• ×
admin

تسمنوا.. تمرضوا

تسمنوا .. تمرضوا !


محمد عبدالعزيز السماعيل

لا تزال السمنة مشكلة صحية تهدد المجتمع السعودي، فالتقارير التي يصدرها عدد من الجهات الطبية والجمعيات المعنية بالمكافحة تشير إلى أننا لم نحرز تقدمًا مهمًا في السيطرة على هذه المشكلة، وآخر ذلك ما أظهرته نتائج فحوصات لأكثر من 150 طالبة وطالبا حضروا اليوم التوعوي ضد مخاطر السمنة، الذي نظمه مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني في القطاع الشرقي مؤخرا، عن وجود نسبة كبيرة من الطلاب المهددين بالبدانة، حيث أكدت التحاليل والفحوصات التي أجريت من قبل متخصصين تفاقم المشكلة، وارتفاع نسبتها.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية ارتفاع وانتشار ظاهرة السمنة في العالم بصورة عامة والمملكة بصورة خاصة، حيث بلغت نسبتها عند الرجال أكثر من 20 في المائة، وتجاوزت عند النساء 52 في المائة، وقد سبق لي أن تناولت هذه المشكلة وأشرت إلى تزايدها عند النساء خاصة، وأثبتت النتائج صحة كلامي رغم أن بعض النساء أغضبهن ما ذكرته في حينه، وفي الواقع لم يكنّ على حق، وأنصفتني دراسات الواقع وكنت على حق.
وذات الدراسات تؤكد أن تلك النسب في تزايد مستمر، وهناك دراسة أخرى أثبتت أن أطفال المنطقة الشرقية هم الأكثر إصابة بالسمنة في دراسة أجريت على ألفين و589 طفلاً أظهرت أن 11 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وثلاثة أعوام مصابون بالسمنة، وأن 21 في المائة من الأطفال بين أربعة إلى ثمانية أعوام، ونسبة 14 في المائة من الأطفال بين تسعة و13 عاما، و54 في المائة للفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة، فيما أشارت الدراسات إلى أن الأسباب ترجع إلى الأمراض الوراثية، وأسلوب الحياة الخاطئ، والعزوف عن ممارسة الرياضة، وتناول الوجبات غير الصحية.
في تقديري نحتاج لأكثر من المجهودات التوعوية الحالية، فالسمنة مرض مركـّب يضم في أحشائه أمراض الضغط والسكري والقلب وغيرها من قائمة طويلة لا تسمح الشهية المفتوحة للأكل باستيعاب المخاطر الناجمة عن زيادة الدهون والشحوم في الجسم، والمفارقة أن النساء أكثر سمنة من الرجال فيما هن يفترض انشغالهن بالرشاقة وتخفيف الأوزان، لأن الترهل عدو المرأة الأول، وعدم الإحساس بخطورة ذلك ينسحب تلقائيا على عدم الإحساس العاطفي، وبالتالي نفور الأزواج من زوجاتهم السمينات، وهذا يدخلنا بدوره في مشكلات نفسية وعاطفية واجتماعية، لسبب بسيط وهو أن الشحوم حجبت الرؤى العاطفية وكتمت الأنفاس، وذلك يعني ألا تزعل إحداهن من «طفش» زوجها وهو يختنق عاطفيا ونفسيا.
مطلوب أن تركز الجهود التوعوية على النساء لأنهن الأكثر شحما وشهية، وتوازنا في التعبير عن المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية بسبب الشحوم الزائدة، وليس مجرد الجانب العلاجي، وما يكلف الدولة ومؤسساتها الصحية من مبالغ ضخمة في مكافحة سمنة نساء ورجال يأكلون كثيرا ودون حساب لصحتهم، وما يترتب على تناولهم أطعمة تنتج حمولات زائدة على أجسامهم يتطلب تخفيفها والتخلص منها معاناة صحية ونفسية واقتصادية، وقليل من التقشف وكف النفس عما تشتهي له فوائد كثيرة على صحة الأبدان والاستقرار النفسي.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  1671