المشروع القومي والسكري
المشروع القومي والسكري
د. عبدالعزيز معتوق حسنين
بدأت رحلة الحرب للتغلب على مرض السكري منذ عام ????م، حين نجح العلماء في إنتاج الأنسولين، فوجب علينا أن نؤمن بأن تغيير مرض السكري يبدأ بالاعتراف بأن الوضع الحالي لمرض السكري في مجتمعنا وصل إلى درجة الوباء.
بعد ذلك ننتقل إلى تحديد مستوى الوعي العام بمرض السكري وعدم التشخيص المبكر للمرض ونقص في التعليم الطبي المستمر للقائمين على الرعاية الصحية لمرضى السكري، والأهم هو تدني إمكانيات الرعاية الصحية المتاحة لمرضى السكري.
وضمن برنامج المشروع القومي لمرض السكري الذي أعرضه هنا على وزير الصحة هو جدية العمل لتغيير مستقبل مرضى السكري، ومن أولويات مهام وزارة الصحة استمرارية جدوى صحة المواطن والعمل على وقايته من التعرض للأمراض المعدية وتجنيبه مضاعفات الأمراض المزمنة، فمن هذا المنبر يجب على الوزارة أن تكون ملتزمة بتغيير مرض السكري في مجتمعنا، بتغيير طريقة علاجه، وبرؤية الأشخاص والمنظمات والحكومات والخبراء المحلين والعالميين والتطور المتوقع للمرض مستقبلا على المدى القريب والأوسط والبعيد.
بصفتنا الرائدين في العالم من حيث تفشي مرض السكري، فحتمت علينا الضرورة أن نشعر بالمسؤولية تجاه هذا التغيير المطلوب ونجعله من أولويات أهدافنا، وعلينا أن نعلم جيدا أن هذا الهدف لا يتحقق بالتقدم العلمي فقط، بل يجب أن نؤثر إيجابيا في كل المستويات مثلا لا حصرا على مستوى الأبحاث والتطوير، وعلى المستوى الإنساني، وفي مجال التعليم والتثقيف والوعي، وعلى مستوى السياسات المتعلقة برعاية مرضى السكري.
يجب علينا التغلب على مرض السكري وأن نرصد لهذا الهدف موارد غير مسبوقه في هذا المجال، نظرا لأهمية وضرورة التغلب على مرض السكري، ولكن علينا أن نعلم أننا لن نتغلب على مرض السكري وحدنا، فعلينا أن نوحد جهود جميع المسؤولين ضد مرض السكري.
فمنذ اكتشاف الأنسولين ومن حينها لعب الخبراء دورا هاما في تغيير طرق علاج مرض السكري. ومازالت الأبحاث مستمرة في تطوير أنواع جديدة ومطورة بهدف الوصول إلى حلول تناسب أكبر عدد ممكن من مرضى السكري، فقد توصل العلم إلى إنتاج ثلاثة أنواع من الجيل الحديث من الأنسولين المعروف بالأنسولين أنالوج المطور، كما تغلب القائمون على رعاية مرضى السكري بتفوق في أجهزة حقن الأنسولين ومستلزماتها والتي تعتبر من العوامل الأساسية في مساعدة مريض السكري في حقن جرعة الأنسولين اليومية، المشروع القومي لمرض السكري، ينطلق أولا من تغيير نظرتنا لمرض السكري. إن عمليات البحث وتطوير المنتجات وحدها غير كافية للوصول لهدف التغلب على مرض السكري، حيث لا يمكن للوصول لهذا الهدف في وقت قصير بدون دعم السياسات العليا في رعاية مرضى السكري في مجتمعنا برعاية وزارة الصحة بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة، ننطلق أولا بإنشاء فرع لمؤسسة مرض السكري العالمية (World Diabetes Foundation) التي بدأت عام ????م، وخصصت لها ما يعادل مليار دولار لدعم الوقاية والعلاج لمحاربة مرض السكري في أكثر الدول احتياجا لها، وقد نفذت هذه المؤسسة غير الهادفة للربح حتى الآن 42 مشروعا كان لها أثر على أكثر من 85 مليون مريض بالسكري حـول العالم، فلنتحد ضد مرض السكري من مضمون المشروع القومي للسكري.
المصدر: صحيفة عكاظ