النقص ولا الزود في طعام رمضان
النقص ولا الزود في طعام رمضان
طلعت زكي حافظ
بدخول شهر رمضان المبارك هذا العام وفي كل عام تتضاعف القوة الشرائية في الأسواق التجارية، وبالذات في منافذ المواد الغذائية والتموينات الاستهلاكية، حيث وفقاً لخبر نُشر بالزميلة صحيفة مكة، يفيد أن عادات الشراء الخاطئة تُبخر 14 مليار ريال في رمضان، وذلك بسبب القوة الشرائية في الشهر الكريم التي تبلغ ثلاثة أضعافها مقارنة بأشهر العام الأخرى.
هذه القوة الشرائية المفرطة والمبالغ فيها، لا تتسبب فقط في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية فحسب في الشهر الفضيل، وإنما تتسبب أيضاً في هدر أطنان من الطعام في كل عام.
حملة "#النقص ولاالزود"، التي أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع المؤسسة العامة للحبوب، للتوعية بالاستهلاك المُرَشد للطعام، فاجئتني ولربما فاجئت الكثيرون بالأرقام والاحصائيات الصادمة عن كمية الهدر السنوية للطعام في المملكة العربية السعودية، حيث أوضحت الحملة التوعوية الرائعة، أن أربعة ملايين وستة وستون ألف (4,066,000) طن كمية الهدر الغذائي سنوياً في المملكة، وعلى مستوى العالم يبلغ الهدر 1.3 مليار طن سنوياً.
وبسبب هذه الأرقام الصادمة، نشئت فكرة البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء، الذي يَهدف إلى نشر الوعي بأهمية التنوع الغذائي، وباستخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وبالأمراض الناتجة عن الهدر الغذائي.
وبالإضافة إلى الجهود الحكومية الرامية للحد من الهدر الغذائي، هناك جهود لعدد من مؤسسات المجتمع المدني، من بينها جمعيات حفظ النعمة، والجمعية الأهلية للطعام "إطعام"، التي تَعمل على حفظ الموارد الغذائية من الهدر، وتقديم الطعام الآمن والمستدام للأسر التي يتعذر حصولها على الغذاء.
وتعتبر "إطعام" التي تُعرف أيضاً ببنك الطعام السعودي من بين أشهر المؤسسات الخيرية غير الربحية التي تأسست بمبادرة من رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية لتتخصص في حفظ النعمة من الهدر، وذلك عن طريق نقل فكرة بنوك الطعام في دول العالم وتطبيقها في المملكة العربية السعودية بطريقة احترافية تَحفظ فيها خصوصية المجتمع والمستفيد على حدٍ سواء.
دون أدنى شك، أن الجهود الحكومية والأهلية الرامية للمحافظة على الطعام من الهدر، تُذكر فتشكر، ولكن ولأن تتوج تلك الجهود وتأتي بآكلها وثمارها، يتطلب بل يتوجب علينا جميعاً كمستهلكين للطعام وللمواد الغذائية عموماً سواء في شهر رمضان أو بغيره الاقتصاد في الاستهلاك على قدر الحاجة وتفادي السلوكيات الاستهلاكية الخاطئة، التي تتسبب في هدر الطعام، والتي من بينها المغالاة في كميات وأصناف الطعام التي تستهلك بشكل يومي.
إن الإفراط في الإعداد والتجهيز لموائد الطعام في شهر رمضان بالذات لا تتسبب فقط في هدر الطعام فحسب، وإنما وكما يفيد الأطباء المختصين في مجال التغذية، أن الإفراط في الأكل يتسبب في اضطرابات هضمية حادة وعسر هضم، ولهذا السبب ينصح أخصائي التغذية، بالابتعاد ما أمكن عن المِسبكات والأطعمة الدهنية (الإدامات الغنية بالسمن والزيت) التي ترهق الجهاز الهضمي وتتسبب في الانتفاخات والغازات وفي عسر الهضم.
ولا أجد خير من أن اختتم به مقالي هذا سوى قول الله تعالي (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف:31].
، وقول رسول الله وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: [كُلوا وتصدَّقوا، والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيَلةٍ].
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.
الرياض
طلعت زكي حافظ
بدخول شهر رمضان المبارك هذا العام وفي كل عام تتضاعف القوة الشرائية في الأسواق التجارية، وبالذات في منافذ المواد الغذائية والتموينات الاستهلاكية، حيث وفقاً لخبر نُشر بالزميلة صحيفة مكة، يفيد أن عادات الشراء الخاطئة تُبخر 14 مليار ريال في رمضان، وذلك بسبب القوة الشرائية في الشهر الكريم التي تبلغ ثلاثة أضعافها مقارنة بأشهر العام الأخرى.
هذه القوة الشرائية المفرطة والمبالغ فيها، لا تتسبب فقط في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية فحسب في الشهر الفضيل، وإنما تتسبب أيضاً في هدر أطنان من الطعام في كل عام.
حملة "#النقص ولاالزود"، التي أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع المؤسسة العامة للحبوب، للتوعية بالاستهلاك المُرَشد للطعام، فاجئتني ولربما فاجئت الكثيرون بالأرقام والاحصائيات الصادمة عن كمية الهدر السنوية للطعام في المملكة العربية السعودية، حيث أوضحت الحملة التوعوية الرائعة، أن أربعة ملايين وستة وستون ألف (4,066,000) طن كمية الهدر الغذائي سنوياً في المملكة، وعلى مستوى العالم يبلغ الهدر 1.3 مليار طن سنوياً.
وبسبب هذه الأرقام الصادمة، نشئت فكرة البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء، الذي يَهدف إلى نشر الوعي بأهمية التنوع الغذائي، وباستخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وبالأمراض الناتجة عن الهدر الغذائي.
وبالإضافة إلى الجهود الحكومية الرامية للحد من الهدر الغذائي، هناك جهود لعدد من مؤسسات المجتمع المدني، من بينها جمعيات حفظ النعمة، والجمعية الأهلية للطعام "إطعام"، التي تَعمل على حفظ الموارد الغذائية من الهدر، وتقديم الطعام الآمن والمستدام للأسر التي يتعذر حصولها على الغذاء.
وتعتبر "إطعام" التي تُعرف أيضاً ببنك الطعام السعودي من بين أشهر المؤسسات الخيرية غير الربحية التي تأسست بمبادرة من رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية لتتخصص في حفظ النعمة من الهدر، وذلك عن طريق نقل فكرة بنوك الطعام في دول العالم وتطبيقها في المملكة العربية السعودية بطريقة احترافية تَحفظ فيها خصوصية المجتمع والمستفيد على حدٍ سواء.
دون أدنى شك، أن الجهود الحكومية والأهلية الرامية للمحافظة على الطعام من الهدر، تُذكر فتشكر، ولكن ولأن تتوج تلك الجهود وتأتي بآكلها وثمارها، يتطلب بل يتوجب علينا جميعاً كمستهلكين للطعام وللمواد الغذائية عموماً سواء في شهر رمضان أو بغيره الاقتصاد في الاستهلاك على قدر الحاجة وتفادي السلوكيات الاستهلاكية الخاطئة، التي تتسبب في هدر الطعام، والتي من بينها المغالاة في كميات وأصناف الطعام التي تستهلك بشكل يومي.
إن الإفراط في الإعداد والتجهيز لموائد الطعام في شهر رمضان بالذات لا تتسبب فقط في هدر الطعام فحسب، وإنما وكما يفيد الأطباء المختصين في مجال التغذية، أن الإفراط في الأكل يتسبب في اضطرابات هضمية حادة وعسر هضم، ولهذا السبب ينصح أخصائي التغذية، بالابتعاد ما أمكن عن المِسبكات والأطعمة الدهنية (الإدامات الغنية بالسمن والزيت) التي ترهق الجهاز الهضمي وتتسبب في الانتفاخات والغازات وفي عسر الهضم.
ولا أجد خير من أن اختتم به مقالي هذا سوى قول الله تعالي (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف:31].
، وقول رسول الله وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: [كُلوا وتصدَّقوا، والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيَلةٍ].
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.
الرياض