نعمة النسيان
نعمة النسيان
هيفاء صفوق
لكل منا ذكريات تحملها الذاكرة بعضها جميل والبعض غير ذلك وكلاهما يبقيان في الذاكرة.
لذا من كان ينتظر أن تختفي أو تزول بعض الذكريات غير المرغوب فيها، ربما لا يستطيع نسيانها لكنه حتماً يستطيع قطع الشعور بها، أي أن الذكرى تبقى لكن لا يوجد صلة بها، ربما بعضنا يشاهدها بين الحين والآخر لكنه يتجاوز شعور الألم، والبعض لم يستطع إزالة هذا الشعور فجلس بين الذكريات وشعورها المؤلم وكأنه يجدد هذا الشعور كل يوم، وإن حاولت أن تساعده ليخرج من هذا الشعور، سيقول صعب جداً النسيان.
هل فعلاً صعب النسيان أم لا نريد ذلك؟
يتبادر إلى الذهن، هل نمتلك حرية هذا الاختيار بحيث نبقي الذكريات الجميلة ونلغي الذكريات المؤلمة؟ نعم نستطيع ذلك، حينما ساعدنا أنفسنا في تخطي الألم واتخاذ ما يعيننا على ذلك، حتماً ستبقى الذكريات لكن من دون الارتباط بالألم الموجود فيها، وكأننا فصلنا الشعور عن الذكريات، وهذا يتطلب الوقت ويتطلب عدة إجراءات نقوم بها.
العقل يحتفظ بالذكريات كشريط سينمائي لدينا، ولكن زود الله الإنسان القدرة على النسيان أيضاً لمن أراد أن يتخطى ذلك، إذاً الذي علينا فعله هو مواجهة الشعور المؤلم وعدم الهروب منه، فلا بد من الجلوس مع أنفسنا كثيراً، ونتعرف على تلك المشاعر المؤلمة المدفونة في داخلنا، ونواجهها ولا نقاومها، ونفصح عن كل ما يدور في الوجدان، ونتحدث عن تلك الذكريات أو المواقف المؤلمة لأنفسنا أو لمن نثق به أو لمتخصص يستمع لنا، هذه العملية من الإفراغ الوجداني كفيلة أن تذوب جبال الماضي المؤلم، مجرد البوح وإظهار الألم من داخلنا يجعلنا نشعر بتوازن داخلي وبراحة وهدوء، ويجعلنا ندرك أن هناك العديد من الأبواب المفتوحة أمامنا، لكننا من قيدنا أنفسنا بسجن الذكريات، وجعلنا كلمة "صعب" في حياتنا.
البعض منا يتوقع الكتمان وعدم الإفصاح الحلَّ أو القوة، والحقيقة عكس ذلك، نحن بشر نحتاج إلى الحديث والإفصاح والتعبير عن المشاعر المدفونة وخاصة القديمة جداً لكي نستطيع أن نعيش الحاضر بهدوء.
عندما نعبر ونتخلص من الشعور الداخلي نستطيع أن نتقبل هذه الذكريات، وستكون مجرد مشاهد تأتي في وقت وتختفي في وقت آخر من دون أن يكون لها أثر علينا، وإن كانت الذكريات جميلة فجميل أن نستحضر تلك المشاعر لتبهجنا اليوم، لذا فالإنسان له حرية الاختيار للتغيير متى ما أراد ذلك.
كما أن لكل شيء وقت لحدوثه ووقت لرحيله أيضاً، إن كنا ندرك المعنى الأكبر لحدوث كل ما يجري في حياتنا على أنها تجربة نتعلم منها، لسوف نتجاوز كل ألم، وسنعرف كيف نعيش الآن بحب وسلام.
الرياض
هيفاء صفوق
لكل منا ذكريات تحملها الذاكرة بعضها جميل والبعض غير ذلك وكلاهما يبقيان في الذاكرة.
لذا من كان ينتظر أن تختفي أو تزول بعض الذكريات غير المرغوب فيها، ربما لا يستطيع نسيانها لكنه حتماً يستطيع قطع الشعور بها، أي أن الذكرى تبقى لكن لا يوجد صلة بها، ربما بعضنا يشاهدها بين الحين والآخر لكنه يتجاوز شعور الألم، والبعض لم يستطع إزالة هذا الشعور فجلس بين الذكريات وشعورها المؤلم وكأنه يجدد هذا الشعور كل يوم، وإن حاولت أن تساعده ليخرج من هذا الشعور، سيقول صعب جداً النسيان.
هل فعلاً صعب النسيان أم لا نريد ذلك؟
يتبادر إلى الذهن، هل نمتلك حرية هذا الاختيار بحيث نبقي الذكريات الجميلة ونلغي الذكريات المؤلمة؟ نعم نستطيع ذلك، حينما ساعدنا أنفسنا في تخطي الألم واتخاذ ما يعيننا على ذلك، حتماً ستبقى الذكريات لكن من دون الارتباط بالألم الموجود فيها، وكأننا فصلنا الشعور عن الذكريات، وهذا يتطلب الوقت ويتطلب عدة إجراءات نقوم بها.
العقل يحتفظ بالذكريات كشريط سينمائي لدينا، ولكن زود الله الإنسان القدرة على النسيان أيضاً لمن أراد أن يتخطى ذلك، إذاً الذي علينا فعله هو مواجهة الشعور المؤلم وعدم الهروب منه، فلا بد من الجلوس مع أنفسنا كثيراً، ونتعرف على تلك المشاعر المؤلمة المدفونة في داخلنا، ونواجهها ولا نقاومها، ونفصح عن كل ما يدور في الوجدان، ونتحدث عن تلك الذكريات أو المواقف المؤلمة لأنفسنا أو لمن نثق به أو لمتخصص يستمع لنا، هذه العملية من الإفراغ الوجداني كفيلة أن تذوب جبال الماضي المؤلم، مجرد البوح وإظهار الألم من داخلنا يجعلنا نشعر بتوازن داخلي وبراحة وهدوء، ويجعلنا ندرك أن هناك العديد من الأبواب المفتوحة أمامنا، لكننا من قيدنا أنفسنا بسجن الذكريات، وجعلنا كلمة "صعب" في حياتنا.
البعض منا يتوقع الكتمان وعدم الإفصاح الحلَّ أو القوة، والحقيقة عكس ذلك، نحن بشر نحتاج إلى الحديث والإفصاح والتعبير عن المشاعر المدفونة وخاصة القديمة جداً لكي نستطيع أن نعيش الحاضر بهدوء.
عندما نعبر ونتخلص من الشعور الداخلي نستطيع أن نتقبل هذه الذكريات، وستكون مجرد مشاهد تأتي في وقت وتختفي في وقت آخر من دون أن يكون لها أثر علينا، وإن كانت الذكريات جميلة فجميل أن نستحضر تلك المشاعر لتبهجنا اليوم، لذا فالإنسان له حرية الاختيار للتغيير متى ما أراد ذلك.
كما أن لكل شيء وقت لحدوثه ووقت لرحيله أيضاً، إن كنا ندرك المعنى الأكبر لحدوث كل ما يجري في حياتنا على أنها تجربة نتعلم منها، لسوف نتجاوز كل ألم، وسنعرف كيف نعيش الآن بحب وسلام.
الرياض