اقتصاد الدول من المدن
اقتصاد الدول من المدن
د. فهد بن جمعه
لقد قالها الأمير محمد بن سلمان في جلسة حوار مستقبل الرياض "إن الاقتصادات العالمية ليست قائمة على الدول بل إنها قائمة على المدن"، نعم، المدن ليست مثل الدول، فإمكانيات المدن الاقتصادية تتغير بشكل كبير ومرتبطة بالضرورة بموقع المدينة وحجمها النسبي، فبإمكانها القفز من وضع اقتصادي فقير إلى وضع اقتصاد غني في غضون جيل واحد، كما فعلت كوريا الجنوبية. لذا، يحدد حجم وموقع المدينة الأولي فئات الأنشطة الاقتصادية التي يمكن نجاحها أو فشلها مستقبلا. وهذا بناء على البنية التحتية الأساسية التي تطلق عنان إمكانات المدينة الاقتصادية نحو التوسع والنمو، فهناك مدن تنمو بأسرع من غيرها وتحقق مكاسب اقتصادية أكبر بينما مدن أخرى تخسر.
إن اقتصاد المدن تحددها السياسات الحكومية واستراتيجياتها الاقتصادية والاجتماعية، حيث إن المدن هي أولا وقبل كل شيء أماكن للتجمعات السكانية ويمكن أن تتمدد أو تتقلص بمرور الوقت. ولكن حجم وموقع اقتصاد المدن يلعب دورا رئيسا في تنويع اقتصاداتها وتوليد الوظائف واستدامة نموها، وبهذا تصبح المدن المرتبطة بشبكة نقل متكاملة قادرة على تنويع اقتصاداتها وبمعدل نمو أسرع من غيرها، لأنه باستطاعتها نقل السلع ورأس المال البشري بكفاءة أكبر إلى أي مكان يشتد فيه الطلب عليها، فبمجرد أن تصبح المدينة ذات اقتصاد أكبر، فمن المرجح أن تبقى على هذا النحو مع استمرار نموها وكسب المزيد من الموارد.
إن مزايا حجم وموقع المدن هو نتيجة عقود من الاستثمارات المتراكمة في الهياكل الأساسية والمؤسسات، وهذا ما جعل من مدينة الرياض موقعًا متميزا لا يمكن التراجع عنه بسهولة، وهو ما أكده ولي العهد بأن "البنية التحتية في الرياض متميزة بسبب ما قام به الملك سلمان طوال 50 سنة، بالإضافة إلى أن الرياض مركز مالي وتراثي وثقافي، وستصبح مركزا ترفيهياً وصناعيا عالمياً قريبا، وقد حققت نجاحاً كبيراً في قطاعات متعددة، فمن خصائص مدينة الرياض حجم سكانها الذي يبلغ حاليا 7.5 مليون نسمة وبزيادة مستهدفة تصل إلى 15-20 مليون نسمة في 2030، ومرتبطة مع جميع مدن المملكة بشبكة نقل متنوعة، مما يزيد من أهمية موقعها، وتساهم بـ50% في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي أي بقيمة 764 مليار ريال في 2019، كما أنها تتميز عن المدن السعودية الأخرى، بانخفاض تكاليف التوظيف بـ30%، وتكاليف تطوير البنى التحتية والعقارية بـ29%، وسيتم إقامة أكبر مدينة صناعية في العالم على أراضيها قريبا، مما يمكنها من توليد الوظائف، جذب الاستثمارات، وخلق العديد من الفرص التي تدعم النمو الاقتصادي.
إن مهمة مخططي المدن هو وضع خطط للنمو مفتوحة وقابلة للتغيير، وبمشاركة مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة في هذه الخطط، كما ينبغي أن تشمل استراتيجيات المدن، تقييم مواطن القوة والضعف في المدن، وتحديد إمكانيات النمو والاستثمار بطريقة تجذب رأس المال البشرية الموهوب والمبدع والشركات، مثل تحسين النقل في المناطق التي لديها مرافق صناعية وقوى عاملة متاحة.
كما عليهم التعامل مع "العوامل الخارجية" بتحسين حركة المرور وخفض التلوث ومراعاة التنمية المتوازنة بين المناطق وجودة الحياة، والأهم هو احتضان المستقبل كعنصر أساسي، بخطط نمو مرنة تراعي التغيرات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية في المستقبل، وتركز على النمو المستدام والاستثمار في التكنولوجيات والصناعات التي تشكل هذا المستقبل.
الرياض
د. فهد بن جمعه
لقد قالها الأمير محمد بن سلمان في جلسة حوار مستقبل الرياض "إن الاقتصادات العالمية ليست قائمة على الدول بل إنها قائمة على المدن"، نعم، المدن ليست مثل الدول، فإمكانيات المدن الاقتصادية تتغير بشكل كبير ومرتبطة بالضرورة بموقع المدينة وحجمها النسبي، فبإمكانها القفز من وضع اقتصادي فقير إلى وضع اقتصاد غني في غضون جيل واحد، كما فعلت كوريا الجنوبية. لذا، يحدد حجم وموقع المدينة الأولي فئات الأنشطة الاقتصادية التي يمكن نجاحها أو فشلها مستقبلا. وهذا بناء على البنية التحتية الأساسية التي تطلق عنان إمكانات المدينة الاقتصادية نحو التوسع والنمو، فهناك مدن تنمو بأسرع من غيرها وتحقق مكاسب اقتصادية أكبر بينما مدن أخرى تخسر.
إن اقتصاد المدن تحددها السياسات الحكومية واستراتيجياتها الاقتصادية والاجتماعية، حيث إن المدن هي أولا وقبل كل شيء أماكن للتجمعات السكانية ويمكن أن تتمدد أو تتقلص بمرور الوقت. ولكن حجم وموقع اقتصاد المدن يلعب دورا رئيسا في تنويع اقتصاداتها وتوليد الوظائف واستدامة نموها، وبهذا تصبح المدن المرتبطة بشبكة نقل متكاملة قادرة على تنويع اقتصاداتها وبمعدل نمو أسرع من غيرها، لأنه باستطاعتها نقل السلع ورأس المال البشري بكفاءة أكبر إلى أي مكان يشتد فيه الطلب عليها، فبمجرد أن تصبح المدينة ذات اقتصاد أكبر، فمن المرجح أن تبقى على هذا النحو مع استمرار نموها وكسب المزيد من الموارد.
إن مزايا حجم وموقع المدن هو نتيجة عقود من الاستثمارات المتراكمة في الهياكل الأساسية والمؤسسات، وهذا ما جعل من مدينة الرياض موقعًا متميزا لا يمكن التراجع عنه بسهولة، وهو ما أكده ولي العهد بأن "البنية التحتية في الرياض متميزة بسبب ما قام به الملك سلمان طوال 50 سنة، بالإضافة إلى أن الرياض مركز مالي وتراثي وثقافي، وستصبح مركزا ترفيهياً وصناعيا عالمياً قريبا، وقد حققت نجاحاً كبيراً في قطاعات متعددة، فمن خصائص مدينة الرياض حجم سكانها الذي يبلغ حاليا 7.5 مليون نسمة وبزيادة مستهدفة تصل إلى 15-20 مليون نسمة في 2030، ومرتبطة مع جميع مدن المملكة بشبكة نقل متنوعة، مما يزيد من أهمية موقعها، وتساهم بـ50% في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي أي بقيمة 764 مليار ريال في 2019، كما أنها تتميز عن المدن السعودية الأخرى، بانخفاض تكاليف التوظيف بـ30%، وتكاليف تطوير البنى التحتية والعقارية بـ29%، وسيتم إقامة أكبر مدينة صناعية في العالم على أراضيها قريبا، مما يمكنها من توليد الوظائف، جذب الاستثمارات، وخلق العديد من الفرص التي تدعم النمو الاقتصادي.
إن مهمة مخططي المدن هو وضع خطط للنمو مفتوحة وقابلة للتغيير، وبمشاركة مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة في هذه الخطط، كما ينبغي أن تشمل استراتيجيات المدن، تقييم مواطن القوة والضعف في المدن، وتحديد إمكانيات النمو والاستثمار بطريقة تجذب رأس المال البشرية الموهوب والمبدع والشركات، مثل تحسين النقل في المناطق التي لديها مرافق صناعية وقوى عاملة متاحة.
كما عليهم التعامل مع "العوامل الخارجية" بتحسين حركة المرور وخفض التلوث ومراعاة التنمية المتوازنة بين المناطق وجودة الحياة، والأهم هو احتضان المستقبل كعنصر أساسي، بخطط نمو مرنة تراعي التغيرات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية في المستقبل، وتركز على النمو المستدام والاستثمار في التكنولوجيات والصناعات التي تشكل هذا المستقبل.
الرياض