• ×
admin

حكمة الفشل

حكمة الفشل


خالد البسام

يروى عن المخترع الشهير توماس أديسون، الذي أضاء مصباحه الكهربائي حياة البشر، أنه فشل مئات المرات في تجاربه. وعندما سأل عن السبب أجاب: بلغ العدد 5000 محاولة فاشلة. وهنا سأله شخص: لماذا تصر على الاستمرار في تجارب فاشلة؟ فأجاب: ليست فاشلة .. فقد اكتشفت حتى الآن 5000 مادة لا تصلح للمصباح.
وإذا كان أديسون وغيره كثيرون من عباقرة الدنيا قد استفادوا من فشلهم وحولوه إلى نجاح كبير فإن عندنا اليوم فاشلين ويصرون على نجاحهم.
طبعا الفوارق لا تحصى، غير أن المهم الآن هو ألا نجاح بدون فشل، بل هو الطريقة الأمثل للوصول إلى النجاح.
وهذا الكلام صحيح مائة بالمائة فالفشل كما يقال هو دورة تدريبية مجانية ليصل الناس إلى النجاح.
والإنسان الفاشل سيحصد بعض الحزن والضجر، غير أن علماء النفس يقولون اليوم إنه لا بأس ببعض الحزن شرط أن يكون مصحوبا بالتأمل ومحاولة تصحيح الطريق وإيجاد بديل آخر. لكن المشكلة هي أن كثيرا من الناس يستسلمون لليأس وهو أسهل الطرق للباحثين عن الفشل. فلو توقف الأطفال عن محاولة المشي بسبب سقوطهم مرة تلو الأخرى لتحولنا إلى مجتمع مقعدين.
وأكثر الناس يخافون من الفشل. غير أن التخلص من هذا الخوف ممكن حسب علماء النفس والحل في رأيهم هو أنه إذا جاءتك هواجس الفشل توقف فورا عن التفكير فيها بتذكر أية تجربة أخرى ناجحة نالت استحسان الآخرين، وإذا لم تجد تذكر موضوعا مضحكا وتسامر مع أصدقائك عنه.
وإذا كان لديك رصيد كبير من التجارب الفاشلة فذكر نفسك دائما بأن تجربة أخرى لن تضر بل وربما تكون آخر تجربة قبل النجاح الذي تنتظره، كما أنك لن تخسر شيئا في النهاية.
وهناك اعتقاد منتشر عند قطاع واسع من الناس وهو الإصرار يمكنه وحده إن يحقق النجاح المطلوب. لكن علماء النفس يرون أن الإصرار وحده لا يكفي ما لم يكن مصحوبا بالمثابرة والإبداع. والأهم في هذه النقطة هو أن العناد وحده من دون رؤية واضحة يزيد الفشل ويبعد النجاح عنا كثيرا.
وأزيد من الشعر بيتا ومن المقال للقارئ حكمة جميلة، فقد قيل للقمان الحكيم ممن تعلمت الحكمة؟ قال: من العميان، فإنهم لا يضعون القدم حتى يعرفوا المكان.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  1  2135