• ×
admin

إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث

إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث

سعود البلوي

يشكل الابتعاث الدراسي إلى الخارج بُعداً استراتيجياً سعودياً، منذ طلائع الابتعاث الأولى في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -يرحمه الله-، حتى وفود الابتعاث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-.

وتعيش المملكة اليوم نهضة شاملة يشهدها العالم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحضاري، ويعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أحد أهم مظاهر النهضة العلمية المعاصرة في بلادنا، ولا سيما بعد أن أطلق ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، التي حظيت بمباركة مجلس الوزراء وأشاد المجلس بالاستراتيجية باعتبارها استكمالا لجهود الدولة في تنمية قدرات أبناء وبنات الوطن وتعزيز تنافسيتهم محليًا ودوليًا في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030 بما يتواءم مع أولوياتها وبرامجها التنفيذية واحتياجات سوق العمل المتجددة والمتسارعة.

وتستهدف استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث رفع كفاءة رأس المال البشري، وتمكين المتميزين للالتحاق بأفضل المؤسسات التعليمية، وتعزيز قدرات البحث والتطوير والابتكار، حيث سيصل عدد المبتعثين بحلول عام 2030 إلى سبعين ألف طالب وطالبة، من خلال عدة مسارات جديدة، المسار الأول هو «الرواد» الذي من خلاله سيتم ابتعاث المتميزين فيه إلى أفضل 30 جامعة في جميع التخصصات.. أما المسار الثاني «البحث والتطوير» فيهدف إلى تمكين منظومة البحث والابتكار بابتعاث الطلاب إلى المؤسسات التعليمية المتميزة في المجالات ذات الأولوية في البحث والابتكار من خلال تخصصات معيّنة -تحدّث بشكل دوري- في أفضل 200 جامعة.. ويأتي المسار الثالث «إمداد» ليلبي احتياجات سوق العمل وضمان تزويده بالكفاءات المطلوبة من خلال تخصصات محددة -تحدّث بشكل دوري- في أفضل 200 جامعة.

فيما يهدف المسار الرابع «واعد» إلى ابتعاث الطلاب في القطاعات والمجالات الواعدة حسب المتطلبات الوطنية للمشاريع من خلال البرامج التدريبية في القطاعات الواعدة في أفضل 200 مؤسسة تعليمية وتدريبية.

وعلى ضوء ما سبق يتضح أن استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، التي أطلقها سمو ولي العهد، سوف تفضي قريباً إلى إعداد أجيال معرفية مؤهلة وقادرة على المنافسة العالمية، من خلال الدعم السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لبرنامج الابتعاث، يضاف إلى ما قُدم للمبتعثين من رعاية منذ مراحل تعليمهم الأولى حتى تخرجهم من الجامعات ومؤسسات التعليم والتدريب.

ففي هذه الرحلة المهمة، تقع المسؤولية على عاتق المبتعثين بأن يكونوا مواطنين صالحين متسلحين بالوعي ولاءً لقيادتهم ووطنهم، ومتسلحين بالعلم والمعرفة، وهذا هو النجاح الكبير الذي يمكنّهم من أن يبنوا مؤسسات وطنهم بعلمهم ووعيهم -معاً- ويكونوا عونًا لقيادتهم ووطنهم ومواطنيهم، متمسكين بقيم ثقافتهم السعودية التي تعد اليوم «القوة الناعمة» الواجب تقديمها إلى الدول والمجتمعات الأخرى بشكل جذاب وتلقائي، ليكون المبتعثون في هذه الرحلة من حياتهم خير سفراء لبلادهم في كل دول العالم.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  104