إيكهارت المذهل
إيكهارت المذهل
عماد العباد
تعد صناعة "تطوير الذات" بكل ما يتعلق بها من كتب ودورات ومنتجات مرئية ومسموعة من أكثر حقول المعرفة حصدا للأرباح، إذ حققت هذه الصنعة في الولايات المتحدة عام 2016 ما يقارب العشرة مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 13 مليارا بحلول العام المقبل.
جمهور هذا الفن متنوعون، بين ساعٍ لتطوير ذاته من أجل تحسين وضعه الوظيفي وبالتالي المادي، وبين من يحاول إعادة التوازن إلى حياته بعد أن فقدها بسبب مفاجآت الحياة التي لا تنتهي. أما صناع ومقدمو هذا الفن فهم شريحة كبيرة فيها الكثير من المدعين المنتفعين، والقليل القليل جدا من المعلمين الحقيقيين الذين بخصوا الحياة والنفس البشرية وقدموا خلاصة تجاربهم لمساعدة الآخرين، من هؤلاء الصفوة يأتي إيكهارت تول، الألماني الكندي الذي يقف في مصاف غاي فينلي، وديل كارنيغي، وفيرنون هاورد وربما تجاوزهم قليلا.
إيكهارت السبعيني الوقور الهادئ هو أحد أفضل من فهموا النفس البشرية بمخاوفها المعقدة وآلامها وتطلعاتها، ويعرف تماما كيف يعالج تلك المخاوف والشكوك أو على الأقل التخفيف من طرقها المزعج على قشرة الروح الرقيقة.
يحاول إيكهارت أن يساعد المعذبين عبر رفع قيمة اللحظة الحاضرة وإلغاء الماضي والمستقبل، إذ لا يرى أي معنى في أن يستدعي الإنسان ماضيه ومستقبله بكل ما فيهما من مخاوف وذكريات مزعجة لتضاف لأعباء الحاضر، والمنطق يقف بقوة في صف ما يدعو إليه.
في منصة "يوتيوب" هناك فيديوهات لإيكهارت في محافل عامة يجيب على أسئلة الجمهور، تأتي بعض الأسئلة التي لا تعرف كيف سيجيب عليها، فمن كتبها يعيش وضعا معقدا بالفعل، كأن يكون مريضا يعيش أيامه الأخيرة، ويحتاج إلى أن يسمع ما يجمع شتات نفسه التي تواجه الموت بعد أشهر قليلة، وتأتي إجابات إيكهارت مذهلة، ليس لأنه يبيع الوهم والكلمات التي تخدر هذا المبتلى، ولكنه يقدم إجابة تساهم بشكل منطقي ومستدام في رفع الروح المعنوية لدى السائل.
هو ببساطة ينظر للأشياء المعطوبة من زوايا لم تطرق من قبل، ويمنح المناطق المعتمة وهجا جميلا تغمره السكينة في أكثر لحظات اليأس والقنوط.
إيكهارت تول ليس مدربا بشريا يخدر مشاعر المعذبين مؤقتا، بل هو معلم روحي خبر الحياة والروح البشرية بكل آلامها، وقدم خلاصة معرفته ليخفف من معاناتها، وسواء كنت تعاني وتحتاج إلى من يعيد ترتيب أفكارك، أو كنت تسعى فقط لرفع لياقتك النفسية أمام التحديات التي تفرضها الحياة، فإنني أدعوك للتعرف على إيكهارت تول ومدرسته المذهلة في فهم النفس البشرية بكل تعقيداتها.
الرياض
عماد العباد
تعد صناعة "تطوير الذات" بكل ما يتعلق بها من كتب ودورات ومنتجات مرئية ومسموعة من أكثر حقول المعرفة حصدا للأرباح، إذ حققت هذه الصنعة في الولايات المتحدة عام 2016 ما يقارب العشرة مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 13 مليارا بحلول العام المقبل.
جمهور هذا الفن متنوعون، بين ساعٍ لتطوير ذاته من أجل تحسين وضعه الوظيفي وبالتالي المادي، وبين من يحاول إعادة التوازن إلى حياته بعد أن فقدها بسبب مفاجآت الحياة التي لا تنتهي. أما صناع ومقدمو هذا الفن فهم شريحة كبيرة فيها الكثير من المدعين المنتفعين، والقليل القليل جدا من المعلمين الحقيقيين الذين بخصوا الحياة والنفس البشرية وقدموا خلاصة تجاربهم لمساعدة الآخرين، من هؤلاء الصفوة يأتي إيكهارت تول، الألماني الكندي الذي يقف في مصاف غاي فينلي، وديل كارنيغي، وفيرنون هاورد وربما تجاوزهم قليلا.
إيكهارت السبعيني الوقور الهادئ هو أحد أفضل من فهموا النفس البشرية بمخاوفها المعقدة وآلامها وتطلعاتها، ويعرف تماما كيف يعالج تلك المخاوف والشكوك أو على الأقل التخفيف من طرقها المزعج على قشرة الروح الرقيقة.
يحاول إيكهارت أن يساعد المعذبين عبر رفع قيمة اللحظة الحاضرة وإلغاء الماضي والمستقبل، إذ لا يرى أي معنى في أن يستدعي الإنسان ماضيه ومستقبله بكل ما فيهما من مخاوف وذكريات مزعجة لتضاف لأعباء الحاضر، والمنطق يقف بقوة في صف ما يدعو إليه.
في منصة "يوتيوب" هناك فيديوهات لإيكهارت في محافل عامة يجيب على أسئلة الجمهور، تأتي بعض الأسئلة التي لا تعرف كيف سيجيب عليها، فمن كتبها يعيش وضعا معقدا بالفعل، كأن يكون مريضا يعيش أيامه الأخيرة، ويحتاج إلى أن يسمع ما يجمع شتات نفسه التي تواجه الموت بعد أشهر قليلة، وتأتي إجابات إيكهارت مذهلة، ليس لأنه يبيع الوهم والكلمات التي تخدر هذا المبتلى، ولكنه يقدم إجابة تساهم بشكل منطقي ومستدام في رفع الروح المعنوية لدى السائل.
هو ببساطة ينظر للأشياء المعطوبة من زوايا لم تطرق من قبل، ويمنح المناطق المعتمة وهجا جميلا تغمره السكينة في أكثر لحظات اليأس والقنوط.
إيكهارت تول ليس مدربا بشريا يخدر مشاعر المعذبين مؤقتا، بل هو معلم روحي خبر الحياة والروح البشرية بكل آلامها، وقدم خلاصة معرفته ليخفف من معاناتها، وسواء كنت تعاني وتحتاج إلى من يعيد ترتيب أفكارك، أو كنت تسعى فقط لرفع لياقتك النفسية أمام التحديات التي تفرضها الحياة، فإنني أدعوك للتعرف على إيكهارت تول ومدرسته المذهلة في فهم النفس البشرية بكل تعقيداتها.
الرياض