وسائل التواصل الجدارية
وسائل التواصل الجدارية
يوسف القبلان
في حديقة عامة في أحد أحياء الرياض تحولت جدران هذه الحديقة إلى صحف جدارية، محتويات هذه الجداريات ليس الأخبار ولا المقالات أو التقارير، المحتوى رسائل غامضة وعبارات غير لائقة وألوان مقززة وتشويه بصري وأخلاقي يحيط بمرتادي الحديقة ومعظمهم من العائلات والأطفال كما أنها مجاورة لمدرسة.
في بعض المدن استغلت المساحات الجدارية لعرض لوحات فنية جميلة تساهم في تجميل مظهر المدن، كما تساهم في توفير فرص للشباب لتنمية مواهبهم في هذا المجال.
وجود الحديقة المشار إليها بجوار المدرسة فرصة تربوية لخروج الطلاب من فصولهم إلى الميدان للقيام بمهمة تنظيف هذه المساحات الجدارية ليس لأنهم هم من كتبها ولكن تحقيقا لربط التنظير بالتطبيق عند الحديث عن السلوك الإيجابي والمواطنة والمشاركة الاجتماعية وتعزيز الشعور بالانتماء.
هذه الممارسة هي التعلم الفعلي الذي يرسخ ويستمر مع الطالب في مسيرته وهي أكثر تأثيرا من حفظ النصوص وتفريغها في أوراق الاختبارات، ويمكن أيضا الوصول إلى كتاب ورسامي الجداريات لتطوير مواهبهم والاستفادة منها.
هل يوجد مقارنة بين وسائل التواصل الجدارية ووسائل التواصل الحديثة؟
من يكتب على الجدار لا يبحث عن الشهرة لأنه غير معروف، هو في حالة غضب أو فرح أو تجلي أو مجرد تسلية يقضي بها على الفراغ أو لديه موهبة تبحث عن فرصة، في حالة وسائل التواصل الاجتماعي مجال مفتوح للحوار مع الآخرين وتبادل المعلومات والتعليق على الأخبار، وهي مساحة إعلامية للنقد والتعبير عن الرأي، والتأثير في تقديم الحلول واتخاذ القرارات، وسائل التواصل الجدارية حوار مع الذات أو فضفضة، أما وسائل التواصل الاجتماعي فهي حوار مع الآخرين، الجدارية تكتب في الظلام، والأخرى يقود بعضها إلى الظلام.!
وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من كل فرد وسيلة إعلامية، أما الوسائل الجدارية فهي كتابات ورسوم خجولة تنتقل إلى حالة أسوأ داخل دورات المياه، هي تواصل من طريق واحد، لا يوجد حوار أو تغذية راجعة لكنها قد تطرح أسئلة تفتح المجال لإجراء دراسات اجتماعية.
هل وسائل التواصل بريئة من تلك السلبيات الجدارية؟، الاجابة هي النفي لأن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حولوها إلى وسائل تباعد وأساؤوا استخدامها ولم يخرجوا عن النص فقط، ولكن سلكوا طريق الكذب ونشر الشائعات والتعصب والفكر الذي يفتح أبواب حروب كلامية وشهرة على إنجازات وهمية، وهي شهرة لا يبحث عنها أصدقاء الوسائل الجدارية.
الرياض
يوسف القبلان
في حديقة عامة في أحد أحياء الرياض تحولت جدران هذه الحديقة إلى صحف جدارية، محتويات هذه الجداريات ليس الأخبار ولا المقالات أو التقارير، المحتوى رسائل غامضة وعبارات غير لائقة وألوان مقززة وتشويه بصري وأخلاقي يحيط بمرتادي الحديقة ومعظمهم من العائلات والأطفال كما أنها مجاورة لمدرسة.
في بعض المدن استغلت المساحات الجدارية لعرض لوحات فنية جميلة تساهم في تجميل مظهر المدن، كما تساهم في توفير فرص للشباب لتنمية مواهبهم في هذا المجال.
وجود الحديقة المشار إليها بجوار المدرسة فرصة تربوية لخروج الطلاب من فصولهم إلى الميدان للقيام بمهمة تنظيف هذه المساحات الجدارية ليس لأنهم هم من كتبها ولكن تحقيقا لربط التنظير بالتطبيق عند الحديث عن السلوك الإيجابي والمواطنة والمشاركة الاجتماعية وتعزيز الشعور بالانتماء.
هذه الممارسة هي التعلم الفعلي الذي يرسخ ويستمر مع الطالب في مسيرته وهي أكثر تأثيرا من حفظ النصوص وتفريغها في أوراق الاختبارات، ويمكن أيضا الوصول إلى كتاب ورسامي الجداريات لتطوير مواهبهم والاستفادة منها.
هل يوجد مقارنة بين وسائل التواصل الجدارية ووسائل التواصل الحديثة؟
من يكتب على الجدار لا يبحث عن الشهرة لأنه غير معروف، هو في حالة غضب أو فرح أو تجلي أو مجرد تسلية يقضي بها على الفراغ أو لديه موهبة تبحث عن فرصة، في حالة وسائل التواصل الاجتماعي مجال مفتوح للحوار مع الآخرين وتبادل المعلومات والتعليق على الأخبار، وهي مساحة إعلامية للنقد والتعبير عن الرأي، والتأثير في تقديم الحلول واتخاذ القرارات، وسائل التواصل الجدارية حوار مع الذات أو فضفضة، أما وسائل التواصل الاجتماعي فهي حوار مع الآخرين، الجدارية تكتب في الظلام، والأخرى يقود بعضها إلى الظلام.!
وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من كل فرد وسيلة إعلامية، أما الوسائل الجدارية فهي كتابات ورسوم خجولة تنتقل إلى حالة أسوأ داخل دورات المياه، هي تواصل من طريق واحد، لا يوجد حوار أو تغذية راجعة لكنها قد تطرح أسئلة تفتح المجال لإجراء دراسات اجتماعية.
هل وسائل التواصل بريئة من تلك السلبيات الجدارية؟، الاجابة هي النفي لأن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حولوها إلى وسائل تباعد وأساؤوا استخدامها ولم يخرجوا عن النص فقط، ولكن سلكوا طريق الكذب ونشر الشائعات والتعصب والفكر الذي يفتح أبواب حروب كلامية وشهرة على إنجازات وهمية، وهي شهرة لا يبحث عنها أصدقاء الوسائل الجدارية.
الرياض