• ×
admin

الولادة.. مجهود ثم فرحـة ثم ماذا بعـد؟

الولادة.. مجهود ثم فرحـة ثم ماذا بعـد؟


د. سعد الدين قناوي

فترة النفاس هي الفترة التي تعود فيها المرأة الى وضع جسمها الطبيعي فيما قبل الحمل سواء فسيولوجيا أو نفسياً وهي فترة تصل إلى حوالي ستة اسابيع ما بعد الولادة .. ولعل السؤال الذي يبادر الى الأذهان الآن هو ما ماهية التغيرات الفسيولوجية التي تحدث خلال تلك الفترة؟
ويجيب عن هذا السؤال د. سعد الدين قناوي (أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبية) فيقول: لعل من أبرز تلك التغيّرات حدوث ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم (حوالي نصف درجة مئوية) وتحدث طبيعياً غالباً لفترة لا تزيد على 24 ساعة بعد الولادة، أما اذا حدثت ابتداء من اليوم الثالث (على ألا تكون نتيجة لحمى النفاس) فغالباً ما تكون نتيجة تجمع للحليب بالثدي نتيجة انعدام أو قلة مرات الرضاعة..
ومن التغيّرات التي تحدث في تلك الفترة أيضاً حدوث بطء نسبي في نبض الأم وعودة نسبة كرات الدم الحمراء وكمية الدم باللترات الى وضع ما قبل الحمل، كما يحدث إمساك مؤقت غالباً في الفترة الأولى وبالطبع يقل الوزن نتيجة لعدة أسباب منها نزول محتويات الرحم من الجنين والمشيمة والسائل الأمينوسي وكذلك نقص في حجم ووزن الدم بالجسم ونقص في كمية الدهون المخزنة بالجسم .. كما تزيد نسبة التعرّق وتزيد كمية البول في الأيام الأولى للتخلص من السوائل الزائدة المجمعة في الجسم أثناء الحمل.
أما بالنسبة للثدي فنتيجة لنقص هرمون الإستروجين بعد الولادة يبدأ هرمون الحليب (برولاكتين) في ممارسة وظيفته الأساسية على الثديين، حيث يبدأ في إفراز الحليب بالتحديد بداية من اليوم الثالث .. والذي يجب أن تدركه السيدات أن الرضاعة الطبيعية في حد ذاتها تزيد من إفراز هرمونين مهمين في عملية الرضاعة، أولهما هرمون الحليب (برولاكتين) المسئول عن تصنيع الثدي للحليب وثانيهما هرمون (أوكسيتوسين) المسئول عن انقباض الحويصلات اللبنية لإخراج الحليب من الثدي.
كما تحدث أيضاً بعد الولادة بعض الآلام الشبيهة بانقباضات الولادة كما تصفها السيدة، وهي ناتجة عن انقباض عضلات الرحم لمحاولة العودة للحجم الطبيعي للرحم.
ويقول د. سعد الدين قناوي إنه من الشكاوى الشهيرة في هذه الفترة زيادة الإفرازات المهبلية وهي غالباً الإفرازات الطبيعية المصاحبة لهذه الفترة والتي غالباً ما تكون إفرازات مصحوبة بنزول تجمّعات دموية في أول أسبوع يليها نزول مواد لزجة شفافة في ثاني أسبوع، ثم إفرازات لزجة تميل للصفرة في الأسبوع الثالث ولكن وجود رائحة لهذه الإفرازات أو نزول مادة أشبه بالصديد معناه حدوث التهابات بالقناة التناسلية.
والآن سيدتي ما أهم النصائح التي يجب اتباعها في هذه الفترة؟
- ضرورة مراجعة الطبيب إذا حدث أي ارتفاع زائد في درجة الحرارة في فترة النفاس وبالذات إذا كان مصحوباً بإفرازات ذات رائحة نفاذة أو إفرازات صديدية.
- وضرورة ممارسة التمارين الرياضية بعد الولادة الطبيعية بداية من اليوم الثالث بالنسبة لتمارين الحوض وبعد الأسبوع الأول بالنسبة لتمارين البطن.
- الراحة في حدود بحيث تنام السيدة عدة ساعات بعد الولادة، ثم تبدأ بالجلوس بالسرير لمدة ساعة أو ساعتين مع تحريك القدمين وممارسة تمارين التنفس اثناء الجلوس بالسرير، ثم تبدأ في التحرّك لتجنب حدوث جلطات بالقدم او مضاعفات أخرى لا قدر الله .
- الغذاء يجب أن يكون غنياً بالبروتينات عالي القيمة الغذائية يحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية مصحوباً بشرب كميات كبيرة من السوائل للمساعدة على إفراز الحليب، مع الإكثار من أكل الخضراوات الطازجة والفواكه الطازجة والتي بالتبعية تقلل من فرص حدوث الإمساك المصاحب لتلك الفترة.
- عدم تجميع البول بالمثانة لفترات طويلة بحيث تحاول السيدة الذهاب للحمام في فترات لا تزيد على ست ساعات بين المرة والأخرى مع استعمال غسول مطهر مخفف بالماء لغسل منطقة المهبل والعجان بعد كل مرة.
- في حالة وجود شق بمنطقة العجان بعد الولادة ينبغي المحافظة على الجرح نظيفا وجافا قدر الإمكان.
- العناية بالثدي وذلك عن طريق الغسل الموضعي للحلمتين بالماء والصابون الطبي قبل وبعد الرضاعة مع تجفيفهما جيداً مع استعمال بعض أنواع الكريمات المرطبة للحلمات او زيت الزيتون لتجنّب حدوث تشققات أو التهابات بالحلمتين.
واخيراً يقول د. سعد الدين قناوي إن هذه الفترة هي من أمتع الفترات حتى مع وجود بعض الأعراض المصاحبة والتي استعرضناها سابقاً .. لذا سيدتي الحامل عليكِ أن تنظري للجانب الآخر منها وهو أنها فترة استقبال المولود الجديد والفرحة معه وبه ولكن مع وجوب الاهتمام ببعض النواحي والتي تجعل هذه الفترة حقاً تمر إن شاء الله كفترة من أمتع وأسعد فترات العمر.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  2254