الروضة الشريفة.. عبق النبوة
الروضة الشريفة.. عبق النبوة
صالح عبدالعزيز الكريّم
الملاحظ لدخول النساء للروضة الشريفة قبل حلول كورونا والآن بعد التنظيم الجديد يجد فرقًا كبيرًا بين الاثنين، في السابق كان النساء يتقاتلن على الدخول ومنظر لحظة التسابق للحصول على مكان في الروضة الشريفة منظر غير حضاري، بالإضافة إلى أنه دخول بدون تحديد للفترة الزمنية للبقاء فيها، واليوم الدخول منظم ومرتب وبحجز مبكر ولفترة محددة، فأضاف التنظيم راحة بالغة الأثر في النفوس، والكلام ينطبق أيضًا على الرجال، لكن التحديد بالنساء لأنه كان الأكثر تزاحمًا، فسبحان الله رب ضارة نافعة.
إن الروضة الشريفة ذات العبق النبوي التي كان فيها يوميًا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدي الصلاة والأذكار والتوجيه عبر منبره وملاقاة الصحابة ومدارستهم رجالاً ونساءً أمور الدين والدنيا وفيها محرابه وسيرته العطرة مع أصحابه وفيها نسماته وتفوح فيها أجواء ربانية لأنها من الجنة كما ورد في ذلك الحديث الصحيح (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وفيها نسمات أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وفاطمة ورجال ونساء كانوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم، كل ذلك يجعلها الأقوى تركيزًا لجلب الراحة النفسية وإمضاء لحظات في ذلك المكان يشحن الإنسان فيه روحه ونفسه وقلبه وداخله بما يجعله سعيدًا مرتاحًا.
وقد عشت سنوات فيها ما بين منبر النبوة وبيته صلى الله عليه وسلم حيث عبق النبوة ومع حرصنا للصلاة دائمًا حيث تلك الأيام كان من السهل جدًا أن تجد مكانًا فيها لعدم الازدحام، وكان أكثر جاذبية في وقت فراغها عندما كنت أنا وبعض زملائي في مرحلة الثانوية نستذكر دروسنا خاصة في أسابيع ما قبل الاختبار في أوقات الضحى ما بين الرواق والحصوة والروضة، ومن أجمل ما نتذكره أن المذاكرة تتنوع إما مشيًا في طول الحرم ذهابًا وايابًا أو جلوسًا في الروضة أو الحصوة أو الرواق (ما بين الحصوتين) ومن شدة التعب أحيانًا ننام بعض الوقت متخذين من كرسي القرآن الكريم وسادة ومن غلاف الكتاب الذي نذاكره غطاءً ويكون ذلك أحيانًا في الروضة أو بالقرب منها حيث لا توجد الزحمة التي نشاهدها اليوم ولا يزعجنا شيءٌ سوى وقت النظافة الذي كان يؤدى يوميًا في الحرم بالمكانس اليدوية (الخسف).
إن الأجواء في المسجد النبوي الشريف سابقًا أو حاضرًا خاصة في الروضة الشريفة لطيفة ومريحة للنفس بما تحمله من عبق النبوة ونسمات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي تتعطر بها الأجواء فتعيشها الأرواح حبًا له وتتنفسها القلوب عشقًا وتحياها النفوس فتتلذذ بها راحة نفسية وهذا هو سر من يزور المدينة ثم تلقاه فتسأله فيقول لك تلقائيًا إنني أجد فيها راحة نفسية بالغة الأثر، فصلى الله وسلم وبارك على من عاش فيها وعطر أجواءها وبارك نسماتها بكثرة المصلين عليه من ملائكة مباركين وبشر مؤمنين ومن قبل مما صلى الله عليه فيه الرب الكريم وسلم تسليمًا كثيرًا.
المدينة
صالح عبدالعزيز الكريّم
الملاحظ لدخول النساء للروضة الشريفة قبل حلول كورونا والآن بعد التنظيم الجديد يجد فرقًا كبيرًا بين الاثنين، في السابق كان النساء يتقاتلن على الدخول ومنظر لحظة التسابق للحصول على مكان في الروضة الشريفة منظر غير حضاري، بالإضافة إلى أنه دخول بدون تحديد للفترة الزمنية للبقاء فيها، واليوم الدخول منظم ومرتب وبحجز مبكر ولفترة محددة، فأضاف التنظيم راحة بالغة الأثر في النفوس، والكلام ينطبق أيضًا على الرجال، لكن التحديد بالنساء لأنه كان الأكثر تزاحمًا، فسبحان الله رب ضارة نافعة.
إن الروضة الشريفة ذات العبق النبوي التي كان فيها يوميًا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدي الصلاة والأذكار والتوجيه عبر منبره وملاقاة الصحابة ومدارستهم رجالاً ونساءً أمور الدين والدنيا وفيها محرابه وسيرته العطرة مع أصحابه وفيها نسماته وتفوح فيها أجواء ربانية لأنها من الجنة كما ورد في ذلك الحديث الصحيح (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وفيها نسمات أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وفاطمة ورجال ونساء كانوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم، كل ذلك يجعلها الأقوى تركيزًا لجلب الراحة النفسية وإمضاء لحظات في ذلك المكان يشحن الإنسان فيه روحه ونفسه وقلبه وداخله بما يجعله سعيدًا مرتاحًا.
وقد عشت سنوات فيها ما بين منبر النبوة وبيته صلى الله عليه وسلم حيث عبق النبوة ومع حرصنا للصلاة دائمًا حيث تلك الأيام كان من السهل جدًا أن تجد مكانًا فيها لعدم الازدحام، وكان أكثر جاذبية في وقت فراغها عندما كنت أنا وبعض زملائي في مرحلة الثانوية نستذكر دروسنا خاصة في أسابيع ما قبل الاختبار في أوقات الضحى ما بين الرواق والحصوة والروضة، ومن أجمل ما نتذكره أن المذاكرة تتنوع إما مشيًا في طول الحرم ذهابًا وايابًا أو جلوسًا في الروضة أو الحصوة أو الرواق (ما بين الحصوتين) ومن شدة التعب أحيانًا ننام بعض الوقت متخذين من كرسي القرآن الكريم وسادة ومن غلاف الكتاب الذي نذاكره غطاءً ويكون ذلك أحيانًا في الروضة أو بالقرب منها حيث لا توجد الزحمة التي نشاهدها اليوم ولا يزعجنا شيءٌ سوى وقت النظافة الذي كان يؤدى يوميًا في الحرم بالمكانس اليدوية (الخسف).
إن الأجواء في المسجد النبوي الشريف سابقًا أو حاضرًا خاصة في الروضة الشريفة لطيفة ومريحة للنفس بما تحمله من عبق النبوة ونسمات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي تتعطر بها الأجواء فتعيشها الأرواح حبًا له وتتنفسها القلوب عشقًا وتحياها النفوس فتتلذذ بها راحة نفسية وهذا هو سر من يزور المدينة ثم تلقاه فتسأله فيقول لك تلقائيًا إنني أجد فيها راحة نفسية بالغة الأثر، فصلى الله وسلم وبارك على من عاش فيها وعطر أجواءها وبارك نسماتها بكثرة المصلين عليه من ملائكة مباركين وبشر مؤمنين ومن قبل مما صلى الله عليه فيه الرب الكريم وسلم تسليمًا كثيرًا.
المدينة