• ×
admin

اشــتــيــاق !!

اشتياق!!


جهير بنت عبدالله المساعد

عظيم ذلك الإنسان الذي يمتلك خاصية النور أينما يحل يضيء! يأتيك فتنسى أنك مظلم وأن الظلمة والظلام تتلبس أجواءك! يبدد فيك.. الاستسلام لحالة اليأس الكئيب وينثر في جوانحك الأمل، إن حياتك لا زالت حلوة، ومن حولك لا يزال الأنقياء الأتقياء يبادرون! هكذا بعض الأشخاص في حياتنا نراهم مصابيح وجودنا! ننتظر طلتهم بشوق ولهفة لأنهم لا يأتون وحدهم بل يأتون بالنور معهم، والأمل، والخير، والابتسام، والفرح، وكل ما هو جميل في عمر الإنسان، يعلموننا بحضورهم حب الحياة من جديد وحب الأحياء مهما كانت أحوالهم وأحوالنا معهم!
وسط طوفان الأسى كل شيء فيك يتهدم ويتكسر ويتلاشى إلا... حنينك لتلك الروح الوهابة، ولذلك القلب الكبير، لذلك الصوت الشجي الحنون المخضب بالرقة والعنفوان والقادر أن يبعث فيك الفرح حتى يشق طريقه بين أكوام الأحزان!
ها هو الليل يطل ويزحف وكل لحظة مسمار وأنت الجدار! وعينك على الهاتف معلقة كلوحة فنان يرصد لحظات الانتظار على حافة هاوية تنفجر من جوفها النيران! تسأل الله أن تكون هذه الليلة آخر ليلة عذاب وتمني النفس بطلة ذلك المصباح الذي انطفأ من حياتك قبل أن تستمتع بوجوده فيها! كم هي صولات النفس قاهرة وكم هو الحزن مؤلم... لكن يبقى فينا بصيص رجاء في وجه واحد إذا حل.. حلت معه الحياة لكل اليباس فينا! والإنسان قد يستطيع أن يهزم ألمه الشخصي لكنه يضعف أمام ألم العزيز لديه طالما أن يده عاجزة وقدرته محدودة والمطلوب منه لا يعيد العافية لمن يحب إنما يروض اللحظة القاسية عليه فلا تنبش أظفارها بقسوة زائدة! في لحظات الخوف والقلق لا أحد يقدم لك البلسم أو الترياق السحري الذي يعيد إليك على الفور توازنك وصفاء ذهنك وانتعاش روحك، إنما واحد فقط من بين الناس يستطيع أن يجعلك رغم الأحزان تبتسم!!.. وواحد فقط يجعلك تطفو فوق سطح الأسى والألم والانكسار والوجع! إليك باقة وردي الذابل أعد إليها الحياة! وإليك صهوة قلمي الجاف أعد إليه الانتعاش! وإلى حيث تكون اعتذار إذا كان الغياب خطيئة.. الشهامة التي ليس لها حدود هي تلك التي تأتي تلبية لبطاقة دعوة رغم أنها على ورق!

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1984