• ×
admin

ابتعاث الرؤية

ابتعاث الرؤية

محمد الحيدر

خمسة وتسعون عاماً هي عمر رحلات الابتعاث السعودية، فمنذ عام 1927م كانت الرحلة الابتعاثية الأولى لعدد 14 طالباً إلى مصر، تلتها رحلتان إلى بريطانيا، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وها نحن على مشارف قرن منذ أول رحلة علمية إلى الخارج، وهنا أرى أنه بعد خمس سنوات من الآن يجب علينا أن نحتفي بمرور قرن على إرسال أول بعثة علمية، يتم خلال الاحتفال بتلك المناسبة، وقراءة دقيقة للمحصلة النهائية لتلك الفترة، وما تأثير تلك البعثات العملية على الوطن وأبنائه المبتعثين، كما يجب أن نقدم كشف حساب لتلك المرحلة ونتائجها.

لا شك أن الابتعاث أمر مهم لكل دولة تريد أن ترتقي عملياً، من خلال تعليم وتأهيل وتدريب كوادر وطنية قادرة على تحمل مسؤولية القيادة في المستقبل القريب، لنرى النتائج الإيجابية تتحقق على أرض الواقع، فقد كان الابتعاث في الماضي كماً دون النظر إلى الكيف، لذا كان ابتعاث تلك الفترة الآنية مهماً لأنه يعتمد على الكيف، ويبحث عن المؤسسات العلمية العالمية العريقة ذات الخبرة والابتكار والتجديد.

في تقديري.. النقطة الأهم أن تكون مخرجات هذه البعثات تتوافق مع سياسة الدولة وتوجهاتها السياسية والاقتصادية، والتنمية الشاملة، وقبلها التنمية البشرية، لأن المملكة مقبلة على فترة شديدة التميز والتفرد، حيث نرى وسنرى نماذج جديدة من الوظائف الأكاديمية والفنية والتقنية لم تكن موجودة من ذي قبل، خططت لها رؤية المملكة 2030، من هنا فالمستهدف أن تكون الرحلات العلمية موجهة بعناية ودقة، يخوض غمارها فئات من الموهوبين في جميع المجالات، التي تخدم المستقبل، وتضيف قيمة جديدة للتنمية البشرية في المملكة.

إن المستهدف هنا ليس الفرد الذي سيحمل شهادة علمية من كبريات الجامعات، بل المستهدف هنا الوطن وما تقدمه تلك الشهادة للفرد، ونتائجها على المملكة، لذلك أرى أن تكون الاستفادة من المبتعثين فور رجوعهم، وهم مازالوا محملين بشغف التجربة العلمية، وطموح المستقبل، فهم المستقبل الحقيقي لرفعة الوطن ومقدراته.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  99