تعزيز النوم العميق لدى كبار السن
تعزيز النوم العميق لدى كبار السن
أ.د. طلال علي زارع
يعاني الكثير من الناس خاصة كبار السن من نوم غير طبيعي. على وجه الخصوص، تصبح مراحل النوم العميق أقصر وأكثر سطحية مع تقدم العمر. ويعد النوم العميق مهماً لتجديد الدماغ والذاكرة، وله أيضًا تأثير إيجابي على القلب والأوعية الدموية..
وقد طور الباحثون جهازًا يمكن ارتداؤه يُشغل أصواتًا معينة لتحسين النوم العميق. وأظهرت أول دراسة سريرية حديثة أن الجهاز فعال، ولكن ليس بنفس مستوى الفعالية للجميع. وأظهر الباحثون أن موجات الدماغ التي تميز النوم العميق، والتي تسمى الموجات البطيئة، يمكن تحسينها من خلال تشغيل أصوات في توقيتها بدقة من خلال سماعات الأذن أثناء النوم. كجزء من مشروع حلقة النوم SleepLoop، حيث طور باحثون في جامعة ETH Zurich نظامًا متنقلًا يمكن استخدامه في المنزل ويهدف إلى تعزيز النوم العميق من خلال التحفيز السمعي للدماغ.
ويتكون نظام حلقة النوم من عصابة رأس يتم ارتداؤها وقت النوم ولبسها طوال الليل. تحتوي عصابة الرأس هذه على أقطاب كهربائية ورقاقة دقيقة تقيس نشاط دماغ الشخص النائم باستمرار. يتم تحليل البيانات من هذا بشكل مستقل في الوقت الحقيقي على الرقاقة باستخدام برنامج مخصص. بمجرد أن يظهر الشخص النائم موجات بطيئة في نشاط الدماغ تميز النوم العميق، يطلق النظام إشارة سمعية قصيرة (نقرة). هذا يساعد على مزامنة الخلايا العصبية وتعزيز الموجات البطيئة. ما يجعل الحل فريدًا هو أن الشخص النائم لا يدرك هذا الصوت بشكل واعٍ أثناء النوم العميق.
أجرى الباحثون من ETH Zurich ومستشفى جامعة زيورخ، بقيادة كارولين لوستنبرجر، قائدة المجموعة في مختبر التحكم العصبي للحركة، دراسة سريرية باستخدام هذا الجهاز لأول مرة. وقد تم نشر النتائج في مجلة طب الاتصالات Communications Medicine بتاريخ 4 أبريل 2022. وتضمنت الدراسة تزويد المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عامًا، بنظام حلقة النوم، والذي كان مطلوبًا منهم تشغيله بأنفسهم في منازلهم. وتم تصميم النظام ليعمل بشكل مستقل حتى من قبل المستخدمين ذوي الخبرة الفنية القليلة. تقول لوستنبرجر: "نجح هذا الأمر بشكل جيد للغاية.. وصنف المشاركون الجهاز على أنه سهل الاستخدام". وكانوا يرتدون الجهاز كل ليلة لمدة أربعة أسابيع، مع التحفيز السمعي الذي يتم تقديمه كل ليلة لمدة أسبوعين، وبعد ذلك بدون أي تحفيز خلال الأسبوعين التاليين. ولم يعرف المشاركون ولا الباحثون في أي أسبوعين تم تشغيل الإشارات السمعية وفي أي أسبوعين لم يتم تشغيلها.
وقد أظهرت نتائج 16 مشاركًا في الدراسة أنه كان من الممكن بالفعل تعزيز الموجات البطيئة من خلال الإشارات السمعية أثناء النوم العميق لدى معظم المشاركين. ومع ذلك، كانت الفروق الفردية واسعة النطاق حيث استجاب بعض الأشخاص بشكل جيد للغاية للمنبهات، بينما استجاب البعض الآخر بشكل ضئيل أو لم يستجيب على الإطلاق. ووفقًا للوستنبرجر، فإن مسألة ما إذا كان الشخص يتفاعل مع المنبه لا تعتمد على رفاهيته أثناء النهار. "استجاب بعض الناس بشكل جيد للمنبهات وأظهروا بوضوح موجات بطيئة معززة، بينما لم يظهر آخرون أي استجابة، بغض النظر عن صحتهم اليومية."
استخدم الباحثون هذه الفروق الفردية للتنبؤ بشكل أفضل بكيفية استجابة فرد معين للمحفز السمعي. وهذا بدوره يساعدهم على تحسين أداء جهاز حلقة النوم وتحسينه. وتعمل شركة توسو حاليًا على تطوير الجهاز بشكل أكبر وإعداده للسوق الطبي. ومن الواضح بالفعل أنه لن يكون متاحًا بحرية، ولكن فقط من خلال وصفة طبية من الطبيب.
الصحة والحياة
أ.د. طلال علي زارع
يعاني الكثير من الناس خاصة كبار السن من نوم غير طبيعي. على وجه الخصوص، تصبح مراحل النوم العميق أقصر وأكثر سطحية مع تقدم العمر. ويعد النوم العميق مهماً لتجديد الدماغ والذاكرة، وله أيضًا تأثير إيجابي على القلب والأوعية الدموية..
وقد طور الباحثون جهازًا يمكن ارتداؤه يُشغل أصواتًا معينة لتحسين النوم العميق. وأظهرت أول دراسة سريرية حديثة أن الجهاز فعال، ولكن ليس بنفس مستوى الفعالية للجميع. وأظهر الباحثون أن موجات الدماغ التي تميز النوم العميق، والتي تسمى الموجات البطيئة، يمكن تحسينها من خلال تشغيل أصوات في توقيتها بدقة من خلال سماعات الأذن أثناء النوم. كجزء من مشروع حلقة النوم SleepLoop، حيث طور باحثون في جامعة ETH Zurich نظامًا متنقلًا يمكن استخدامه في المنزل ويهدف إلى تعزيز النوم العميق من خلال التحفيز السمعي للدماغ.
ويتكون نظام حلقة النوم من عصابة رأس يتم ارتداؤها وقت النوم ولبسها طوال الليل. تحتوي عصابة الرأس هذه على أقطاب كهربائية ورقاقة دقيقة تقيس نشاط دماغ الشخص النائم باستمرار. يتم تحليل البيانات من هذا بشكل مستقل في الوقت الحقيقي على الرقاقة باستخدام برنامج مخصص. بمجرد أن يظهر الشخص النائم موجات بطيئة في نشاط الدماغ تميز النوم العميق، يطلق النظام إشارة سمعية قصيرة (نقرة). هذا يساعد على مزامنة الخلايا العصبية وتعزيز الموجات البطيئة. ما يجعل الحل فريدًا هو أن الشخص النائم لا يدرك هذا الصوت بشكل واعٍ أثناء النوم العميق.
أجرى الباحثون من ETH Zurich ومستشفى جامعة زيورخ، بقيادة كارولين لوستنبرجر، قائدة المجموعة في مختبر التحكم العصبي للحركة، دراسة سريرية باستخدام هذا الجهاز لأول مرة. وقد تم نشر النتائج في مجلة طب الاتصالات Communications Medicine بتاريخ 4 أبريل 2022. وتضمنت الدراسة تزويد المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عامًا، بنظام حلقة النوم، والذي كان مطلوبًا منهم تشغيله بأنفسهم في منازلهم. وتم تصميم النظام ليعمل بشكل مستقل حتى من قبل المستخدمين ذوي الخبرة الفنية القليلة. تقول لوستنبرجر: "نجح هذا الأمر بشكل جيد للغاية.. وصنف المشاركون الجهاز على أنه سهل الاستخدام". وكانوا يرتدون الجهاز كل ليلة لمدة أربعة أسابيع، مع التحفيز السمعي الذي يتم تقديمه كل ليلة لمدة أسبوعين، وبعد ذلك بدون أي تحفيز خلال الأسبوعين التاليين. ولم يعرف المشاركون ولا الباحثون في أي أسبوعين تم تشغيل الإشارات السمعية وفي أي أسبوعين لم يتم تشغيلها.
وقد أظهرت نتائج 16 مشاركًا في الدراسة أنه كان من الممكن بالفعل تعزيز الموجات البطيئة من خلال الإشارات السمعية أثناء النوم العميق لدى معظم المشاركين. ومع ذلك، كانت الفروق الفردية واسعة النطاق حيث استجاب بعض الأشخاص بشكل جيد للغاية للمنبهات، بينما استجاب البعض الآخر بشكل ضئيل أو لم يستجيب على الإطلاق. ووفقًا للوستنبرجر، فإن مسألة ما إذا كان الشخص يتفاعل مع المنبه لا تعتمد على رفاهيته أثناء النهار. "استجاب بعض الناس بشكل جيد للمنبهات وأظهروا بوضوح موجات بطيئة معززة، بينما لم يظهر آخرون أي استجابة، بغض النظر عن صحتهم اليومية."
استخدم الباحثون هذه الفروق الفردية للتنبؤ بشكل أفضل بكيفية استجابة فرد معين للمحفز السمعي. وهذا بدوره يساعدهم على تحسين أداء جهاز حلقة النوم وتحسينه. وتعمل شركة توسو حاليًا على تطوير الجهاز بشكل أكبر وإعداده للسوق الطبي. ومن الواضح بالفعل أنه لن يكون متاحًا بحرية، ولكن فقط من خلال وصفة طبية من الطبيب.
الصحة والحياة