سياحة في رياض الشعر والشعراء
سياحة في رياض الشعر والشعراء
علي خضران القرني
إن من البيان لسحراً... وإن من الشعر لحكمة.. الشعر ديوان العرب، فيه يلتقي المبدعون، على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم وأمصارهم، ومن خلاله يشنفون الآذان ويُطربون الأسماع، بأروع الحكم البليغة، وأعذب الألحان الشجية، تأسياً بقول القائل:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليـس خلـيـقـاً أن يُقال له شــعــرُ
ومن شعر الحكمة، في فلسفة انتظار الغد والأمل والأجل، يقول الشاعر د. سعد عطية الغامدي، في إحدى رباعياته الجميلة المعبرة التي ينثرها تباعاً في حسابه بتويتر، عن تطلعات وآمال الإنسان وكفاحه في حياته أسوة بمن جدوا فوجدوا:
لولا انتظارُ غدٍ يزهو به الأملُ
وَيُزْهِرُ العمرُ في عينيه والأجلْ
ما طاب عيشٌ ولا راقتْ لنا خِطط
وما سعينا فكان العلمُ والعملُ
وما سكبنا كؤوس الشوق مترعةٌ
إلى الوصول فنحيا مجد من وصلوا
لولا غدٌ فيه ما في النفس من شمم
لكان أولى بنا الإحباط والفشلُ
أما الشاعر ابن دقيق العيد، فإنه يتمنى الجمع بين المشيب والشباب، فيقول:
تمنيت أن الشيب عاجل لمتي
وقرب مني في صباي مُزارهُ
لآخذ من عصر الشباب نشاطهُ
وآخذ من عصر المشيب وقارهُ
ولو عدنا لما قيل في وصف الشيب
من الرحمة والوقار قديماً وحديثاً،
لما حاول البعض أن يحد من طلوعه
وتكاثره وكأن الشاعر يتمثل بقول القائل:
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار!
وأختم هذه السياحة العابرة في رياض الشعر والشعراء، بقصيدة مشهورة تنبض بالحكمة للإمام الشافعي رحمه الله، كانت وما زالت تتردد على ألسنة عشاق شعره، ولا غرابة أن يتصدر شعراء الحكمة في الزمن الماضي والحاضر، وهو القائل عن شعره:
ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد
أنقل فيما يلي بعضاً من أبياتها لما تضمنته
من الحكمة والعبرة والاعتبار هدفاً ومدلولاً:
إذا المرء لا يرعاك إلاّ تكلُّفاً
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ودٍ يجيء تكلفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وإلى لقاء آخر -إن شاء الله- نجول من خلاله في رياض الشعر والأدب، الغنية بالكنوز الثرية بالفائدة والحكمة في مجالاتها المتعددة.
المدينة
علي خضران القرني
إن من البيان لسحراً... وإن من الشعر لحكمة.. الشعر ديوان العرب، فيه يلتقي المبدعون، على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم وأمصارهم، ومن خلاله يشنفون الآذان ويُطربون الأسماع، بأروع الحكم البليغة، وأعذب الألحان الشجية، تأسياً بقول القائل:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليـس خلـيـقـاً أن يُقال له شــعــرُ
ومن شعر الحكمة، في فلسفة انتظار الغد والأمل والأجل، يقول الشاعر د. سعد عطية الغامدي، في إحدى رباعياته الجميلة المعبرة التي ينثرها تباعاً في حسابه بتويتر، عن تطلعات وآمال الإنسان وكفاحه في حياته أسوة بمن جدوا فوجدوا:
لولا انتظارُ غدٍ يزهو به الأملُ
وَيُزْهِرُ العمرُ في عينيه والأجلْ
ما طاب عيشٌ ولا راقتْ لنا خِطط
وما سعينا فكان العلمُ والعملُ
وما سكبنا كؤوس الشوق مترعةٌ
إلى الوصول فنحيا مجد من وصلوا
لولا غدٌ فيه ما في النفس من شمم
لكان أولى بنا الإحباط والفشلُ
أما الشاعر ابن دقيق العيد، فإنه يتمنى الجمع بين المشيب والشباب، فيقول:
تمنيت أن الشيب عاجل لمتي
وقرب مني في صباي مُزارهُ
لآخذ من عصر الشباب نشاطهُ
وآخذ من عصر المشيب وقارهُ
ولو عدنا لما قيل في وصف الشيب
من الرحمة والوقار قديماً وحديثاً،
لما حاول البعض أن يحد من طلوعه
وتكاثره وكأن الشاعر يتمثل بقول القائل:
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار!
وأختم هذه السياحة العابرة في رياض الشعر والشعراء، بقصيدة مشهورة تنبض بالحكمة للإمام الشافعي رحمه الله، كانت وما زالت تتردد على ألسنة عشاق شعره، ولا غرابة أن يتصدر شعراء الحكمة في الزمن الماضي والحاضر، وهو القائل عن شعره:
ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد
أنقل فيما يلي بعضاً من أبياتها لما تضمنته
من الحكمة والعبرة والاعتبار هدفاً ومدلولاً:
إذا المرء لا يرعاك إلاّ تكلُّفاً
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ودٍ يجيء تكلفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وإلى لقاء آخر -إن شاء الله- نجول من خلاله في رياض الشعر والأدب، الغنية بالكنوز الثرية بالفائدة والحكمة في مجالاتها المتعددة.
المدينة