الطاقة في خطر
الطاقة في خطر
د. فهد محمد بن جمعة
أصبحت مؤشرات اليوم شاهدة على ما نتوقعه من النفط على المدى الطويل، حيث تعلم العالم درسا قاسيا من ارتفاع أسعار الطاقة في ظل انتشار الوباء وشح المعروض، بعد أن تجاوز سعر برنت 96 دولارا وغرب تكساس 95 دولارا في 14 فبراير 2022 والأعلى منذ 2014، لذا حذر غابرييل كولينز، بيكر بوتس، ميشيل ميشوت فوس من معهد بيكر بجامعة رايس في تقريرهم "تحول الطاقة العالمية يلوح في أفق وادي الموت" في 27 يناير 2022، من التكاليف البشرية والاقتصادية التي سوف يسببها الانتقال بسرعة كبيرة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية. وأن هذا الانتقال المبكر سيؤدي إلى رفع أسعار الطاقة وإلحاق الضرر بالمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
كما تشير الدراسة إلى أن التحولات من الخشب إلى الفحم ومن الفحم إلى النفط، أي الانتقال من مصادر طاقة أقل كثافة في استهلاك الطاقة إلى أنواع أكثر كثافة في استخدام الطاقة، استغرق عقودا طويلة ليجني العالم ثمارها، إن محاولات التحول بمعدل سريع من النفط والغاز إلى الطاقة المتجددة تحدده الاستثمارات في النفط وقد تفشل من الآن وحتى أواخر العقد المقبل، وعلى ذلك، يبقى النفط والغاز الوقود المسرع للانتقال إلى الطاقة المتجددة وأساس التكامل والاندماج بين جميع مصادر الطاقة، بل إنهما اللبنات المادية لتوربينات الرياح والألواح الشمسية التي يتوق إليها العالم الآن، إن تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة تزامنا مع الحد من كثافة الكربون والتحول السريع إلى مصادر الطاقة ذات الكثافة المنخفضة يشكل تحديا غير مسبوق، فما زال معظم السيارات التي يبلغ عددها مليار سيارة في العالم تستخدم البنزين أو الديزل، بينما ما زالت الطائرات والشاحنات الثقيلة والمعدات الزراعية والسفن تحرق النفط وسوف يستمر لعقود مقبلة.
ورغم استثمار مطوري الطاقة البديلة أكثر من 3 تريليونات دولار بين عامي 2010 و2020، أي نحو نصف ما تم استثماره في النفط والغاز في المنبع، إلا أن مخزونات الكربون القديمة التي سحبت من الأرض لا تزال قوة الحضارة الحديثة، وهذا يتطلب المزيد من الاستثمارات في النفط والغاز بما يقرب من 12 تريليون دولار خلال السنوات العشرين المقبلة لتلبية الطلب العالمي، وفقا لمنظمة أوبك.
إن النفط والغاز هما ضمان أمن الطاقة نحو التحول إلى طاقة متجددة قادرة على تلبية معظم الطلب العالمي في العقود المقبلة، فما زالت حصة النفط هي الأكبر في مزيج الطاقة 31.2 %، يليها الفحم 27.2 % في 2020، الغاز الطبيعي 24.7 %، بينما الطاقة المتجددة فقط 5.7 % (BP)، إن العالم سيندم على استعجاله نحو الطاقة المتجددة ومقاومة الاستثمارات في إنتاج النفط وستنقلب الانبعاثات الكربونية قبل وصولها إلى الحياد الصفري على أعداء النفط.
الرياض
د. فهد محمد بن جمعة
أصبحت مؤشرات اليوم شاهدة على ما نتوقعه من النفط على المدى الطويل، حيث تعلم العالم درسا قاسيا من ارتفاع أسعار الطاقة في ظل انتشار الوباء وشح المعروض، بعد أن تجاوز سعر برنت 96 دولارا وغرب تكساس 95 دولارا في 14 فبراير 2022 والأعلى منذ 2014، لذا حذر غابرييل كولينز، بيكر بوتس، ميشيل ميشوت فوس من معهد بيكر بجامعة رايس في تقريرهم "تحول الطاقة العالمية يلوح في أفق وادي الموت" في 27 يناير 2022، من التكاليف البشرية والاقتصادية التي سوف يسببها الانتقال بسرعة كبيرة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية. وأن هذا الانتقال المبكر سيؤدي إلى رفع أسعار الطاقة وإلحاق الضرر بالمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
كما تشير الدراسة إلى أن التحولات من الخشب إلى الفحم ومن الفحم إلى النفط، أي الانتقال من مصادر طاقة أقل كثافة في استهلاك الطاقة إلى أنواع أكثر كثافة في استخدام الطاقة، استغرق عقودا طويلة ليجني العالم ثمارها، إن محاولات التحول بمعدل سريع من النفط والغاز إلى الطاقة المتجددة تحدده الاستثمارات في النفط وقد تفشل من الآن وحتى أواخر العقد المقبل، وعلى ذلك، يبقى النفط والغاز الوقود المسرع للانتقال إلى الطاقة المتجددة وأساس التكامل والاندماج بين جميع مصادر الطاقة، بل إنهما اللبنات المادية لتوربينات الرياح والألواح الشمسية التي يتوق إليها العالم الآن، إن تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة تزامنا مع الحد من كثافة الكربون والتحول السريع إلى مصادر الطاقة ذات الكثافة المنخفضة يشكل تحديا غير مسبوق، فما زال معظم السيارات التي يبلغ عددها مليار سيارة في العالم تستخدم البنزين أو الديزل، بينما ما زالت الطائرات والشاحنات الثقيلة والمعدات الزراعية والسفن تحرق النفط وسوف يستمر لعقود مقبلة.
ورغم استثمار مطوري الطاقة البديلة أكثر من 3 تريليونات دولار بين عامي 2010 و2020، أي نحو نصف ما تم استثماره في النفط والغاز في المنبع، إلا أن مخزونات الكربون القديمة التي سحبت من الأرض لا تزال قوة الحضارة الحديثة، وهذا يتطلب المزيد من الاستثمارات في النفط والغاز بما يقرب من 12 تريليون دولار خلال السنوات العشرين المقبلة لتلبية الطلب العالمي، وفقا لمنظمة أوبك.
إن النفط والغاز هما ضمان أمن الطاقة نحو التحول إلى طاقة متجددة قادرة على تلبية معظم الطلب العالمي في العقود المقبلة، فما زالت حصة النفط هي الأكبر في مزيج الطاقة 31.2 %، يليها الفحم 27.2 % في 2020، الغاز الطبيعي 24.7 %، بينما الطاقة المتجددة فقط 5.7 % (BP)، إن العالم سيندم على استعجاله نحو الطاقة المتجددة ومقاومة الاستثمارات في إنتاج النفط وستنقلب الانبعاثات الكربونية قبل وصولها إلى الحياد الصفري على أعداء النفط.
الرياض