• ×
admin

أطفال الأنابيب للزوجين الطبيعـيين أيضـًا

أطفال الأنابيب للزوجين الطبيعـيين أيضـًا


د. سعد الدين قناوي

من أهم الأسباب التي دعت إلى دراسة الكروموسومات والخريطة الجينية للإنسان ليس مجرد الدراسة فحسب .. ولكن هذه الدراسة تساعد في الوصول إلى اكتشافات وبحوث علمية تساهم في محاولة علاج والوقاية من الأمراض الوراثية والمشاكل الكروموسومية الموروثة.
وبسؤال د. سعد الدين قناوي (أمراض النساء والتوليد - مراكز د. سمير عباس الطبية) عن أهم ما توصل إليه العلم في هذا المجال قال إن من أهم ما توصل إليه العلم في هذا المجال هو فحص الأجنة وراثيا قبل زرعها في بطانة الرحم. وتتم هذه التقنية بطريقتين أولاهما عبارة عن تحليل لكروموسومات الجنين لاستبعاد وجود خلل بالكروموسومات مثل زيادة عدد أحد الكروموسومات أو وجود نقص في عدد إحداها أو وجود خلل في شكل وتركيب الكروموسومات. وثانيهما هي عبارة عن تحليل جيني لجينات بعض الأمراض الوراثية الشائعة والمنتشرة (مثل أنيميا الخلايا المنجلية والثلاسيميا أو أنيميا البحر المتوسط).. ويمكن عن طريق تحليل الكروموسومات أيضا فصل الذكور عن الإناث وذلك لتجنب الأمراض الوراثية المتعلقة بأيهما.
والسؤال الذي يطرأ على البال الآن كيف يتم أخذ العينات من الأجنة؟ يجيب عن هذا السؤال د. سعد الدين قناوي فيقول إن الموضوع يبدأ بتنشيط التبويض للزوجة، ومتابعة نمو البويضات بأشعة الموجات فوق الصوتية، حتى إذا ما وصلت البويضات إلى حجم معين تعطى إبرة تؤدي لحدوث التبويض في وقت معين، ثم يحدد وقت معين يتم فيه سحب البويضات بطريقة سهلة وبسيطة لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة يتم بعدها تلقيح هذه البويضات عن طريق حقن الحيوانات المنوية بداخلها، حيث توضع البويضات المخصبة في حضانات معينة لتصبح أجنة منقسمة .. وفي اليوم الثالث بعد سحب البويضات تؤخذ عينات من هذه الأجنة بواقع خلية واحدة من الخلايا الجنينية المنقسمة (8 -10 خلايا) ويكون هذا عن طريق أحدث التقنيات الميكروسكوبية بدون إحداث أي ضرر بالأجنة .. أما عن الأزواج الذين ينصح لهم بإجراء هذه العملية فهم كثيرون ولكن على سبيل المثال لا الحصر هم:
الأزواج الذين لديهم تاريخ أمراض وراثية منتشرة بالعائلة.
الأزواج الذين أنجبوا طفلا أو أكثر مصابا بأحد الأمراض الوراثية.
الأمراض الوراثية المتعلقة بجنس المولود والتي يمكن فيها تحديد جنس المولود (ذكر أو أنثى).
الأزواج الذين تعرضوا لمشكلة الإجهاض المتكرر.
الأزواج الذين طالهم الإرهاق النفسي والمعنوي من تكرار فشل عملية أطفال الأنابيب.
تقدم سن الأبوين وبخاصة الأم.
الأزواج من الأقارب.
وبهذا نجد نسبة كبيرة جدا من الأزواج الذين يبدون ظاهريا من ناحية الخصوبة أنه ليس لديهم مشكلة بالمرة ولكن طبيا يكون الأمل في العلاج عن طريق الفحص الوراثي قبل إرجاع الأجنة في عملية التلقيح المجهري.
ومما سبق ذكره يتضح أن الأمراض الوراثية هي مشكلة يتلخص التغلب عليها في شقين، أولهما في علاجها وهذا طريق طويل لم يتوصل فيه العلم حتى الآن لعلاج ناجح في كثير من الأحوال عن طريق علاج الكروموسومات أو الجينات. أما الطريق الثاني فيمكن الوقاية من هذه الأمراض وهنا الإمكانية تتعلق بإجراء الفحص الوراثي قبل زرع الأجنة في بطانة الرحم .. حيث أصبحت الخيالات حقيقة واقعة وأصبحت الدراسات في الماضي علما مطبقا في الحاضر.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  1  2367