صوت الأم يقلل من آلام الاطفال الرضَّعْ
صوت الأم يقلل من آلام الاطفال الرضَّعْ
دراسة تؤكد أهمية وجود الآباء قرب حاضنات المواليد الخُدَّجْ
د. هانى رمزى عوض
لا خلاف على أهمية وجود الأم فى حياة طفلها فى كل الثقافات ليس فقط على مستوى الدعم النفسى والعاطفى للرضيع منذ لحظاته الأولى فى الحياة، ولكن لأن وجود الام يلعب دورا فى تخفيف حدة الآلام العضوية أيضا.
وهناك مئات الدراسات التى أثبتت هذا الدور بالفعل. وأحدث هذا الدراسات إشارت إلى احتمالية أن يكون مجرد سماع صوت الأم نوعا من الدعم المعنوى الذى يخفف من ألم الرضيع فى فترة مبكرة جدا من حياته، حتى قبل أن يكتمل نموه بشكل كامل وهو فى حضانات الأطفال المبتسرين (الخدج) premature babies.
- صوت الأم
جاءت هذه النتائج فى الدراسة التى قام بها باحثون من جامعة جينيف بسويسرا وتم نشرها فى نهاية شهر أغسطس (آب) من العام الحالي فى مجلة التقارير العلمية journal Scientific Reports. وأوضح العلماء أنه على الرغم من أن هذه النتائج مثيرة للدهشة، فإنها لم تدهشهم نظرا لسابق معرفتهم بأثر وجود الأم فى تخفيف الألم. وأكدوا أن الأمر لا يقتصر على مجرد تخفيف حدة الآلام ولكن أيضا يساعد فى إفراز هرمون الأوكسيتوسين oxytocin والذى يعرف بأنه هرمون العواطف. ومن هنا تأتى الأهمية القصوى لوجود الآباء فى فترة حجز الطفل فى الرعاية المركزة.
أوضح الباحثون أن أهمية الدراسة تأتى من أن الأطفال الذين يولودون ناقصي النمو يحتاجون إلى الحجز بالحضانات بعيدا عن الأم، حيث يتم التعامل معها من خلال العديد من الإجراءات الطبية الروتينية وفى الأغلب تكون مؤلمة عن طريق الوخز لأخذ عينات متكررة من الدم وأنبوبة التغذية التى يتم حقن السوائل من خلالها، بجانب الآلام الناتجة عن فشل أجهزة الجسم فى القيام بوظائفها بشكل كامل وأهمها الجهاز التنفسى وهو الأمر الذى يستدعي وضع الرضيع على جهاز تنفس صناعى فى بعض الأحيان.
وعلى الرغم من كل هذه الأوجاع فإن استعمال المسكنات يكون غير وارد إلا فى أقصى حالات الضرورة وذلك لخطورتها على نمو الطفل وآثارها الجانبية على أجهزة الجسم سواء وقت استخدامها أو على المدى الطويل على الجهاز العصبى.
ولذلك يتم استخدام وسائل بسيطة لتهدئة الطفل مثل تدثيره بشكل كامل بالملابس (اللفة) لضمان عدم إحساسه بالبرد وكذلك استخدام محلول سكرى واستعمال حلمة صناعية teat كبديل عن الرضاعة. ومع هذه الإجراءات البسيطة يمكن اللجوء لصوت الأم كعامل مساعد سواء من خلال الكلام أو الغناء للمساعدة فى تخفيف الألم.
حاول العلماء إثبات هذه الفرضية من خلال تتبع 20 من الرضع المبتسرين المحتجزين فى الرعاية المركزة لمستشفى باريني Parini Hospital في إيطاليا وطلبوا من كل أم أن توجد أثناء فحص الدم اليومي والذي يتم عن طريق استخراج بضع قطرات من الدم من الكعب.
وأوضح الباحثون أن التركيز بشكل أساسى كان على صوت الأم نظرا لأن الآباء فى الأغلب لا يستطيعون الوجود مع الرضع طوال اليوم بسبب انشغالهم.
- تخفيف الآلام
تم إجراء الدراسة على ثلاث مراحل على مدى ثلاثة أيام حتى يتسنى للباحثين إمكانية المقارنة. وقاموا بإعطاء الرضيع الحقنة الأولى لأخذ العينة دون وجود الأم وقاموا بإعطائه الحقنة الثانية فى وجود الأم بعد أن طلبوا منها الحديث مع طفلها. وفى الحقنة الثالثة طلبوا من الأم أن تقوم بالغناء للطفل وتغيرت ترتيبات هذه الشروط بشكل عشوائي كل مرة. وطلبوا من الأم أن تتحدث أو تغني قبل خمس دقائق من الحقن وكذلك أثناء الحقن وبعد انتهاء الإجراء وأوضحوا أنهم قاموا أيضًا بقياس شدة الصوت حتى يكون مسموعا حيث يطغى صوت الضوضاء المحيطة بالرضيع لأن غرفة الرعاية المركزة فى الأغلب تكون صاخبة سواء بسبب أصوات الأجهزة الطبية أو أجهزة التكييف وغيرها.
حاول الباحثون ملاحظة إذا كان وجود الأم ساهم فى تخفيف الأم الرضيع من عدمه باستخدام مقياس كودي للألم (PIPP) يتدرج من 0 إلى 21 درجة لقياس شدة الألم تبعا لتعبير وجه الرضيع بجانب المعايير الفسيولوجية الأخرى مثل سرعة النبض ومستوى الأكسجين فى الجسم وعدد مرات التنفس. ولمعرفة سلوك الرضع قام الباحثون بتصوير المراحل الثلاث لاختبارات الدم وطلبوا من موظفين مدربين على قياس هذه التعبيرات الحكم على النتيجة دون صوت حتى لا يكونوا على علم بوجود الأم لضمان حيادية الحكم دون الربط بين الألم ووجود مؤثر خارجى.
وكانت النتيجة أن مقياس الألم كان 4.5 درجة فى غياب الأم وانخفض إلى 3 درجات فقط فى المرة التى تحدثت فيها الأم مع طفلها بينما بلغ المقياس 3.8 أثناء غناء الأم. وأوضح الباحثون أن السبب فى ذلك الاختلاف بين الكلام والغناء من خلال حقيقة أن الأم أثناء الغناء تكون مقيدة باللحن نفسه وتحاول تطويع صوتها لتتوافق مع اللحن بعكس الحوار المباشر للطفل الذى تتحكم فيه الأم فى نغمة صوتها تبعا لرد فعل الرضيع.
ولمعرفة الدور الذى يمكن أن يلعبه وجود الأم فى إفراز هرمون الأوكسيتوسين قام العلماء أيضا بأخذ عينة من اللعاب وذلك قبل أن تتحدث الأم أو تغني وبعد وخز الكعب. وقد وجد فريق البحث أن مستويات الأوكسيتوسين ارتفعت من 0.8 إلى 1.4 بيكوغرام لكل مليلتر (بيكوغرام هو 10−12 من الغرامات) عندما تتحدث الأم وتعتبر هذه النسبة زيادة كبيرة جدا بالنسبة للهرمون، ولذلك فإنه يجب أن تتم الاستعانة بالأمهات أثناء علاج الرضع فى الرعاية المركزة حتى لو اقتصر الأمر على بضع دقائق حيث يوفرن الدعم النفسى والعضوى لأطفالهن.
الشرق الأوسط
دراسة تؤكد أهمية وجود الآباء قرب حاضنات المواليد الخُدَّجْ
د. هانى رمزى عوض
لا خلاف على أهمية وجود الأم فى حياة طفلها فى كل الثقافات ليس فقط على مستوى الدعم النفسى والعاطفى للرضيع منذ لحظاته الأولى فى الحياة، ولكن لأن وجود الام يلعب دورا فى تخفيف حدة الآلام العضوية أيضا.
وهناك مئات الدراسات التى أثبتت هذا الدور بالفعل. وأحدث هذا الدراسات إشارت إلى احتمالية أن يكون مجرد سماع صوت الأم نوعا من الدعم المعنوى الذى يخفف من ألم الرضيع فى فترة مبكرة جدا من حياته، حتى قبل أن يكتمل نموه بشكل كامل وهو فى حضانات الأطفال المبتسرين (الخدج) premature babies.
- صوت الأم
جاءت هذه النتائج فى الدراسة التى قام بها باحثون من جامعة جينيف بسويسرا وتم نشرها فى نهاية شهر أغسطس (آب) من العام الحالي فى مجلة التقارير العلمية journal Scientific Reports. وأوضح العلماء أنه على الرغم من أن هذه النتائج مثيرة للدهشة، فإنها لم تدهشهم نظرا لسابق معرفتهم بأثر وجود الأم فى تخفيف الألم. وأكدوا أن الأمر لا يقتصر على مجرد تخفيف حدة الآلام ولكن أيضا يساعد فى إفراز هرمون الأوكسيتوسين oxytocin والذى يعرف بأنه هرمون العواطف. ومن هنا تأتى الأهمية القصوى لوجود الآباء فى فترة حجز الطفل فى الرعاية المركزة.
أوضح الباحثون أن أهمية الدراسة تأتى من أن الأطفال الذين يولودون ناقصي النمو يحتاجون إلى الحجز بالحضانات بعيدا عن الأم، حيث يتم التعامل معها من خلال العديد من الإجراءات الطبية الروتينية وفى الأغلب تكون مؤلمة عن طريق الوخز لأخذ عينات متكررة من الدم وأنبوبة التغذية التى يتم حقن السوائل من خلالها، بجانب الآلام الناتجة عن فشل أجهزة الجسم فى القيام بوظائفها بشكل كامل وأهمها الجهاز التنفسى وهو الأمر الذى يستدعي وضع الرضيع على جهاز تنفس صناعى فى بعض الأحيان.
وعلى الرغم من كل هذه الأوجاع فإن استعمال المسكنات يكون غير وارد إلا فى أقصى حالات الضرورة وذلك لخطورتها على نمو الطفل وآثارها الجانبية على أجهزة الجسم سواء وقت استخدامها أو على المدى الطويل على الجهاز العصبى.
ولذلك يتم استخدام وسائل بسيطة لتهدئة الطفل مثل تدثيره بشكل كامل بالملابس (اللفة) لضمان عدم إحساسه بالبرد وكذلك استخدام محلول سكرى واستعمال حلمة صناعية teat كبديل عن الرضاعة. ومع هذه الإجراءات البسيطة يمكن اللجوء لصوت الأم كعامل مساعد سواء من خلال الكلام أو الغناء للمساعدة فى تخفيف الألم.
حاول العلماء إثبات هذه الفرضية من خلال تتبع 20 من الرضع المبتسرين المحتجزين فى الرعاية المركزة لمستشفى باريني Parini Hospital في إيطاليا وطلبوا من كل أم أن توجد أثناء فحص الدم اليومي والذي يتم عن طريق استخراج بضع قطرات من الدم من الكعب.
وأوضح الباحثون أن التركيز بشكل أساسى كان على صوت الأم نظرا لأن الآباء فى الأغلب لا يستطيعون الوجود مع الرضع طوال اليوم بسبب انشغالهم.
- تخفيف الآلام
تم إجراء الدراسة على ثلاث مراحل على مدى ثلاثة أيام حتى يتسنى للباحثين إمكانية المقارنة. وقاموا بإعطاء الرضيع الحقنة الأولى لأخذ العينة دون وجود الأم وقاموا بإعطائه الحقنة الثانية فى وجود الأم بعد أن طلبوا منها الحديث مع طفلها. وفى الحقنة الثالثة طلبوا من الأم أن تقوم بالغناء للطفل وتغيرت ترتيبات هذه الشروط بشكل عشوائي كل مرة. وطلبوا من الأم أن تتحدث أو تغني قبل خمس دقائق من الحقن وكذلك أثناء الحقن وبعد انتهاء الإجراء وأوضحوا أنهم قاموا أيضًا بقياس شدة الصوت حتى يكون مسموعا حيث يطغى صوت الضوضاء المحيطة بالرضيع لأن غرفة الرعاية المركزة فى الأغلب تكون صاخبة سواء بسبب أصوات الأجهزة الطبية أو أجهزة التكييف وغيرها.
حاول الباحثون ملاحظة إذا كان وجود الأم ساهم فى تخفيف الأم الرضيع من عدمه باستخدام مقياس كودي للألم (PIPP) يتدرج من 0 إلى 21 درجة لقياس شدة الألم تبعا لتعبير وجه الرضيع بجانب المعايير الفسيولوجية الأخرى مثل سرعة النبض ومستوى الأكسجين فى الجسم وعدد مرات التنفس. ولمعرفة سلوك الرضع قام الباحثون بتصوير المراحل الثلاث لاختبارات الدم وطلبوا من موظفين مدربين على قياس هذه التعبيرات الحكم على النتيجة دون صوت حتى لا يكونوا على علم بوجود الأم لضمان حيادية الحكم دون الربط بين الألم ووجود مؤثر خارجى.
وكانت النتيجة أن مقياس الألم كان 4.5 درجة فى غياب الأم وانخفض إلى 3 درجات فقط فى المرة التى تحدثت فيها الأم مع طفلها بينما بلغ المقياس 3.8 أثناء غناء الأم. وأوضح الباحثون أن السبب فى ذلك الاختلاف بين الكلام والغناء من خلال حقيقة أن الأم أثناء الغناء تكون مقيدة باللحن نفسه وتحاول تطويع صوتها لتتوافق مع اللحن بعكس الحوار المباشر للطفل الذى تتحكم فيه الأم فى نغمة صوتها تبعا لرد فعل الرضيع.
ولمعرفة الدور الذى يمكن أن يلعبه وجود الأم فى إفراز هرمون الأوكسيتوسين قام العلماء أيضا بأخذ عينة من اللعاب وذلك قبل أن تتحدث الأم أو تغني وبعد وخز الكعب. وقد وجد فريق البحث أن مستويات الأوكسيتوسين ارتفعت من 0.8 إلى 1.4 بيكوغرام لكل مليلتر (بيكوغرام هو 10−12 من الغرامات) عندما تتحدث الأم وتعتبر هذه النسبة زيادة كبيرة جدا بالنسبة للهرمون، ولذلك فإنه يجب أن تتم الاستعانة بالأمهات أثناء علاج الرضع فى الرعاية المركزة حتى لو اقتصر الأمر على بضع دقائق حيث يوفرن الدعم النفسى والعضوى لأطفالهن.
الشرق الأوسط