها ثمانية كواكب. وحول عدد من الكواكب يدور قمر أو أقمار. وتدور الشمس ومعها 200 إلى 300 مليار نجم في مجرة درب التبانة. وتستغرق الشمس حوالي 225 إلى 250 مليون سنة لاستكمال سنة مجرية. وهكذا عالم الإدارة، فمهما بلغت من الترقي في المناصب، فلا بد أن تحترم قادتك وأنظمة العمل لأنه فوق كل شمس شموس أكبر منها وفوق كل مسؤول مسؤول أكبر منه..
السلطة لا تدوم: مهما سطعت الشمس فمآلها الغروب، وقد تظلم وسط النهار بالكسوف. وشمسنا مصيرها هو أن تنفجر وتتمدد وتبتلع القمر والكواكب مصداقاً لقوله تعالىوَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ). وهكذا حال أي قائد أو مسؤول فهو أن يغادر الكرسي عاجلاً أو آجلاً وعليه أن يعرف أن ما سيبقى له هو الذكر الطيب وما تركه من أثر إيجابي.
الخداع والباطل مصيره السقوط: هنالك ظاهرة علمية تسمى الشموس الكاذبة، تتمثل بأنها ظاهرة بصرية ذات علاقة بالغلاف الجوي حيث تظهر مجموعة من الشموس الكاذبة للعين. يحصل ذلك عندما تنعكس أشعة الشمس على البلورات الثلجية المحملة في السحب فيتخيل الإنسان أنه يرى عدة شموس في وقت واحد. وهكذا حال القادة المخادعين أو من وجدوا أنفسهم على الكراسي بقوة الواسطة والشهادات الوهمية دون أن يمتلكوا الخبرة والأمانة. هؤلاء مثل الفقاعات التي قد تكبر لكنها سرعان ما تتلاشى وتختفي أمام أول امتحان فعلي. وهذا الفرق بين الشموس الكاذبة والشمس الحقيقية..
ويبقى الدرس الأخير وهو أن الشمس مجرد مخلوق من خلق الله - عز وجل - حتى ولو عبدها بعض البشر وقدسوها. وهكذا حال المساكين الذين يعبدون مديريهم ومصالحهم وينسون يوم الحساب حين لا ينفع الندم "إذا الشمس كوّرت وإذا النجوم انكدرت".
الرياض
د. م. عصام أمان الله بخاري
في مقالة اليوم أشارككم بعض الخواطر والدروس القيادية المستلهمة من الشمس..
التفكير بعيد المدى: ما نراه من أضواء النجوم هو صورة قديمة تعود لملايين السنين. فهنالك نجوم وصلنا ضوؤها بينما اختفت في الواقع منذ مئات الآلاف من السنوات. وهكذا أضواء شمسنا التي تسافر عبر "الزمكان" في الكون. وربما تكون علامة يهتدي بها المسافرون أو يتغنى بها العشاق في كوكب ما. وهكذا القائد العظيم، والذي يفكر بالخير والأثر الإيجابي لأجيال قادمة على المدى الطويل ولا يحصر تفكيره واهتمامه بمكاسب سريعة وانتصارات لحظية.
تمكين الآخرين: تشرق الشمس كل يوم فيولد النهار، ولكن ما إن تحين ساعة الغياب إلا وتعود السماء لتكتسي ثيابها السوداء المزينة بأضواء النجوم. ويطلع القمر لينير المساء ولنعرف معه عدد السنين والحساب، وكما أن القمر ينير في الليل بسبب ضياء الشمس، فهكذا القائد العظيم الذي يمكن الآخرين ويبرز إنجازاتهم ويدفعهم للنجاحات حتى لو كان مختفياً عن الصورة تماماً، ومع ذلك فأفعاله ونجاح من سعى لتمكينهم هو أكبر شهادة يعتز بها القائد الفذ.
احترام النظام: الشمس يدور حولها ثمانية كواكب. وحول عدد من الكواكب يدور قمر أو أقمار. وتدور الشمس ومعها 200 إلى 300 مليار نجم في مجرة درب التبانة. وتستغرق الشمس حوالي 225 إلى 250 مليون سنة لاستكمال سنة مجرية. وهكذا عالم الإدارة، فمهما بلغت من الترقي في المناصب، فلا بد أن تحترم قادتك وأنظمة العمل لأنه فوق كل شمس شموس أكبر منها وفوق كل مسؤول مسؤول أكبر منه..
السلطة لا تدوم: مهما سطعت الشمس فمآلها الغروب، وقد تظلم وسط النهار بالكسوف. وشمسنا مصيرها هو أن تنفجر وتتمدد وتبتلع القمر والكواكب مصداقاً لقوله تعالىوَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ). وهكذا حال أي قائد أو مسؤول فهو أن يغادر الكرسي عاجلاً أو آجلاً وعليه أن يعرف أن ما سيبقى له هو الذكر الطيب وما تركه من أثر إيجابي.
الخداع والباطل مصيره السقوط: هنالك ظاهرة علمية تسمى الشموس الكاذبة، تتمثل بأنها ظاهرة بصرية ذات علاقة بالغلاف الجوي حيث تظهر مجموعة من الشموس الكاذبة للعين. يحصل ذلك عندما تنعكس أشعة الشمس على البلورات الثلجية المحملة في السحب فيتخيل الإنسان أنه يرى عدة شموس في وقت واحد. وهكذا حال القادة المخادعين أو من وجدوا أنفسهم على الكراسي بقوة الواسطة والشهادات الوهمية دون أن يمتلكوا الخبرة والأمانة. هؤلاء مثل الفقاعات التي قد تكبر لكنها سرعان ما تتلاشى وتختفي أمام أول امتحان فعلي. وهذا الفرق بين الشموس الكاذبة والشمس الحقيقية..
ويبقى الدرس الأخير وهو أن الشمس مجرد مخلوق من خلق الله - عز وجل - حتى ولو عبدها بعض البشر وقدسوها. وهكذا حال المساكين الذين يعبدون مديريهم ومصالحهم وينسون يوم الحساب حين لا ينفع الندم "إذا الشمس كوّرت وإذا النجوم انكدرت".
الرياض