دعوات هادمة
دعوات هادمة
مساعد العصيمي
لا ينفك أي مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي كتويتر ومن على شاكلتها من حجم الدعوات الصريحة للانفلات الأخلاقي؛ وتستهدف من خلاله تحقيق مكاسب، وتحقيق عوائد مالية كبيرة، مستغلين تدافع المراهقين صغاراً وكباراً نحو التنفيس المحرم.
الرسائل والدعوات وعروض الفيديو في طياتها إغراءات جسدية تستثير الهيام والغرام والتواصل المحرم وغير قليل من سواقط الألفاظ. تلك الظاهرة السيئة انتشرت وبكل أسف في تلك الوسائل، تحمل عنواناً ظاهراً هو سوء الأخلاق، لا سيما وأن تلك الدعوات تفتح المجال للغريزة الجنسية بين من هم في عمر الزهور، وتدفعهم نحو ساقط اللفظ، وتبادل الإيحاءات المغرية علناً من خلالها.
أحد المختصين أشار إلى أن تلك الوسائل تبث في كل أنحاء العالم، ومن شركات في الغرب والشرق، وكل بلغته وتضع الشكل والجنس والبشرة التي تستثير كل مجتمع، وبما يحقق لها عوائد مالية يومية كبيرة.. وهنا مربط الفرس لدى تلك الوسائل، وفي كيفية تسهيلها للأمر، مع أن الأمر لا يخلو من أفراد يقومون بالعملية نفسها ببث الرسائل المثيرة المباشرة والمؤججة لمشاعر المتلقين كي يتلقّى الردود، والاستزادة بالمتابعة من خلال تكرارها وكثرة الردود عليها، وتخيلوا كيفية استقبالها من قبل شاب في عمر الزهور.
إذاً المسألة تعبير عن المتاجرة بالفحش والرذيلة دون الاهتمام بقيم المجتمعات وكبريائها ورفضها لمثل ذلك، ناهيك عن إفساد الجيل بما يشغلهم عن أشياء أهم لمن هم في أعمارهم.. فهل تلك الوسائل غير مدركة لما هم عليه من إفساد ونشر للفساد في المجتمعات المحافظة؟! لا سيما وأن مكاسبهم تلك تشبه في اقتنائها ما يفعله من يسر ارتكاب المحرم أو يدل عليه!.. مثل ذلك ألا يستحق وقفة ومراجعة لأجل إيقاف هذا الفلتان الضار المدمر للمجتمع.
نحن لا نمارس الوصاية على أحد بفرض قيم خاصة، لكننا لا نختلف على أن الأمر ينطوي على سوء سلوكيات وقيم ترفضها معظم المجتمعات؛ ذلك أنها تحمل في جوهرها دعوات مضرة الهدف منها الكسب المادي المقترن بسقوط ظاهر، ناهيك عن أن الأمر يتجاوز هذا الانهيار القيمي إلى إهدار الوقت وتبديده فيما لا طائل منه دون وبلا فائدة تذكر، الجانب الآخر وهو الأهم، أنه دعوة للفحش وارتكاب المحرمات، غير أن تلك الوسائل باتت تسهل عملية التواصل وكأن الأمر معني بالإصرار على نشر الرذيلة وجعل الموافقة عليها من المسلمات غير المقلقة.
نشير إلى ذلك ونحن نعلم أنها مسؤولية الجميع، لأنه لا رقيب قادر على كبح جماح تلك الدعوات، لكننا نحتاج إلى توعية مجتمعية تكون من ناشطين على تويتر وأخواتها، للتعريف بمخاطرها، والرد عليها توافقاً مع رسائلها.. فلا يكفي رفع العقيرة بالشكوى عبر المواقع نفسها أو التباكي عبر الصحافة، بل علينا أن ندفع في دولنا الخليجية -خصوصاً- إلى مراجعة مواثيق الشرف المهنية مع تلك الوسائل التواصلية، وإن لم يتسن لنا ذلك فعلى الأقل لنجتهد في التوعية؛ والتأكيد على أن مثل تلك الدعوات خسارة وقت ومال وصحة، ناهيك عن الوعي المحمود الذي ننشده، وما يتخلل ذلك من تعزيز دور الأسرة لبذل المزيد من الجهد والتحصين الفكري والخلقي لحماية أفرادها.
الرياض
مساعد العصيمي
لا ينفك أي مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي كتويتر ومن على شاكلتها من حجم الدعوات الصريحة للانفلات الأخلاقي؛ وتستهدف من خلاله تحقيق مكاسب، وتحقيق عوائد مالية كبيرة، مستغلين تدافع المراهقين صغاراً وكباراً نحو التنفيس المحرم.
الرسائل والدعوات وعروض الفيديو في طياتها إغراءات جسدية تستثير الهيام والغرام والتواصل المحرم وغير قليل من سواقط الألفاظ. تلك الظاهرة السيئة انتشرت وبكل أسف في تلك الوسائل، تحمل عنواناً ظاهراً هو سوء الأخلاق، لا سيما وأن تلك الدعوات تفتح المجال للغريزة الجنسية بين من هم في عمر الزهور، وتدفعهم نحو ساقط اللفظ، وتبادل الإيحاءات المغرية علناً من خلالها.
أحد المختصين أشار إلى أن تلك الوسائل تبث في كل أنحاء العالم، ومن شركات في الغرب والشرق، وكل بلغته وتضع الشكل والجنس والبشرة التي تستثير كل مجتمع، وبما يحقق لها عوائد مالية يومية كبيرة.. وهنا مربط الفرس لدى تلك الوسائل، وفي كيفية تسهيلها للأمر، مع أن الأمر لا يخلو من أفراد يقومون بالعملية نفسها ببث الرسائل المثيرة المباشرة والمؤججة لمشاعر المتلقين كي يتلقّى الردود، والاستزادة بالمتابعة من خلال تكرارها وكثرة الردود عليها، وتخيلوا كيفية استقبالها من قبل شاب في عمر الزهور.
إذاً المسألة تعبير عن المتاجرة بالفحش والرذيلة دون الاهتمام بقيم المجتمعات وكبريائها ورفضها لمثل ذلك، ناهيك عن إفساد الجيل بما يشغلهم عن أشياء أهم لمن هم في أعمارهم.. فهل تلك الوسائل غير مدركة لما هم عليه من إفساد ونشر للفساد في المجتمعات المحافظة؟! لا سيما وأن مكاسبهم تلك تشبه في اقتنائها ما يفعله من يسر ارتكاب المحرم أو يدل عليه!.. مثل ذلك ألا يستحق وقفة ومراجعة لأجل إيقاف هذا الفلتان الضار المدمر للمجتمع.
نحن لا نمارس الوصاية على أحد بفرض قيم خاصة، لكننا لا نختلف على أن الأمر ينطوي على سوء سلوكيات وقيم ترفضها معظم المجتمعات؛ ذلك أنها تحمل في جوهرها دعوات مضرة الهدف منها الكسب المادي المقترن بسقوط ظاهر، ناهيك عن أن الأمر يتجاوز هذا الانهيار القيمي إلى إهدار الوقت وتبديده فيما لا طائل منه دون وبلا فائدة تذكر، الجانب الآخر وهو الأهم، أنه دعوة للفحش وارتكاب المحرمات، غير أن تلك الوسائل باتت تسهل عملية التواصل وكأن الأمر معني بالإصرار على نشر الرذيلة وجعل الموافقة عليها من المسلمات غير المقلقة.
نشير إلى ذلك ونحن نعلم أنها مسؤولية الجميع، لأنه لا رقيب قادر على كبح جماح تلك الدعوات، لكننا نحتاج إلى توعية مجتمعية تكون من ناشطين على تويتر وأخواتها، للتعريف بمخاطرها، والرد عليها توافقاً مع رسائلها.. فلا يكفي رفع العقيرة بالشكوى عبر المواقع نفسها أو التباكي عبر الصحافة، بل علينا أن ندفع في دولنا الخليجية -خصوصاً- إلى مراجعة مواثيق الشرف المهنية مع تلك الوسائل التواصلية، وإن لم يتسن لنا ذلك فعلى الأقل لنجتهد في التوعية؛ والتأكيد على أن مثل تلك الدعوات خسارة وقت ومال وصحة، ناهيك عن الوعي المحمود الذي ننشده، وما يتخلل ذلك من تعزيز دور الأسرة لبذل المزيد من الجهد والتحصين الفكري والخلقي لحماية أفرادها.
الرياض