• ×
admin

كورونا.. تجربة شخصية

كورونا.. تجربة شخصية

حسين حسين

ليس سهلا على المرء أن يكون حبيس بيته، أو يحرم من زيارة الأصدقاء، أو من الجلوس في المقهى، وليس سهلا على المرء أن يدير حديثا من خلف كمامة، وفوق ذلك كله، قلق مقيم مع النظافة والملامسة وحتى الهواء الطائر، لكن هذا ما فرضته علينا كورنا، وقد سمعنا وأطعنا ما طلب منا من تحوطات، فلا خيار أمامنا إذا كنا من العاصين إلا القبر، والذي سيكون لنا ولمن سايرونا عالمين أو غير عالمين.

وقد أثبت الأداء أو التعامل مع هذه الأزمة بشدة وحزم، الذي لجأت اليه وزارة الصحة، جدواه مبكرا؛ فجنبت البلاد والعباد من ويلات متتالية متصاعدة، شهدتها عديد من الدول الناهضة والخاملة، نحن حتى الآن في حكم الناجين من التداعيات التي قد يترتب على التقصير فيها العودة إلى نقطة الصفر، والعياذ بالله!

والإحصائيات التي تصدرها وزارة الصحة، مؤشر واضح على ما نرى ونسمع من تقدم إيجابي، خصوصا ونحن نغشى الأسواق ونتجول في الشوارع ونزور المرافق الحكومية والخاصة، وهي شاهدة على الحرص في التعامل مع هذه الأزمة بكافة الطرق العلمية الحديثة، حتى أصبحنا في مقدمة الدول نجاحا، حتى عندما شرعت وزارة الصحة، كتتويج لهذا الحرص، في تقديم الطعوم، كان أداء العاملين راقيا منظما وسريعا، كل خطوة في هذا المسعى كان لها حسابها، لا مجال للاجتهادات.

في الأسبوع الماضي ذهبت ومعي زوجتي إلى مكان التطعيم بعد أن أخذنا موعدا عبر الموقع الخاص فلم يستغرق أخذ اللقاح إلا دقائق، بعد أخذ اللقاح قيل لي إن عليك الجلوس ربع ساعة للاطمئنان؛ لكنني على ما يبدو خرجت قبل الموعد؛ لأجد أمامي من يطمئن على أن انتظاري قد انتهى، فوجد أن مدتي بقي منها دقيقة، نعم دقيقة، لتكون الربع ساعة كاملة! حتى في الدخول والخروج من الأمكنة المخصصة لتناول الطعوم كان الترتيب واضحا من لحظة الدخول، حتى لحظة توديع المكان، وبعد أن أنهينا التطعيم أعطيت لكل منا وردة، مع وافر الشكر والتقدير، وكأننا من قدم الخدمة لا هم، وفي نفس اليوم ونحن في منزلنا أتتنا رسالة باسم وزير الصحة للاطمئنان وتقديم ما لدينا من مقترحات تحسن أداء العاملين أكثر، وهي لفتة إنسانية مؤثرة، من رجل يقف على هرم الرعاية الصحية، وقبل ذلك وبعده في الشوارع والأماكن العامة، كانت هناك رقابة صارمة وجزاءات على المتهاونين في الالتزام بترتيبات او تعليمات وزارة الصحة.

كل هذه الإجراءات الحضارية الصارمة، جعلتنا نعبر الاختبار الصعب المفاجئ بأقل التضحيات البشرية، وهي تجربة تستحق ان نروج لها عبر وسائل الاعلام، فهذا حقنا في ان يرى العالم تجربتنا ونجاحنا في ان نخرج من جائحة عالمية بأقل التضحيات؛ تجربة مثل التي مررت بها تجعلني اشعر بالفخر، لأنني من بلد تعطي الانسان حقه في ان يكون سليما آمنا، عندما يواجهه عارض، أيا كانت درجته.
حسين حسين
تغيير الخط

ليس سهلا على المرء أن يكون حبيس بيته، أو يحرم من زيارة الأصدقاء، أو من الجلوس في المقهى، وليس سهلا على المرء أن يدير حديثا من خلف كمامة، وفوق ذلك كله، قلق مقيم مع النظافة والملامسة وحتى الهواء الطائر، لكن هذا ما فرضته علينا كورنا، وقد سمعنا وأطعنا ما طلب منا من تحوطات، فلا خيار أمامنا إذا كنا من العاصين إلا القبر، والذي سيكون لنا ولمن سايرونا عالمين أو غير عالمين.

وقد أثبت الأداء أو التعامل مع هذه الأزمة بشدة وحزم، الذي لجأت اليه وزارة الصحة، جدواه مبكرا؛ فجنبت البلاد والعباد من ويلات متتالية متصاعدة، شهدتها عديد من الدول الناهضة والخاملة، نحن حتى الآن في حكم الناجين من التداعيات التي قد يترتب على التقصير فيها العودة إلى نقطة الصفر، والعياذ بالله!

والإحصائيات التي تصدرها وزارة الصحة، مؤشر واضح على ما نرى ونسمع من تقدم إيجابي، خصوصا ونحن نغشى الأسواق ونتجول في الشوارع ونزور المرافق الحكومية والخاصة، وهي شاهدة على الحرص في التعامل مع هذه الأزمة بكافة الطرق العلمية الحديثة، حتى أصبحنا في مقدمة الدول نجاحا، حتى عندما شرعت وزارة الصحة، كتتويج لهذا الحرص، في تقديم الطعوم، كان أداء العاملين راقيا منظما وسريعا، كل خطوة في هذا المسعى كان لها حسابها، لا مجال للاجتهادات.

في الأسبوع الماضي ذهبت ومعي زوجتي إلى مكان التطعيم بعد أن أخذنا موعدا عبر الموقع الخاص فلم يستغرق أخذ اللقاح إلا دقائق، بعد أخذ اللقاح قيل لي إن عليك الجلوس ربع ساعة للاطمئنان؛ لكنني على ما يبدو خرجت قبل الموعد؛ لأجد أمامي من يطمئن على أن انتظاري قد انتهى، فوجد أن مدتي بقي منها دقيقة، نعم دقيقة، لتكون الربع ساعة كاملة! حتى في الدخول والخروج من الأمكنة المخصصة لتناول الطعوم كان الترتيب واضحا من لحظة الدخول، حتى لحظة توديع المكان، وبعد أن أنهينا التطعيم أعطيت لكل منا وردة، مع وافر الشكر والتقدير، وكأننا من قدم الخدمة لا هم، وفي نفس اليوم ونحن في منزلنا أتتنا رسالة باسم وزير الصحة للاطمئنان وتقديم ما لدينا من مقترحات تحسن أداء العاملين أكثر، وهي لفتة إنسانية مؤثرة، من رجل يقف على هرم الرعاية الصحية، وقبل ذلك وبعده في الشوارع والأماكن العامة، كانت هناك رقابة صارمة وجزاءات على المتهاونين في الالتزام بترتيبات او تعليمات وزارة الصحة.

كل هذه الإجراءات الحضارية الصارمة، جعلتنا نعبر الاختبار الصعب المفاجئ بأقل التضحيات البشرية، وهي تجربة تستحق ان نروج لها عبر وسائل الاعلام، فهذا حقنا في ان يرى العالم تجربتنا ونجاحنا في ان نخرج من جائحة عالمية بأقل التضحيات؛ تجربة مثل التي مررت بها تجعلني اشعر بالفخر، لأنني من بلد تعطي الانسان حقه في ان يكون سليما آمنا، عندما يواجهه عارض، أيا كانت درجته.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  198