جهود المملكة في خدمة الحُجَّاج بوصفها موضوعاً أدبياً
جهود المملكة في خدمة الحُجَّاج بوصفها موضوعاً أدبياً
د. فهد إبراهيم البكر
حين يعتمر المعتمر أو يحجّ الحاج في زمننا هذا يتحرك في داخله شعور جميل ينبعث من مصدرين: الأول: ديني محسوس، حيث يأنس بتعظيم شعائر الله، ويخفق قلبه رجاءً بما عند الله، وتطرب نفسه أملاً في الأجر، وطمعاً بالخير، وابتغاءً للثواب.
والثاني: مادي ملموس، حيث ينبهر الحاج والمعتمر بالخدمات الجليلة، والأعمال العظيمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، وفي خدمة الحرمين الشريفين، بفضل الله تعالى، ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
لقد دأب حكّام هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على رعاية الحاج، وسقايته، ورفده، وإعانته، والاهتمام العام بشؤون الحاج والمعتمر، إضافة إلى عمارة الحرمين الشريفين، وتطويرهما، وتقديم كل الإمكانات، وتسخير كل القوى، في سبيل الاعتناء بضيوف بيت الله الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، ووالله إنه لشرف عظيم لمملكتنا حكومة وشعباً، أن يكونا قائمين على خدمة الحرمين الشريفين، وحجاج بيت الله، والمعتمرين.
ولئن كان الحج موضوعاً أدبياً بارزاً في عدد من الرحلات المتنوعة منذ القديم، فإننا بإزاء أدب رحلي جديد يحتاج إلى غزارة إبداعية، ومواكبة نقدية، فلم يعد أدب الرحلات الحجية أدب ذكريات، وخواطر، يذكر المشاق، ويرصد المصاعب فحسب، بل أصبح من الضروري أن يتجه كتّاب الرحلة اليوم إلى استعراض الجانب الجمالي الممتع في الرحلة، عوض عنايتهم بالجانب التقليدي القديم الذي يقوم على التسجيل الواقعي، وربما (الفانتازي) في بعض الأحيان.
إننا في زمننا هذا الذي شهدت فيه الحياة سرعة هائلة في الاتصال، والمواصلات، والخدمات بشكل عام، نحتاج إلى إعادة نظر في كتابة أدب الرحلة وفاقاً للتقانات الحديثة، من هنا ينشأ سؤال: أين أدب الرحلات الحجية بلونه المعاصر، والجديد؟! وسؤال يردفه: إذا كان كتاب الرحلات قديماً يسجلون تفاصيل كل شيء، فلماذا لا نجد من يتصدى لكتابة رحلة في الحج من منظور مواكب؟! أين من يتلقف الصور الرائعة، بلغة ماتعة، ويروي ما يلفت نظره، ويقص ما يبهر حواسه، ويسرد ما يحرك مشاعره؟! أليست الخدمات العظيمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية مشكورةً باعثاً مهماً من بواعث كتابة الرحلة اليوم؟! وإذا وجدت بعض نماذج أدبية؛ فلماذا لا يكشف عنها؟! وأين الأدباء، والنقاد من رصدها، وتحليلها؟!
أعتقد أننا اليوم بحاجة إلى الانتقال من البعد التاريخي التسجيلي الذي حفلت به كتب الرحلات قديماً وحديثاً إلى البعد الجمالي (الأيقوني) الذي يلتقط جماليات المكان، والصورة، وجماليات الاحتفاء والاعتناء، وجماليات الخدمات والرعاية، وإشهار هذه الجماليات في قالب أدبي ثقافي يصب في خدمة الدين أولاً، بوصف الحج أحد أركان الإسلام، وأهم شعائره، ثم يصب في خدمة الوطن ثانياً، بوصف المملكة العربية السعودية خادمة الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين التي تتوجه نحوها دول العالم، ومهبط الوحي، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرض آله الأطهار، وصحابته الأخيار.
فكتابة أدب الرحلة وفق هذا المنظور يبرز الأثر الوضاء الذي قامت به المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله، وخدمة الحرمين الشريفين، وما زالت - والحمد لله - تقوم به وتواصل، وتبدع فيه ولا تتوانى، ومن أقل الواجب أن يقف الأدب والأدباء شاهدين على ذلك.
الرياض
د. فهد إبراهيم البكر
حين يعتمر المعتمر أو يحجّ الحاج في زمننا هذا يتحرك في داخله شعور جميل ينبعث من مصدرين: الأول: ديني محسوس، حيث يأنس بتعظيم شعائر الله، ويخفق قلبه رجاءً بما عند الله، وتطرب نفسه أملاً في الأجر، وطمعاً بالخير، وابتغاءً للثواب.
والثاني: مادي ملموس، حيث ينبهر الحاج والمعتمر بالخدمات الجليلة، والأعمال العظيمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، وفي خدمة الحرمين الشريفين، بفضل الله تعالى، ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
لقد دأب حكّام هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على رعاية الحاج، وسقايته، ورفده، وإعانته، والاهتمام العام بشؤون الحاج والمعتمر، إضافة إلى عمارة الحرمين الشريفين، وتطويرهما، وتقديم كل الإمكانات، وتسخير كل القوى، في سبيل الاعتناء بضيوف بيت الله الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، ووالله إنه لشرف عظيم لمملكتنا حكومة وشعباً، أن يكونا قائمين على خدمة الحرمين الشريفين، وحجاج بيت الله، والمعتمرين.
ولئن كان الحج موضوعاً أدبياً بارزاً في عدد من الرحلات المتنوعة منذ القديم، فإننا بإزاء أدب رحلي جديد يحتاج إلى غزارة إبداعية، ومواكبة نقدية، فلم يعد أدب الرحلات الحجية أدب ذكريات، وخواطر، يذكر المشاق، ويرصد المصاعب فحسب، بل أصبح من الضروري أن يتجه كتّاب الرحلة اليوم إلى استعراض الجانب الجمالي الممتع في الرحلة، عوض عنايتهم بالجانب التقليدي القديم الذي يقوم على التسجيل الواقعي، وربما (الفانتازي) في بعض الأحيان.
إننا في زمننا هذا الذي شهدت فيه الحياة سرعة هائلة في الاتصال، والمواصلات، والخدمات بشكل عام، نحتاج إلى إعادة نظر في كتابة أدب الرحلة وفاقاً للتقانات الحديثة، من هنا ينشأ سؤال: أين أدب الرحلات الحجية بلونه المعاصر، والجديد؟! وسؤال يردفه: إذا كان كتاب الرحلات قديماً يسجلون تفاصيل كل شيء، فلماذا لا نجد من يتصدى لكتابة رحلة في الحج من منظور مواكب؟! أين من يتلقف الصور الرائعة، بلغة ماتعة، ويروي ما يلفت نظره، ويقص ما يبهر حواسه، ويسرد ما يحرك مشاعره؟! أليست الخدمات العظيمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية مشكورةً باعثاً مهماً من بواعث كتابة الرحلة اليوم؟! وإذا وجدت بعض نماذج أدبية؛ فلماذا لا يكشف عنها؟! وأين الأدباء، والنقاد من رصدها، وتحليلها؟!
أعتقد أننا اليوم بحاجة إلى الانتقال من البعد التاريخي التسجيلي الذي حفلت به كتب الرحلات قديماً وحديثاً إلى البعد الجمالي (الأيقوني) الذي يلتقط جماليات المكان، والصورة، وجماليات الاحتفاء والاعتناء، وجماليات الخدمات والرعاية، وإشهار هذه الجماليات في قالب أدبي ثقافي يصب في خدمة الدين أولاً، بوصف الحج أحد أركان الإسلام، وأهم شعائره، ثم يصب في خدمة الوطن ثانياً، بوصف المملكة العربية السعودية خادمة الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين التي تتوجه نحوها دول العالم، ومهبط الوحي، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرض آله الأطهار، وصحابته الأخيار.
فكتابة أدب الرحلة وفق هذا المنظور يبرز الأثر الوضاء الذي قامت به المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله، وخدمة الحرمين الشريفين، وما زالت - والحمد لله - تقوم به وتواصل، وتبدع فيه ولا تتوانى، ومن أقل الواجب أن يقف الأدب والأدباء شاهدين على ذلك.
الرياض