تقوية عضلات القدمين خطوة أولى لراحة المشي
تقوية عضلات القدمين خطوة أولى لراحة المشي
تساهم في تحسين القوة والتوازن وقدرات الحركة
د. عبير مبارك
قدمت مجموعة باحثين من «كلية سبرينغفيلد» في ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأميركية مراجعة علمية منهجية حول آثار تقوية «عضلات القدم الداخلية (Intrinsic Foot Muscles)» على الحركة الوظيفية لدى كبار السن. وأفاد الباحثون بأن ضعف وإهمال العضلات الداخلية في القدمين، يساهمان في اختلال وظيفة القدمين، ويعوقان ضمان أصابعهما والإحساس فيهما؛ مما يؤدي إلى عدم الاستقرار والسقوط. وهو ما يطرح أهمية التدخلات العلاجية لتقوية عضلات القدمين الداخلية تلك.
- عضلات القدمين
ووفق ما نشر ضمن عدد فبراير (شباط) الماضي من «مجلة جمعية طب الشيخوخة الأميركية (Journal of American Geriatrics Society)»، قال الباحثون في نتائجهم: «الأدلة العلمية التي جرت مراجعتها أفادت بأن التدخلات لتقوية العضلات الداخلية في القدم، قد ساهمت بالفعل في تحسين القوة، والتوازن، وقدرات حركة التنقل، وربما تقليل مخاطر السقوط».
وفي مراجعة طبية أخرى، نُشرت ضمن عدد يناير (كانون الثاني) الماضي من «مجلة أبحاث القدم والكاحل (Journal of Foot and Ankle Research)»، أفاد باحثون من «جامعة فونتيس للعلوم التطبيقية» و«جامعة تيلبورغ» في هولندا، بأن العضلات الداخلية في باطن القدم لها دور محوري في الوظائف الديناميكية الحيوية للمشي، وبأن ضمور هذه العضلات يزيد من خطر السقوط بشكل كبير، وبأن تقوية هذه العضلات يُحسن أداء المشي والحفاظ عليه بتوازن.
وفي المقابل، قدم باحثون من جامعة لاتروب في ملبورن بأستراليا مراجعة طبية لعلاقة الحالة النفسية بزيادة الشعور بآلام القدمين. ووفق ما نُشر ضمن عدد 3 فبراير (شباط) من «مجلة أبحاث القدم والكاحل»، أفاد الباحثون بأن المكونات السلبية للتركيبة النفسية (Psychological Constructs) تكون أكبر لدى الذين يعانون من ألم في القدم مقارنة بمن لا يعانون من ألم فيها.
وتؤكد مصادر طب العظام أن ضعف العضلات الداخلية للقدم يجعل هيكل القدم أكثر عرضة للتأثر بزيادة الإجهاد أثناء المشي أو الهرولة أو الاعتماد على رؤوس الأصابع، وكذلك سهولة الإصابات فيها، كالالتواء وغيره. ولذا فإن تقوية العضلات الداخلية للقدم مهم للذين يعانون من إصابات في القدم، وللراغبين في منع الإصابة بها، وإن من المهم أيضاً أن يستخدم أحدنا هذه العضلات مثل أي عضلات أخرى؛ أي مع التركيز والفهم لكيفية استخدامها بشكل صحيح؛ لأن ذلك أمر ضروري في منع حدوث تداعيات «الإفراط في الاستخدام (Overuse)» والإصابات المزمنة.
ورغم أن أقدامنا قوية جداً ومبنية بشكل فائق الدقة في الأصل، كي ننعم بالراحة أثناء المشي، فإنها يمكن أن تكون مصدر ألم عند الإجهاد أو الإهمال. ولذا فإن وجود عضلات قوية في القدم، جنباً إلى جنب مع العناية الفائقة بكيفية استخدام القدم، ضروريان لتحقيق أفضل أداء. ولكن غالباً ما نلاحظ أقدامنا فقط عندما تتألم، بسبب الكدمات أو سوء الاستخدام. وهو ما قد يشير إلى أن البناء التشريحي المعقد للقدم ضعيف إلى حد ما. كما يمكن أن تكون من الأسباب المحتملة أحذية الجري الضيقة جداً، أو الإجهاد المفرط، أو أسلوب الجري، أو الوزن الزائد، أو ضعف ثبات القدم.
وتعدّ تقوية عضلات القدمين من العناصر الرئيسية في مجموعة العناية بالقدمين، لدى كل الأعمار؛ لأن تطوير قدرات وقوة عضلات القدم شيء مهم لصحة عضلات القدمين، التي هي أساس في استقرار جميع الحركات، كالمشي والقفز والهرولة والوقوف والجلوس وأداء المهام الوظيفية.
- «ثبات» الأقدام
وتشكل القدم المستقرة قاعدة الجسم بالكامل؛ حتى إنها تؤثر على موضع الوركين والحوض والعمود الفقري، عند الوقوف أو المشي أو الجري؛ لأن الهيكل العظمي كله متصل بعضه ببعض. ولذا يجدر الاهتمام بجعل الأقدام ثابتة وقوية وخالية من أي آلام.
وعند الجري السريع على سبيل المثال، تكون إحدى القدمين في الهواء بالتناوب مع الأخرى، لفترة قصيرة. ويمكن للقوة التي تضغط على القدم عند لمس الأرض مرة أخرى، أن تفوق وزن الجسم مرات عدة. وللتوضيح؛ أثناء المشي يمكن أن تمارس كل خطوة ضغطاً على القدمين (عند ملامسة الأرض) يتجاوز وزن الجسم. وعند الجري، يمكن أن يزيد ذلك بمقدار 3 أو 4 أضعاف. والسبب أن وزن جسم الشخص الذي تشعر به القدم خلال عملية المشي أكثر منه عند مجرد الوقوف. وتحديداً؛ فإن وزن الجسم خلال المشي هو مجموع: وزن الجسم عند الوقوف زائد طاقة قوة الدفع. و«طاقة قوة الدفع (Push Energy)» تُضيف نحو 30 في المائة من مقدار الوزن أثناء الوقوف. وبالتالي؛ توقع أثقالاً كبيرة على القدمين عند ارتطامها بالأرض خلال المشي لمسافات طويلة أثناء اليوم. ولكن ذلك كله يظل غير ضار بالقدمين عند ارتداء أحذية ملائمة، واتباع الطريقة الصحيحة في المشي أو الهرولة.
ووفق ما تفيد به مصادر علم التشريح، ثمة في القدمين نوعان من العضلات: «عضلات داخلية (Intrinsic Muscles)» وأخرى «خارجية (Extrinsic Muscles)». وتنشأ العضلات «الخارجية» خارج القدم نفسها؛ أي هي عضلات موجودة في الساق، وتمتد أوتارها بعيداً (عن طريق عبور العديد من العظام والمفاصل الصغيرة في القدم)، وصولاً إلى أصابع القدم.
وهناك مجموعة عضلات صغيرة «داخلية» في القدم نفسها؛ أي عضلات تنشأ وتلتصق داخل جزء القدم نفسه، مثل العضلات التي تنشأ من عظم الكعب أو العظام الطويلة لقوس القدم وتعلق على أصابع القدم. ونظراً إلى أنها عضلات لا تعبر كثيراً من المفاصل، فيمكنها العمل بشكل جيد في تثبيت وحماية القوس والهيكل العام داخل القدم، وبالتالي تضمن المحافظة على سلامة المفاصل الوسطى لأصابع القدم، وبقاءها مستقيمة، مع توجيه بقية القدم بالكامل؛ أي إنها ترفع قوس القدم وتحرك أصابع القدم من مفاصل الأصابع براحة وكفاءة.
ولتوضيح جانب من تعقيد تراكيب العضلات داخل القدم، ثمة ما تُعرف بـ«اللفافة الأخمصية»، وهي شريط سميك وعريض من الأنسجة التي تمتد عبر الجزء السفلي من القدم (باطن القدم). وتربط هذه اللفافة بين عظمة عَقِب كعب القدم وعظام أصابع القدم. وفي الفراغ ما بين هذه «اللفافة الأخمصية» وعظام قوس القدم الذي يعلوها، ثمة 4 طبقات من العضلات، كل طبقة فيها عدد من العضلات. وقد يحدث في هذه اللفافة تمزق أو تهتك، لأسباب عدة؛ ومنها ما له علاقة مباشرة بضعف عضلات تلك الطبقات العضلية الأربع. وهذا أحد أكثر أسباب ألم العَقِب (كعب القدم) شيوعاً. وعادة ما يسبب الشعور بالآلام مع الخطوات الأولى في الصباح، ويقل الألم عادة مع النهوض والحركة، ولكن قد يعود بعد فترات طويلة من الوقوف أو عند الوقوف بعد الجلوس. وهو شائع لدى الذين يعانون من زيادة الوزن والذين يرتدون الأحذية من دون دعم كافي.
- 4 تمارين بسيطة لتقوية عضلات القدمين
> المشي بطريقة سليمة مع ارتداء أحذية ملائمة، هو أفضل تمرين للقدمين. إلا إن هنالك أيضاً تمارين أخرى لتقوية عضلات القدمين. وهي غاية في البساطة والسهولة، ولكنها في الوقت نفسه غاية في الأهمية. وإليك هذه التمارين الأربعة البسيطة:
* تمارين تقوية عضلات قوس القدم: من أبسط تمارين ذلك، وضع منشفة صغيرة على الأرض، ووضع القدم عليها بالكامل مع تثبيت كعب القدم عليها وعلى الأرض. ثم أمسك المنشفة بأصابع قدميك، واسحبها بالشد إليك. وهناك تمرين آخر يُمكن القيام به أثناء الجلوس على الكنبة، وذلك برفع القدم، والإمساك بأصابع القدم، وسحبها برفق إلى أعلى، حتى تمام الشعور بشد قوس القدم، واثبت على وضعية التمديد تلك لمدة لا تقل عن 30 ثانية في التمرينين، وكررها مرتين أو ثلاثاً في اليوم. ورغم بساطة هذه التمارين، فإن لها تأثيرات صحية واضحة.
* تمرين «تجعيد أصابع القدم (Toe Curling)»: أي ضمها نحو باطن القدم (انحناء الأصابع إلى أسفل). وهو أحد أكثر التمارين فاعلية لتدريب العضلات الداخلية في القدم. وسواء أكنت تقف على ساقيك، أم على ساق واحدة فقط، أم تجلس على مكتبك، فإن تكرار القيام بهذه الحركة شيء مثالي لتقوية القدمين.
* تمرين «رفع الكعب (Heel Lifting)»: هو تمرين لتقوية مفصل الكاحل، وأيضاً لتقوية التحكم في التوازن عند الوقوف أو الحركة. ووجود مفصل كاحل مستقر، يساعد أثناء الهرولة في نقل القوة عند ملامسة الأرض بشكل مثالي، ويمنع الإصابة بالتواء الكاحل. ويكون هذا التمرين بالوقوف، ثم رفع الكعبين إلى أعلى حد ممكن، مع الاعتماد في الوقوف آنذاك على أصابع القدمين، ثم اترك الكعبين يسقطان ببطء إلى مستوى الأرض. وكرر ذلك مرتين أو ثلاثاً خلال اليوم.
* المشي حافي القدمين: وذلك إما على عشب النجيل أو الحصى. وهو مما يقوي عضلات أقدامنا، ويُكسبنا تحكماً أفضل في التقاء القدم بالأرض أثناء الهرولة، ويُحسن من قدرات حفظ التوازن والوعي بوضعيات أجزاء الجسم. إضافة إلى تحسين ميكانيكا الوركين والركبتين والجذع، والحفاظ على النطاق المناسب للحركة في مفاصل القدم والكاحل، بالإضافة إلى القوة والثبات الكافيين داخل العضلات والأربطة فيهما.
- 14 حقيقة عن القدمين والمشي
- القدمان تمنحان الاستقرار والتوازن أثناء الوقوف. كما تمنحان الاستقرار والتوازن والقوة وامتصاص الصدمات بالأرض ومنع تأرجح الجسم، خلال المشي والهرولة.
- نحو ربع عدد عظام الجسم يوجد في القدمين. ويحتوي الهيكل العظمي على 206 عظام، وفي كل قدم 26 عظمة. وبعض الناس لديهم 28 عظمة في كل قدم، بسبب عظمتين سمسميتين توجدان في أسفل القدم خلف الأصبع الكبيرة مباشرة.
- كل قدم بها 33 مفصلاً وأكثر من 100 عضلة ووتر ورباط.
- أظافر أصابع القدمين تنمو بمعدل مليمتر واحد في الشهر، وأظافر أصابع اليدين تنمو بسرعة تفوق 3 أضعاف ذلك.
- القدم تحتوي على أكثر من ربع مليون غدة عرقية، تفرز في الأحوال العادية عرقاً بحجم كأس من الماء طوال الـ24 ساعة. وأقدام الأطفال والمراهقين تفرز كمية ضعف البالغين وكبار السن.
- باطن القدم يحتوي في كل سنتيمتر مربع غدداً عرقية أكثر من أي مكان آخر في الجسم، وأيضاً نهايات عصبية حساسة في كل سنتيمتر مربع أكثر من أي جزء آخر من الجسم.
- الجلد في القدم أكثر سمكاً مما هو عليه في أي مكان آخر بالجسم.
- يمشى الإنسان في المتوسط حوالي 8 آلاف خطوة في اليوم، أي خلال متوسط العمر المتوقع، يدور حول الأرض حوالي 4 مرات.
- نمط مشي القدم اليمنى لا يتطابق عادة مع نمط مشية القدم اليسرى.
- عند المشي بشكل طبيعي، لا تكون القدم بأكملها مسطحة على الأرض أبداً.
- الوقوف في مكان واحد أكثر إرهاقاً من المشي.
- عند شراء الأحذية، من الجيد شرائها في وقت متأخر من اليوم، عندها تكون القدمان متعبتين وقد تكون متورمتان قليلاً.
- المشي هو أفضل تمرين للقدمين.
- كثير من مشكلات القدمين سببها إما ارتداء أحذية غير ملائمة أو عدم استخدام القدمين بطريقة سليمة.
الشرق الأوسط
تساهم في تحسين القوة والتوازن وقدرات الحركة
د. عبير مبارك
قدمت مجموعة باحثين من «كلية سبرينغفيلد» في ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأميركية مراجعة علمية منهجية حول آثار تقوية «عضلات القدم الداخلية (Intrinsic Foot Muscles)» على الحركة الوظيفية لدى كبار السن. وأفاد الباحثون بأن ضعف وإهمال العضلات الداخلية في القدمين، يساهمان في اختلال وظيفة القدمين، ويعوقان ضمان أصابعهما والإحساس فيهما؛ مما يؤدي إلى عدم الاستقرار والسقوط. وهو ما يطرح أهمية التدخلات العلاجية لتقوية عضلات القدمين الداخلية تلك.
- عضلات القدمين
ووفق ما نشر ضمن عدد فبراير (شباط) الماضي من «مجلة جمعية طب الشيخوخة الأميركية (Journal of American Geriatrics Society)»، قال الباحثون في نتائجهم: «الأدلة العلمية التي جرت مراجعتها أفادت بأن التدخلات لتقوية العضلات الداخلية في القدم، قد ساهمت بالفعل في تحسين القوة، والتوازن، وقدرات حركة التنقل، وربما تقليل مخاطر السقوط».
وفي مراجعة طبية أخرى، نُشرت ضمن عدد يناير (كانون الثاني) الماضي من «مجلة أبحاث القدم والكاحل (Journal of Foot and Ankle Research)»، أفاد باحثون من «جامعة فونتيس للعلوم التطبيقية» و«جامعة تيلبورغ» في هولندا، بأن العضلات الداخلية في باطن القدم لها دور محوري في الوظائف الديناميكية الحيوية للمشي، وبأن ضمور هذه العضلات يزيد من خطر السقوط بشكل كبير، وبأن تقوية هذه العضلات يُحسن أداء المشي والحفاظ عليه بتوازن.
وفي المقابل، قدم باحثون من جامعة لاتروب في ملبورن بأستراليا مراجعة طبية لعلاقة الحالة النفسية بزيادة الشعور بآلام القدمين. ووفق ما نُشر ضمن عدد 3 فبراير (شباط) من «مجلة أبحاث القدم والكاحل»، أفاد الباحثون بأن المكونات السلبية للتركيبة النفسية (Psychological Constructs) تكون أكبر لدى الذين يعانون من ألم في القدم مقارنة بمن لا يعانون من ألم فيها.
وتؤكد مصادر طب العظام أن ضعف العضلات الداخلية للقدم يجعل هيكل القدم أكثر عرضة للتأثر بزيادة الإجهاد أثناء المشي أو الهرولة أو الاعتماد على رؤوس الأصابع، وكذلك سهولة الإصابات فيها، كالالتواء وغيره. ولذا فإن تقوية العضلات الداخلية للقدم مهم للذين يعانون من إصابات في القدم، وللراغبين في منع الإصابة بها، وإن من المهم أيضاً أن يستخدم أحدنا هذه العضلات مثل أي عضلات أخرى؛ أي مع التركيز والفهم لكيفية استخدامها بشكل صحيح؛ لأن ذلك أمر ضروري في منع حدوث تداعيات «الإفراط في الاستخدام (Overuse)» والإصابات المزمنة.
ورغم أن أقدامنا قوية جداً ومبنية بشكل فائق الدقة في الأصل، كي ننعم بالراحة أثناء المشي، فإنها يمكن أن تكون مصدر ألم عند الإجهاد أو الإهمال. ولذا فإن وجود عضلات قوية في القدم، جنباً إلى جنب مع العناية الفائقة بكيفية استخدام القدم، ضروريان لتحقيق أفضل أداء. ولكن غالباً ما نلاحظ أقدامنا فقط عندما تتألم، بسبب الكدمات أو سوء الاستخدام. وهو ما قد يشير إلى أن البناء التشريحي المعقد للقدم ضعيف إلى حد ما. كما يمكن أن تكون من الأسباب المحتملة أحذية الجري الضيقة جداً، أو الإجهاد المفرط، أو أسلوب الجري، أو الوزن الزائد، أو ضعف ثبات القدم.
وتعدّ تقوية عضلات القدمين من العناصر الرئيسية في مجموعة العناية بالقدمين، لدى كل الأعمار؛ لأن تطوير قدرات وقوة عضلات القدم شيء مهم لصحة عضلات القدمين، التي هي أساس في استقرار جميع الحركات، كالمشي والقفز والهرولة والوقوف والجلوس وأداء المهام الوظيفية.
- «ثبات» الأقدام
وتشكل القدم المستقرة قاعدة الجسم بالكامل؛ حتى إنها تؤثر على موضع الوركين والحوض والعمود الفقري، عند الوقوف أو المشي أو الجري؛ لأن الهيكل العظمي كله متصل بعضه ببعض. ولذا يجدر الاهتمام بجعل الأقدام ثابتة وقوية وخالية من أي آلام.
وعند الجري السريع على سبيل المثال، تكون إحدى القدمين في الهواء بالتناوب مع الأخرى، لفترة قصيرة. ويمكن للقوة التي تضغط على القدم عند لمس الأرض مرة أخرى، أن تفوق وزن الجسم مرات عدة. وللتوضيح؛ أثناء المشي يمكن أن تمارس كل خطوة ضغطاً على القدمين (عند ملامسة الأرض) يتجاوز وزن الجسم. وعند الجري، يمكن أن يزيد ذلك بمقدار 3 أو 4 أضعاف. والسبب أن وزن جسم الشخص الذي تشعر به القدم خلال عملية المشي أكثر منه عند مجرد الوقوف. وتحديداً؛ فإن وزن الجسم خلال المشي هو مجموع: وزن الجسم عند الوقوف زائد طاقة قوة الدفع. و«طاقة قوة الدفع (Push Energy)» تُضيف نحو 30 في المائة من مقدار الوزن أثناء الوقوف. وبالتالي؛ توقع أثقالاً كبيرة على القدمين عند ارتطامها بالأرض خلال المشي لمسافات طويلة أثناء اليوم. ولكن ذلك كله يظل غير ضار بالقدمين عند ارتداء أحذية ملائمة، واتباع الطريقة الصحيحة في المشي أو الهرولة.
ووفق ما تفيد به مصادر علم التشريح، ثمة في القدمين نوعان من العضلات: «عضلات داخلية (Intrinsic Muscles)» وأخرى «خارجية (Extrinsic Muscles)». وتنشأ العضلات «الخارجية» خارج القدم نفسها؛ أي هي عضلات موجودة في الساق، وتمتد أوتارها بعيداً (عن طريق عبور العديد من العظام والمفاصل الصغيرة في القدم)، وصولاً إلى أصابع القدم.
وهناك مجموعة عضلات صغيرة «داخلية» في القدم نفسها؛ أي عضلات تنشأ وتلتصق داخل جزء القدم نفسه، مثل العضلات التي تنشأ من عظم الكعب أو العظام الطويلة لقوس القدم وتعلق على أصابع القدم. ونظراً إلى أنها عضلات لا تعبر كثيراً من المفاصل، فيمكنها العمل بشكل جيد في تثبيت وحماية القوس والهيكل العام داخل القدم، وبالتالي تضمن المحافظة على سلامة المفاصل الوسطى لأصابع القدم، وبقاءها مستقيمة، مع توجيه بقية القدم بالكامل؛ أي إنها ترفع قوس القدم وتحرك أصابع القدم من مفاصل الأصابع براحة وكفاءة.
ولتوضيح جانب من تعقيد تراكيب العضلات داخل القدم، ثمة ما تُعرف بـ«اللفافة الأخمصية»، وهي شريط سميك وعريض من الأنسجة التي تمتد عبر الجزء السفلي من القدم (باطن القدم). وتربط هذه اللفافة بين عظمة عَقِب كعب القدم وعظام أصابع القدم. وفي الفراغ ما بين هذه «اللفافة الأخمصية» وعظام قوس القدم الذي يعلوها، ثمة 4 طبقات من العضلات، كل طبقة فيها عدد من العضلات. وقد يحدث في هذه اللفافة تمزق أو تهتك، لأسباب عدة؛ ومنها ما له علاقة مباشرة بضعف عضلات تلك الطبقات العضلية الأربع. وهذا أحد أكثر أسباب ألم العَقِب (كعب القدم) شيوعاً. وعادة ما يسبب الشعور بالآلام مع الخطوات الأولى في الصباح، ويقل الألم عادة مع النهوض والحركة، ولكن قد يعود بعد فترات طويلة من الوقوف أو عند الوقوف بعد الجلوس. وهو شائع لدى الذين يعانون من زيادة الوزن والذين يرتدون الأحذية من دون دعم كافي.
- 4 تمارين بسيطة لتقوية عضلات القدمين
> المشي بطريقة سليمة مع ارتداء أحذية ملائمة، هو أفضل تمرين للقدمين. إلا إن هنالك أيضاً تمارين أخرى لتقوية عضلات القدمين. وهي غاية في البساطة والسهولة، ولكنها في الوقت نفسه غاية في الأهمية. وإليك هذه التمارين الأربعة البسيطة:
* تمارين تقوية عضلات قوس القدم: من أبسط تمارين ذلك، وضع منشفة صغيرة على الأرض، ووضع القدم عليها بالكامل مع تثبيت كعب القدم عليها وعلى الأرض. ثم أمسك المنشفة بأصابع قدميك، واسحبها بالشد إليك. وهناك تمرين آخر يُمكن القيام به أثناء الجلوس على الكنبة، وذلك برفع القدم، والإمساك بأصابع القدم، وسحبها برفق إلى أعلى، حتى تمام الشعور بشد قوس القدم، واثبت على وضعية التمديد تلك لمدة لا تقل عن 30 ثانية في التمرينين، وكررها مرتين أو ثلاثاً في اليوم. ورغم بساطة هذه التمارين، فإن لها تأثيرات صحية واضحة.
* تمرين «تجعيد أصابع القدم (Toe Curling)»: أي ضمها نحو باطن القدم (انحناء الأصابع إلى أسفل). وهو أحد أكثر التمارين فاعلية لتدريب العضلات الداخلية في القدم. وسواء أكنت تقف على ساقيك، أم على ساق واحدة فقط، أم تجلس على مكتبك، فإن تكرار القيام بهذه الحركة شيء مثالي لتقوية القدمين.
* تمرين «رفع الكعب (Heel Lifting)»: هو تمرين لتقوية مفصل الكاحل، وأيضاً لتقوية التحكم في التوازن عند الوقوف أو الحركة. ووجود مفصل كاحل مستقر، يساعد أثناء الهرولة في نقل القوة عند ملامسة الأرض بشكل مثالي، ويمنع الإصابة بالتواء الكاحل. ويكون هذا التمرين بالوقوف، ثم رفع الكعبين إلى أعلى حد ممكن، مع الاعتماد في الوقوف آنذاك على أصابع القدمين، ثم اترك الكعبين يسقطان ببطء إلى مستوى الأرض. وكرر ذلك مرتين أو ثلاثاً خلال اليوم.
* المشي حافي القدمين: وذلك إما على عشب النجيل أو الحصى. وهو مما يقوي عضلات أقدامنا، ويُكسبنا تحكماً أفضل في التقاء القدم بالأرض أثناء الهرولة، ويُحسن من قدرات حفظ التوازن والوعي بوضعيات أجزاء الجسم. إضافة إلى تحسين ميكانيكا الوركين والركبتين والجذع، والحفاظ على النطاق المناسب للحركة في مفاصل القدم والكاحل، بالإضافة إلى القوة والثبات الكافيين داخل العضلات والأربطة فيهما.
- 14 حقيقة عن القدمين والمشي
- القدمان تمنحان الاستقرار والتوازن أثناء الوقوف. كما تمنحان الاستقرار والتوازن والقوة وامتصاص الصدمات بالأرض ومنع تأرجح الجسم، خلال المشي والهرولة.
- نحو ربع عدد عظام الجسم يوجد في القدمين. ويحتوي الهيكل العظمي على 206 عظام، وفي كل قدم 26 عظمة. وبعض الناس لديهم 28 عظمة في كل قدم، بسبب عظمتين سمسميتين توجدان في أسفل القدم خلف الأصبع الكبيرة مباشرة.
- كل قدم بها 33 مفصلاً وأكثر من 100 عضلة ووتر ورباط.
- أظافر أصابع القدمين تنمو بمعدل مليمتر واحد في الشهر، وأظافر أصابع اليدين تنمو بسرعة تفوق 3 أضعاف ذلك.
- القدم تحتوي على أكثر من ربع مليون غدة عرقية، تفرز في الأحوال العادية عرقاً بحجم كأس من الماء طوال الـ24 ساعة. وأقدام الأطفال والمراهقين تفرز كمية ضعف البالغين وكبار السن.
- باطن القدم يحتوي في كل سنتيمتر مربع غدداً عرقية أكثر من أي مكان آخر في الجسم، وأيضاً نهايات عصبية حساسة في كل سنتيمتر مربع أكثر من أي جزء آخر من الجسم.
- الجلد في القدم أكثر سمكاً مما هو عليه في أي مكان آخر بالجسم.
- يمشى الإنسان في المتوسط حوالي 8 آلاف خطوة في اليوم، أي خلال متوسط العمر المتوقع، يدور حول الأرض حوالي 4 مرات.
- نمط مشي القدم اليمنى لا يتطابق عادة مع نمط مشية القدم اليسرى.
- عند المشي بشكل طبيعي، لا تكون القدم بأكملها مسطحة على الأرض أبداً.
- الوقوف في مكان واحد أكثر إرهاقاً من المشي.
- عند شراء الأحذية، من الجيد شرائها في وقت متأخر من اليوم، عندها تكون القدمان متعبتين وقد تكون متورمتان قليلاً.
- المشي هو أفضل تمرين للقدمين.
- كثير من مشكلات القدمين سببها إما ارتداء أحذية غير ملائمة أو عدم استخدام القدمين بطريقة سليمة.
الشرق الأوسط