اختبار الإنسان في 2020
اختبار الإنسان في 2020
حمود أبو طالب
بلا شك، سوف يتم تسجيل هذا العام الذي يجر أذياله كأسوأ عام في تأريخ البشرية الحديث، لكنه في نفس الوقت سيكون شاهداً على القفزات الهائلة للإنسانية في مجالات العلوم والتقنية، فقد كان اختباراً عملياً لكل النظريات والتطبيقات العلمية التي اخترعها البشر وتباهوا بها في أوقات اليسر والرخاء، ثم وجدوا أنفسهم فجأة أمام تحدٍ عظيم وعليهم إثبات أن الحياة لا بد ان تستمر رغم الجائحة الكونية العاتية.
أشياء اخترعها العقل الإنساني تبدو بسيطة جداً لكنها لعبت دوراً مهماً في حمايته وإنقاذه من فتك فيروس كورونا، تخيلوا فقط كيف سيكون الأمر لو لم يتوصل الإنسان إلى العناصر والمركبات التي تدخل في تصنيع معقمات الأيدي التي أصبحت مع الجائحة أكثر استخداماً من أي مستحضر استخدمه الإنسان سابقاً، وكذلك الكمامات الطبية التي لولاها لحصل الفيروس على تأشيرة مرور مفتوحة إلى كل رئة، فكروا في وجود مثل هذه الأشياء البسيطة قبل أن تفكروا في التقنيات الهائلة في المختبرات ومراكز الأبحاث الطبية التي أوصلت العلماء إلى اللقاح المضاد لفيروس كورونا نتيجة تقنيات معقدة وتجارب متواصلة لم تتوقف لحظة واحدة منذ تحديد طبيعة الفيروس.
إذا كان الإنسان قد ارتكب أخطاء فادحة ضد بني جنسه من البشر باختراع وسائل الدمار، واقترف حماقات لا تغتفر، فإنه في الجانب الآخر قد حقق تطوراً عظيماً في التقدم العلمي ضد المهددات البيولوجية لحياته، ولولا ذلك لما توصل إلى إنتاج أكثر من لقاح لفيروس مستجد خلال زمن قياسي وفي ظروف قاسية. إنها تجليات الخير والشر في هذا الكائن الضعيف الجبار، وكان هذا العام شاهداً على الجانبين، المعتم والمضيء، فيه.
عكاظ
حمود أبو طالب
بلا شك، سوف يتم تسجيل هذا العام الذي يجر أذياله كأسوأ عام في تأريخ البشرية الحديث، لكنه في نفس الوقت سيكون شاهداً على القفزات الهائلة للإنسانية في مجالات العلوم والتقنية، فقد كان اختباراً عملياً لكل النظريات والتطبيقات العلمية التي اخترعها البشر وتباهوا بها في أوقات اليسر والرخاء، ثم وجدوا أنفسهم فجأة أمام تحدٍ عظيم وعليهم إثبات أن الحياة لا بد ان تستمر رغم الجائحة الكونية العاتية.
أشياء اخترعها العقل الإنساني تبدو بسيطة جداً لكنها لعبت دوراً مهماً في حمايته وإنقاذه من فتك فيروس كورونا، تخيلوا فقط كيف سيكون الأمر لو لم يتوصل الإنسان إلى العناصر والمركبات التي تدخل في تصنيع معقمات الأيدي التي أصبحت مع الجائحة أكثر استخداماً من أي مستحضر استخدمه الإنسان سابقاً، وكذلك الكمامات الطبية التي لولاها لحصل الفيروس على تأشيرة مرور مفتوحة إلى كل رئة، فكروا في وجود مثل هذه الأشياء البسيطة قبل أن تفكروا في التقنيات الهائلة في المختبرات ومراكز الأبحاث الطبية التي أوصلت العلماء إلى اللقاح المضاد لفيروس كورونا نتيجة تقنيات معقدة وتجارب متواصلة لم تتوقف لحظة واحدة منذ تحديد طبيعة الفيروس.
إذا كان الإنسان قد ارتكب أخطاء فادحة ضد بني جنسه من البشر باختراع وسائل الدمار، واقترف حماقات لا تغتفر، فإنه في الجانب الآخر قد حقق تطوراً عظيماً في التقدم العلمي ضد المهددات البيولوجية لحياته، ولولا ذلك لما توصل إلى إنتاج أكثر من لقاح لفيروس مستجد خلال زمن قياسي وفي ظروف قاسية. إنها تجليات الخير والشر في هذا الكائن الضعيف الجبار، وكان هذا العام شاهداً على الجانبين، المعتم والمضيء، فيه.
عكاظ